دموية اليهود غريزة تاريخية متوارثة..!

03:47 2023/12/15

تدأب دولة الكيان الصهيوني على خداع العالم على نحو مستمر من خلال تكرار اسطوانتها المشروخة القائلة بأن شعبها اليهودي هو الشعب الوحيد في العالم الذي يقتل بسبب يهوديته.

هذه المقولة المخادعة تجانب الحقيقة، وينكرها التاريخ شكلًا ومضمونًا، لأن الكراهية لليهود ليس بسبب ديانتهم وإنما بسبب أخلاقهم وسلوكياتهم التي تقوم على المعاملات الإلتوائية، والمؤامرات، وكراهية الغير، ودمويتهم القديمة الجديدة.

إن أكبر الأدلة على هذا الطرح هو ما نجده في الآداب العالمية خاصة الأدب الإنجليزي الذي يحفل بالكثير من القصص والروايات والمسرحيات التي تصف وتعري أسباب البغض والكراهية لليهود، ومن قبيل الذكرى يكفي الإشارة إلى أن أعظم أدباء إنجلترا عبر كل عصور الأدب الإنجليزي وليم شكسبير يخصص إحدى أشهر مسرحياته هي مسرحية "تاجر البندقية" لوصف مدى الخبث، والحقد، والكراهية الذي يكنه تاجر البندقية اليهودي شايلوك ضد انطونيو التاجر المسيحي النبيل، كما لم يغفل في مسرحيات أخر عن التعريض باليهود واشمئزازه من سلوكياتهم، وإذا ما ذهبنا ننقب عن أسباب كراهية الشعوب، وفي مقدمتها شعوب أوروبا سنجدها تحتفظ بسحل تاريخي كبير بوقائع الجرائم والسلوكيات التي جعلتها تكن لليهود كل الكراهية، ولن نجد بينها سبباً واحداً يشير إلى أن الديانة اليهودية كانت هي السبب الرئيس لنبذهم اليهود، وإنما سنجد أسبابًا أخرى كالأساليب الالتوائية في المعاملات، وكذلك الجرائم الفردية التي كانوا يرتكبونها في الأوساط التي يعيشون ويتواجدون فيها، وعلى سبيل المثال لا الحصر أسرد هنا بعضاً من جرائم القتل والتعذيب التي اقترفها اليهود كما أوردها الدكتور جمال الدين الرمادي في كتابه الصهيونية العالمية ومعركة المصير العربي:

* في عام 1144 في مدينة نوروش ببريطانيا وجدت جثة صبي عمره 12 سنة في كيس ملقى تحت شجرة، والدماء تنزف من جروحه بغزارة أيام عيد الفصح اليهودي، وقد ارتشى عمدة البلدة، ولم يُقدم للمحاكمة الجناة اليهود المتهمين في الجريمة، ومنحت المحكمة الضحية لقب القديس وليام.

* في عام 1171م بمدينة بلوا blois بفرنسا عثر على جثة صبي مسيحي أيام عيد الفصح اليهودي ملقاة في النهر وقد استزف دمه، وعند محاكمة الجناة اليهود المذنبين اعترفوا إنهم استنزفوا دمه لأغراض دينية وثبتت الجريمة وأعدم عدد منهم.

* في عام 1192 بيع في مدينة برسن بفرنسا شاب مسيحي إلى اليهود من قبل الكونتس أوف درو بتهمة السرقة فذبحه اليهود، واستنزفوا دمه، وعند محاكمتهم حضر الملك فيليب اغسطس المحاكمة بنفسه، وأمر بحرق المذنبين من اليهود.

* في عام 1235 بمدينة فلودا الألمانية عثر على خمسة أطفال مذبوحين واعترف اليهود باستنراف دمائهم لأغراض طبية لمعالجة بعض الأمراض، فثار الشعب ضدهم وانتقم منهم بأن قتل عدداً كبيراً منهم.

* في عام 1250 عثر في مدينة سراجوسا بإسبانيا على طفل مصلوب، وقد استنزف دمه واعتبرته الكنيسة قديسًا.

* في عام 1462 بمدينة انسبورك بالنمسا بيع صبي يدعى أندرياس إلى اليهود فذبحوه على صخرة داخل الغابة، واستعملوا دمه في عيدهم، وعندما اكتشفت السلطات الجريمة هرب اليهود خارج الحدود، ولم تجرؤ على محاكمة أحد منهم واعتبرت الضحية من القديسين.

* في عام 1475 في مدينة ترنتو بإيطاليا اختفى طفل عمره ثلاث سنوات يدعى "سيمون" وحينما اتجهت الأنظار إلى اليهود أحضروا الجثة من ترعة لإبعاد الشبهة عنهم، وبعد التحقيق ثبت أن الطفل لم يمت غرقًا كما قالت اليهود، وانما توفي بسبب جروح في العنق، و المعصم، والقدم، وعند اعترافهم بالجريمة برروا أن استنزافهم لدمه هو حاجتهم إليه من أجل استكمال طقوسهم الدينية كي يعجنوا به خبز العيد وخلطه بالنبيذ، وأعدم سبعة من اليهود واعتبر الطفل سيمون قديسًا.

* في عام 1698 بمدينة ساندومير ببولندا حكم على يهودي بالإعدام بتهمة استنزاف دم طفل مسيحي.

* في عام 1823 في مدينة فاليسوب بروسيا في عيد الفصح فُقد طفل في الثانية والنصف من عمره، وبعد اسبوع عثر على جثته في مستنقع قرب المدينة، وعند فحصها وجدت جروح عديدة من وخز مسامير حادة في جميع أنحاء الجسم، ولم يعثر على قطرة دم لأن الجثة قد غسلت قبل إعادة الثياب إليها.

واعترفت ثلاث سيدات روسيات اعتنقن اليهودية حديثاً بالقول إن اليهود أغروهن بسرقة الطفل لأغراض دينية مقدسة، ووصفن أمام المحقق الطريقة التي عذب بها الطفل حيًا حيث وضعه الاساتذة اليهود على منضدة، واخذوا يتلذذون بوخزه بالمسامير الحادة حتى سال كل دمه، ثم جمعوه داخل ثلاثة قوارير، وسلمت إلى رجال الدين، وعند المحاكمة أدانت المحكمة الإبتدائية اليهود، غير أن الحكم في المحكمة العليا تغير حيث عملت الرشوة عملها، واكتفت المحكمة بنفي السيدات الروسيات إلى سيبيريا.

اثناء الثورة البلشفية اشتهر نجار يهودي انضم للثورة بأحد المعسكرات يدعى "استيفن سانيكو" حيث كان يغرز المسامير في أظافر الأسرى وجلودهم، ويسمر نجوم الضباط على أكتافهم، ويضرب أقدامهم من أعلى إلى أسفل.

ومن أشهر اليهوديات اللاتي شاركن في التعذيب اليهودية "روزا" التي ذبحت بيدها مئات الرجال في مدينتي كييف وبولتافا، وكذا الممثلة اليهودية المعروفة على المسرح العبراني بمدينة كييف "شوارتز" (1).

***

صحيح أن الجرائم التي أوردتها اعلاه جرائم فردية، ومتباعدة الأزمنة والأمكنة، ولم تتضمن كافة جرائم القتل والتعذيب التي مارسها اليهود في كل العصور، إلا أنها أدلة كافية على الطبيعة الباردة في فعل القتل وسفك الدماء عند اليهود.

يؤكد القرآن الكريم، وكل المصادر التاريخية أن جرائم قتل الأنبياء لم تسجل غير عند اليهود.

نبي الله شعياء عليه السلام هو أول نبي قتله اليهود، وبعد قتله مباشرة بعث الله إليهم أربعة أنبياء كانوا متعاصرين في زمن واحد هم أرميا، ودانيال، وحزقيل، وعاموص وهؤلاء الانبياء الأربعة عليهم السلام قتلتهم اليهود. وبعد زمن كما تؤكد كتب أهل الكتاب أقدم اليهود على قتل نبي الله يحي عليه السلام، وبعده قتلوا أبيه زكريا عليه السلام ، وكذلك سيدتنا مريم، وقاموا بتعذيب النبي عيسى عليه السلام وصولًا إلى محاولة قتله، فقتلوا شبيهه، وهم يعتقدون أنهم قد قتلوا رسول الله.

وكذا جرائمهم في بلاد الشام قبل دخولهم فلسطين في عهد نبي الله داوود عليه السلام، ثم في فلسطين التي مكثوا فيها ردحًا من الزمن إلى أن سيطرت عليها الامبراطورية الرومانية فصيرتهم أشتاتا في مناحي الأرض عدا الذين لم تصل إليهم في جزيرة العرب كأبناء قضاعة وخيبر وخزاعة الذين بدورهم تم إجلاءهم في عهد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم حاولوا قتله، كما تحكي كتب السيرة النبوية فما كان منه إلا أن أجلاهم عن المدينة المنورة ليلحقوا بأسلافهم الذين سبق أن شردتهم الإمبراطورية الرومانية من فلسطين، والشام فاتجهوا صوب العراق، وفارس، وتركيا، وأوروبا، وروسيا، ومناطق شبه جزيرة القرم، وما خلفها، وغرب أفريقيا وجنوب جزيرة العرب ومناطق شتى فلم تقم لهم قائمة تذكر إلا بعد الحرب العالمية الثانية بالطريقة التي يعرفها العرب، والمسلمين أكثر من غيرهم.

وعلى مدى 75 سنة من إعلان عصابة الكيان الصهيوني دولتهم وهي تحاول جاهدة ممارسة كل الأساليب الغير المشروعة قبل المشروعة - هذا إن وجدت هكذا أساليب - التكريس لشرعنة وجودها إلى حد مخاتلة الوعي ومخادعة العقل البشريين برفعها شعار " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

***

شعار غير مستساغ ولا يقبل به العقل والمنطق ويكذبه التاريخ.

لأن الفلسطينيين يتوارثون أرض فلسطين الكنعانية منذ أزمنة تسبق ظهور الديانات السماوية الثلاث، وحتى أثناء، وعقب نزولها، ثم بعد ذلك أي عند احتلالها من قبل الرومان كما قلت سابقًا، ثم في فترات الحملات الصليبية، وصولًا إلى الإحتلال الانجليزي لها، والشعب الفلسطيني ظل باسطًا مقيمًا عليها وعلى تراث أصالته فيها.

وحتى بقية الشعار "لشعب بلا أرض"، ينطوى على كذب وخداع، فاليهود لم يكونوا شعبًا واحدًا - بمفهوم الشعب جغرافيًا وتاريخيًا، وعلميًا - حتى في عز تواجدهم على أرض الشام، وفلسطين.

دائماً كانوا يعيشون جنبًا إلى جنب مع أهل الشام، وفلسطين، والحجاز، واليمن، وكلما حاولوا إقامة حكم لهم سرعان ما يزول وينتهي، وكتب التاريخ تؤكد ذلك تارة بسبب مخالفتهم لأنبيائهم، وتارة بسبب محاولتهم استعباد من يحاولون إمتلاك أراضيهم عنوة،  وفسادهم في الأرض كما وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم.

وحتى إن جاز لنا التعبير إطلاق مسمى الشعب عليهم فسيظلون شعبًا بلا أرض كما يعترف بذلك الحاخامات اليهود الملتزمين بممارسة الديانة اليهودية أنفسهم نحو حركة ناطوري كارنا التي تأسست عام 1935 ضد الحركة الصهيونية، وتطالب في كل انشطتها المعلنة بإزالة دولة إسرائيل لأن الله - كما يؤكد الحاخام ديفد وايز -  كتب عليهم الشتات إلى يوم القيامة، وأن إقامة دولة لليهود يعد معصية لله في كتب التوارة.

***

إن التنقيب عن تاريخ اليهود سواء في أغلب مصادر التاريخ، وحتى في تراث الآداب الإنجليزي أ، والفرنسي والايطالي، والأوروبي والعربي، وفي التراث الفكري السياسي والاقتصادي والاحتماعي سيجد أن اليهود هم أساس الفتن والصراعات والحروب خاصة خلال القرنين الأخيربن حتى هذه اللحظة الفارقة من هذا العصر.

وعندما نفتش بدقة عن كل ممارساتهم واعمالهم الإرهابية في فلسطين على مدى سبعة عقود ونصف سنجد أن جرائمهم تمثل امتدادًا طبيعيًا لكل جرائمهم سواء الفردية التي ظلوا يقترفونها في مجتمعات عاشوا فيها أو التي كانوا يمارسونها في فترات حكمهم المتقطعة بالشام فالقتل، أو دموية اليهود ليست جديدة وإنما غريزة متأصلة في تكوينهم البيولوجي، متوارثة مباحة بشكل مطلق ودون قيود.

لذلك رأيناهم على سبيل المثال لا الحصر يرتكبون المجازر ضد الفلسطينيين نحو:

* في ابريل 1948  فاجئتا جماعتا (أرجون)، و (شتيرن) سكان قرية دير ياسين فجرا، وهم نائمون فقتلت 250 مواطنا بين طفل وامرأة.

* بعد شهر من نفس العام هاجم جيش الكيان الصهيوني قرية الطنطورة بحيفا وقتل 200 مواطنا ودفنوا في قبر جماعي كبير، وأقاموا مستوطنة تحشو ليم محل القرية.

* في يونيو من نفس العام هاجم جيش الكيان الإسرائيلي قرية اللد بمدينة يافا وقتلوا 400 فلسطيني بدم بارد، وبقيت بعض الجثث مرمية بالطرقات مدة عشرة أيام.

* في 29 أكتوبر من العام نفسه هاجم جيش الكيان قرية كفر قاسم وخلال ساعة واحدة قتلوا 49 مواطنا فلسطينيا دون تمييز بين الأطفال والنساء والرجال.

واستمرت جرائمهم أمام مرأى ومسمع العالم في العام التالي حتى اضطر الفلسطينيون إلى النزوح جراء القتل والإرهاب الصهيوني، و تدمير ما يزيد عن 400 قرية، ليصل عدد النازحين بين عامي 48/ 49 إلى 650 ألف فلسطيني.

* في مطلع نوفمبر 1956 أقدم جيش الصهاينة على مهاجمة مخيم خان يونس حيث ذبح 250 شهيدا، وبعد 19 يوم من الشجب والاستنكار والتنديد العربي أعادوا الكرة وأبادوا 275 شهيدا.

* بين 16، 19 سبتمبر 1982 قام الجيش الصهيوني بتسهيل ودعم من بعض قادة الكتائب اللبنانية بارتكاب مجزرتيّ مخيمي صبرا وشاتيلا اللذان يضمان لاجئيين فلسطينيين بجنوب لبنان، وسقط 1300 شهيدًا.

* في أبريل من عام 1996 أشرف نتنياهو بنفسه على مجزرة قانا التي راح ضحيتها 156 شهيدًا، و 150 جريحًا.

* بعد شهر من نفس العام أوقف نتنياهو المفاوضات مع ياسر عرفات ناسفا باتفاقية أوسلو، ومنتهكا القرارات الدولية، وطبق لأول مرة سياسة الإغلاق على الفلسطينيين، وشرع بعملية بناء المستوطنات في القطاع المروي من غزة، والقدس الغربية، وتوطين اليهود فيها، ومارس سياسة القمع والتعذيب والإذلال دون ابداء أدنى إعتبار للأمم المتحدة، ودون الإلتفات للشجب الصادر من المنظمة الإسرائلية لحقوق للدفاع عن حقوق الإنسان الأمر الذي حد بجريدة ها أرتيس تصف إسرائيل بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تضفي الشرعية القانوية على التعذيب.

* قائمة طويلة تحتوي على عدد الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين فقط أوردت نزرًا يسيرًا منها للتأكيد على أن القتل والتعذيب والإرهاب غريزة طبيعية في شخصية الصهاينة الذين تم جلبهم من مجتمعات الشتات.

قدموا يحملون في صدورهم غل وحقد تاريخي من مجتمعات لا تحمل نحوهم غير الكراهية.

تلك الكراهية يفرغونها بدم بارد ويصبون نارها على اخواننا الفلسطينين بدليل أن قتل ما يزيد عن 20 الف فلسطيني بينهم ما يزيد عن 5 آلاف طفل منذ 7 اكتوبر المنصرم حتى لحظة الهدنة التي بدأت يوم 24 نوفمبر، واكثر من ثلاثين آلف مصاب في غزة والضفة الغربية من أطفال ونساء وشيوخ، والعداد ما يزال مفتوحاً لاحتمال وقوع ضحايا آخرين عقب إنتهاء الهدنة.

ويكاد نتنياهو أن يكون هو الجزار البشري الأكثر دموية في كل التاريخ اليهودي دون منافس، إلا إذا ما جاء خلفا له يكون أسوأ منه.

***

إن الأساليب الالتوائية في المعاملات، وجرائم التعذيب والتنكيل، والقتل الإرهابي التي ظلوا، وما زالوا ينشرونها هي الأسباب الرئيسة لكراهية هذه السلالة الحيوانية من البشر، وليس معتقدها الديني كما يروجون كثيراً في أدبياتهم السياسية.

إن الغريزة الدموية الصهيونية هي غريزة متوارثة تاريخيًا عند اليهود، وحتماً إن هكذا غريزة لا يمكن لها ان تؤسس وتقوم لهم آية دولة في اي زمن وعصر مهما أوغلوا أكثر في القتل والإرهاب، فقط إنما يراكمون أسباب زوال دولتهم واسباب عدم قيامها.

***

الهوامش:

1 - جمال الدين الرمادي .. الصهيونية العالمية ومعركة المصير العربي .. ص 39 ما بعدها بتصرف.

2- معلومات متفرقة من عدة مراجع ومصادر منشورة. Was