Image

تستخدمها الجماعة في تهديد الملاحة ودول الجوار .. كيف استفاد الحوثيون من هدنة ابريل 2022م في الحصول على أسلحة إيرانية متطورة؟

أكدت مصادر عسكرية يمنية، بأن مليشيات الحوثي الإيرانية استفادت بشكل كبير من هدنة العام 2022م، في تعزيز ترسانتها القتالية بأسلحة إيرانية مهربة دون رقابة.
وأشارت إلى ان لغة التهديد التي تستخدمها مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وضد دول الجوار والداخل اليمني، ناتجة عن شعور هذه الجماعة الإرهابية  بالقوة بعد حصولها على شحنات أسلحة متطورة من إيران تم تهريبها خلال فترة الهدنة عبر المنافذ البحرية، التي تُركت دون رقابة نتيجة تفاهمات إقليمية.
وأكدت بأن تدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين لم يتوقف منذ بداية الهدنة في ابريل 2022م، وزاد في ظل المشاورات التي تمت بين الجماعة والجانب السعودي برعاية أممية ودولية، خلال العام الجاري، والتي استغلتها إيران في إيصال شحنات صواريخ ومسيّرات وتقنيات عسكرية تخدم الجماعة الإرهابية بكل مجالات العمليات وعلى راسها العمليات البحرية.

أسلحة بدون رقابة
وكانت قناة الحدث، نقلت عن مصادر أمريكية، بأن إيران استفادت من وقف اطلاق النار والهدنة في إيصال أسلحتها إلى ذراعها في اليمن الحوثيين بدون رقابة، ومنها ما يتم تهديد الملاحة البحرية بها حاليا.
من جانبها قالت المنظمة البحرية الدولية، إنها تعمل مع أصحاب المصلحة الآخرين لضمان الأمن والسلامة البحرية في منطقة البحر الأحمر، في ظل تزايد عدم الاستقرار والصراع والقرصنة والجريمة المنظمة التي تمارسها مليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، في أحد أهم الطرق البحرية للتجارة العالمية.
ورصدت (عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة) خلال الأربعة أيام الماضية من شهر ديسمبر الجاري ، وقوع 5 حوادث (عمليات هجومية) على سفن تجارية بمياه البحر الأحمر  الممتد من قناة السويس عبر مضيق باب المندب إلى خليج عدن، ويربط أوروبا وآسيا.
وفي السياق، أكدت القيادة المركزية الأمريكية في الثالث من الشهر الجاري، وقوع 4 هجمات على 3 سفن تجارية منفصلة تعمل في مياه البحر الأحمر، ولها ارتباطات اقتصادية وتجارية بشركات في 14 دولة.
وفيما اعتبرت الهجمات تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري، حمّل بيان القيادة الأمريكية المركزية إيران مسؤولية تمكين ذراعها في اليمن (مليشيا الحوثي) من شنّ هذه الهجمات وتعريض حياة طواقم السفن للخطر.

تقرير فريق الخبراء 
وتناول تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمني الدولي المعني باليمن الأخير، في فقرته الـ 56 عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.. والتي نصّت على :" حلل الفريق المواد التي عرضها الحوثيون خلال الاستعراضات العسكرية التي أُقيمت في الحديدة وصنعاء في سبتمبر 2022م، وحقق الفريق في أربع حالات جديدة لتهريب الأسلحة والذخائر عن طريق البحر، بما في ذلك حالة تتعلق بمنظومة مراقبة كهروبصرية ومكونات قذائف تسيارية متوسطة المدى وتهريب محركات طائرات مسيّرة برًا، وكميات كبيرة من الصواعق والسلائف الكيميائية الخاصة بصنع المتفجرات. وحقق الفريق ايضا في مركبتين لدفع الغواصين صادرتهما الحكومة اليمنية في نوفمبر 2022م، وحلل حطام قذيفة أطلقها الحوثيون في الضبة في عام 2022".
كما جاء في الفقرة 67 من التقرير، "أنه في 1 ديسمبر 2022، اعترضت الولايات المتحدة في خليج عمان سفينة صيد الأسماك بشباك الجر مروان -1، التي كانت تحمل كمية كبيرة من الذخيرة، وعُثر على ما مجموعه 1.080,000 طلقة ذخيرة ذات حافة من عيار 7.62 ×54 ملم للرشاشات الخفيفة، و25.000 طلقة من عيار 12.7 × 99 ملم للبنادق المضادة للأعتدة، و6.960 صمامًا للصواريخ من عيار 122 ملم (غراد) و870 صندوقًا من الحشوات الدافعة الشريطية من طراز PG-7".
كما جاء في الفقرة :" باستثناء الطلقات من عيار 12.7 × 99 مم، التي لا تزال قيد التحقيق من قبل الفريق، تتسق العلامات على الأعتدة المضبوطة ومواد تغليفها مع الأعتدة المصنوعة في جمهورية إيران الإسلامية، واستنادًا إلى الوثائق التي عُثر عليها على متن السفينة والتي قدمت إلى الفريق بدأت السفينة رحلتها من بندر عباس بجمهورية إيران الاسلامية".

عمليات تهريب أفشلتها فرنسا
وفي الفقرة 69 من تقرير فريق الخبراء، أشارت إلى أنها "في 15 يناير 2023م، اعترضت فرنسا في خليج عمان مركبًا شراعيًا عديم الجنسية يحمل كمية كبيرة من الاسلحة والذخيرة وصودر ما مجموعه 2.999 بندقية من طراز 56 -1 و100 بندقية من طراز AKS20U و50 رشاشا خفيفا، و201 سبطانة خاصة بها ذات خصائص وعلامات تقنية مماثلة لتلك المصنعة في إيران الجمهورية الإسلامية، وبلغاريا ورومانيا والصين وهنغاريا ، و23 قذيفة موجهة مضادة للدبابات من طراز دهلاوية، ( 130 / 2023 / s الفقرة 56 و 78 / 2021/ s ، الفقرة 84 والمرفق 13 و326 / 2020/ s، الفقرة 52 ، و594 / 2018/ s ، الفقرتان 115، 116 ، والمرفق 42) ذات خصائص تقنية وعلامات مماثلة لتلك المصنوعة في جمهورية إيران الاسلامية، و578.400 طلقة ذخيرة ذات حافة من عيار 7.62 × 54 ملم، تتسم أيضًا العلامات الظاهرة عليها ومواد تغليفها بأنها مماثلة لتلك المصنوعة في جمهورية ايران الاسلامية".

عمليات صادرتها قوات بريطانية
وتناولت الفقرة 74 من تقرير فريق الخبراء بخصوص تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين، عمليات تهريب ضبطتها قوات المملكة المتحدة، وجاءت الفقرة على النحو التالي :" في 25 فبراير 2023م، اعترضت المملكة المتحدة في خليج عمان سفينة تهريب قادمة من جمهورية إيران الاسلامية وهي تبحر بسرعة عالية في المياه الدولية، ووفقًا للمملكة المتحدة، كان الطاقم من الجنسية الإيرانية، وعُثر على سبع قذائف موجهة مضادة للدبابات من طراز دهلاوية، منها أربع قذائف من الجنسية الإيرانية، وعُثر على سبع قذائف موجّهة مضادة للدبابات من طراز دهلاوية، منها أربع مزودة براس حربي حراري ضغطي، ومكونات منظومة مراقبة كهروبصرية، ومكونات قذائف تسيارية متوسطة المدى ( نظام ملاحة بالقصور الذاتي، و6 مخاريط أمامية ، و16 من زعانف توجيه المحركات النفاثة)، وتظهر جميع هذه المواد خصائص تقنية مماثلة للمواد المصنعة في جمهورية إيران الإسلامية.
الفقرة 75ـ ووثّق الفريق نظم ملاحة بالقصور الذاتي مماثلة وجدت فيما يلي : (أ) حطام القذيفة بركان -2 اتش التي أُطلقت في 25 مارس و11 ابريل 2018م على المملكة العربية السعودية، (ب) حطام القذيفة بركان -3 التي اطلقت في 17 يناير 2022م، على الإمارات العربية المتحدة، (ج) حطام إحدى قذائف قيام الإيرانية التي اطلقت في 8 يناير 2020، على قاعدة للولايات المتحدة تقع في أربيل شمال العراق، وكانت جمهورية إيران الاسلامية قد أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق القذيفة الأخيرة.
الفقرة 76 ـ وتماثل الخصائص التقنية للمكونات التي صادرتها المملكة المتحدة خصائص القذيفة التسيارية المتوسطة المدى من طراز رضوان التي تنتمي الى سلسلة قذائف قيام التي تنتجها جمهورية ايران الاسلامية.
كما تناول الفريق الأممي باستفاضة علمية تهريب الأسلحة التي تقوم بها جهات إيرانية عبر المياه الإقليمية في البحر العربي وخليج عمان، باتجاه ذراعها في اليمن الحوثيين، حيث أوصى التقرير الدول الأعضاء في مجلس الأمن بدعم البرنامج العالمي لمكافحة الجرائم البحرية، وتعزيز قدرة خفر السواحل اليمني على منع تهريب الأسلحة والمخدرات الإيرانية عبر المياه اليمنية نحو الحوثيين.