شكرا لله ونعمة أقداره الرياضية علينا!

08:26 2023/12/21

بكل صراحة وانصاف، فقد جاء فوز منتخبنا اليمني للناشئين على السعودية وتحقيقه بطولة غرب آسيا للمرة الثانية ،أمس، بصلالة العمانية، بفضل الله ونعمة أقداره وبركة دعوات امهات وأباء اللاعبين وصرخات وهتافات المشجعين بمدرجات مجمع السعادة، وتضرعات وتوسلات الشعب اليمني التواق للفوز على السعودية بأي لعبة أومنافسة كانت، حتى ولو بمناقرة الديوك وسباق الحمير.. !

وإلا فقد كان الأخضر السعودي هو الأقرب حقيقة للفوز بالشوط الثاني وكسب البطولة، على وقع انهيار صادم لمعنويات صغار أسود اليمن، بعد هدف التعادل السعودي وضياع هداف المنتخب اليمني لركلة الجزاء، مقابل استعادة صغار السعودية لكامل معنوياتهم وثقتهم بقدرتهم على العودة وكسب المباراة والظفر بالبطولة، حيث  لعبوا في الشوط الثاني وحتى صافرة نهاية الشوط، بأداء جماعي رائع واستبسال مهاري لافت، وتمسكوا بأخلاق رياضي عالية وهزموا بشرف أداء يحترموا عليه من الجميع!

ولعل ما لفت انتباهي كمشاهد متعطش لفوز صغار اليمن، هو مستوى الانهاك الشديد وفقدان لياقة أغلب لاعبي منتخبنا الوطني، مع اقتراب نهاية الشوط الثاني وتأخر تبديلات المدرب الاضطرارية لتفادي ثغرة تراجع معنويات لاعبيه وتمسكه بمهاجم المنتخب عبدالرحمن الخضر، حتى آخر المباراة رغم الانهاك الواضح عليه وتراجع معنوياته كثيرا، بعد ضياعه لركلة الجزاء، قبل نهاية الشوط الأول، والإصرار على اختياره لتنفيذ أول ركلة جزاء ترجيحية، رغم ارتباكه الواضح وفقدانه التام لأي ثقة بنفسه، بشكل طبيعي، نتيجة ضياعه ركلة جزاء سابقة، كانت كفيلة بحسم الأمور مبكرا وضمان الابقاء على معنويات لاعبينا حتى النفس الاخير مو الشوط الثاني،حتى لو جاء اول هدف سعودي! 
وكان المفترض على المدرب اليمني ومساعديه، أن لا يزجوا بالخضر ليكون أول المنفذين لركلات الترجيح وهم يرون حالة ارتباكه غير المشجعة حتى على اختياره ضمن منفذي الركلات الخمس الأولى بتقديري الشخصي غيرالرياصي بالطبع.

لذلك فمن الطبيعي ان تكون فرحة الشعب اليمني والمنتخب، فرحتين وان تشتعل سماء المحافظات اليمنية شمالا وجنوبا، بالألعاب النارية، وان تعم الاحتفالات الأحياء والشوارع بشكل كبير، تعبير عن الفرحة والابتهاج الاستثنائي بهذا الفوز بالبطولة، على حساب السعودية وبضربات الترجيح للمرة الثانية تواليا.
فألف مبروك لليمن الكبير وشعبه ولاعبيه .. وشكرا لله ونعمة الأقدار على منحنا هذه الفرحة الكبيرة النابعة من وسط المعاناة من الحرب وويلاتها وأوجاع مآسيها التي تسحقنا بكل الازمات والنكبات المعيشية للعام التاسع..