النُخب السياسية الحاكمة .. ومستقبل الأوطان ..!!
بدايةً .....
من المعروف لدى الجميع ، بأن كل دولة من دول العالم لديها نخبة سياسية ، تتولى إدارة شئون العمل السياسي فيها ، والنخبة السياسية تشمل قيادات العمل السياسي في السلطة وفي المعارضة ، ومن المعلوم بأن مستقبل الأوطان وأمنها واستقرارها ، يتوقف على نوعية تلك النخب ( سلبية أو إيجابية ) ، فكلما كانت تلك النخب تتمتع بدرجة عالية من الوعي والثقافة وروح المسئولية والولاء لأوطانها ، كلما ساهم ذلك بشكل إيجابي في حفظ أمن واستقرار الأوطان وتقدمها وازدهارها وتطورها واستشراقها لمستقبل أكثر رفاهية ، وكلما كانت النخب السياسية جاهلة ومتخلفة ومتعصبة ومنغلقة ، كلما ساهم ذلك في الدفع بالأوطان نحو مربعات الحروب والصراعات والعنف والفوضى والخراب والدمار والتخلف والتراجع الحضاري ..!!
وبذلك .....
وبدون شك وكحقيقة سياسية لا نقاش حولها فإن مستقبل الأوطان وأمنها واستقرارها وإزدهارها ، يتوقف على نوعية النخب السياسية التي تحكمها ، فإذا شاهدنا وطناً ما ، ينعم بالأمن والاستقرار والرفاهية ، ويسير بخطى ثابته نحو المستقبل الزاهر ، فهذا دليل على أنه يمتلك نخبة سياسية إيجابية ، وإذا شاهدنا وطناً ما يعيش أوضاع مأساوية وكارثية وسلبية ، فذلك مؤشر على أن نخبته السياسية سلبية وفاسدة ومتخلفة ، وتعاني من تدني مستوى وعي وثقافة أفرادها ، وعدم إحساسهم بالمسئولية تجاه شعوبهم ، وفقدانهم للولاء الوطني ، ويؤكد بأنهم يقدمون ولاءاتهم المذهبية والطائفية أو المناطقية أو الحزبية على الولاء للوطن ، ويقدمون مصالحهم الشخصية والنفعية والمادية ، على المصالح العليا للوطن ..!!
وبالتالي .....
فإن ما تعانيه العديد من دول العالم وخصوصاً دول العالم الثالث المتخلفة من مآسي وكوارث وتخلف وانهيار اقتصادي وتراجع حضاري ، وما تتعرض له من تدخلات سياسية وعسكرية خارجية ، ومن حروب وصراعات داخلية وخارجية ، ومن فقدان للسيادة الوطنية والقرار السياسي ، هو النتيجة الطبيعية لسلبية النخبة السياسية في تلك الدول ، وبذلك فإن من يتحمل مسئولية أي فشل أو فوضى أو فساد أو تخلف أو صراعات في أي دولة في العالم هي نخبتها السياسية ، فليس من العقل والمنطق أن نحمل مسئولية ذلك للعمال في المصانع أو للفلاحين في المزارع أو لربات البيوت في المنازل ، لأن النخبة السياسية هي وحدها من تتحكم بإدارة شئون الدولة سواء الداخلية أو الخارجية ، وهي وحدها من تمتلك وسائل القوة والمال والنفوذ لتنفيذ سياساتها على كل الأصعدة ..!!
وبذلك ......
فأن النخبة السياسية السلبية ، هي وحدها من تذهب بالأوطان نحو مآلات الفشل والفساد والفوضى والتبعية والسلبية ، وستظل السلبية هي سيدة الموقف ، وستظل سيادة هذا الوطن أو ذاك مباحه ، وسيظل القرار السياسي مفقوداً ، وسيظل التدخل الخارجي مستمراً وحاضراً ، وستظل الحروب والصراعات قائمة ومتواصلة ، وسيظل الأمن والاستقرار ضائعاً ومفقوداً ، وستظل الحقوق والحريات مصادرة ومستباحة ، وستظل التنمية متوقفة ، وسيظل الفساد يستشري بلا رقيب ولا حسيب ، طبعاً كل ذلك وأكثر ، طالما ظلت النخبة السياسية السلبية والفاشلة ، هي من تدير شئون السلطة في هذه الدولة أو تلك ..!!
وهذه هي النتيجة الطبيعية والمتوقعة لهكذا وضع ، فماذا يمكن أن تنتظر الشعوب المنكوبة بنخبها السياسية السلبية المثقلة بثقافة التعصب والتخلف والجهل والتشدد ، والمنغمسة إنغماساً في التبعية والولاء لمشاريع سياسية وتوسعية خارجية ، وبدون شك فإن الأوضاع المعيشية لشعوب العالم ما هي إلا الإنعكاس الطبيعي لنوعية نخبها السياسية ، فمن غير الممكن أن تجد شعباً ينعم بالتطور والازدهار ونخبته السياسية فاسدة وجاهلة ومتعصبة ومتخلفة وتابعة ، والعكس صحيح ، وبذلك فإن أحوال الشعوب حول العالم ما هي إلا إنعكاس لنوعية النخب السياسية الحاكمة ، والشعوب المتخلفة والغبية هي التي تنتظر من نخبها السياسية الفاشلة والفاسدة أن تحقق لها تطلعاتها وطموحاتها المستقبلية ..!!