Image

من اجل قتل اليمنيين : ثلاثة ألوية قتالية بعتادها وعدتها في اطار استغلال الحوثي لحرب غزة

أكدت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء، بأن مليشيات الحوثي الإرهابية الإيرانية، تمكّنت من حشد 19 ألف مقاتلًا منذ بداية الهدنة الانسانية في 2 ابريل من العام 2022م، لتزيد من حدة عمليات الحشد مع بداية العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة بـ 7 اكتوبر الماضي.
وذكرت المصادر، بأن المليشيات الحوثية استكملت إعداد ثلاثة ألوية قتالية بعتادها وعدتها في اطار استغلالها لحرب غزة، وقامت بإرسالهم إلى محيط مأرب، بعد استكمال تدريبهم من قبل خبراء إيرانيين ومن حزب الله في معسكرات تدريبها المنتشرة في مناطق سيطرتها خاصة في صنعاء ومحيطها.
وأفادت المصادر، بأن مليشيات الحوثي دفعت ايضا بحشود قتالية إلى جبهات تعز والساحل الغربي، وباتجاه جبهات أخرى في الضالع والبيضاء والجوف وحجة وشمال لحج، وسط مخاوف من استغلال الحوثيين للحرب في غزة لشن عمليات دموية واسعة ضد اليمنيين في الداخل اليمني.

الحشد تحت عناوين مختلفة
واستغلت مليشيات الحوثي الهدنة الانسانية التي تم الاعلان عنها في 2 ابريل 2022، وظلت قائمة بشكل هش رغم عدم تجديدها حتى اليوم، استغلتها في اعادة ترتيب صفوفها وترتيب جبهاتها وتنفيذ عمليات حشد مقاتلين في جميع مناطقها تحت عناوين مختلفة.
ووفقًا لخبراء عسكريين، فقد عمدت المليشيات إلى استغلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، لتجعلها الشماعة المناسبة لحشد مقاتلين من الشباب والمواطنين الغيورين على المقدسات الاسلامية، والمتعاطفين بشكل كبير مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، واستغلتهم تحت مزاعم الدفاع عن فلسطين.
وكثقافة ممتدة ايرانية متجذرة منذ ثورة الخمينية الارهابية، التي استخدمت القضية الفلسطينية كشماعة لتمرير مشروعها التوسعي، عمدت المليشيات إلى استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم، في عملية حشد المقاتلين والأموال لدعم مجهودها الحربي ضد اليمنيين.
وأكدت المصادر بأن الميليشيات فتحت معسكرات تدريب في محافظات ذمار والبيضاء والجوف وريمة وحجة، ومحيط صنعاء لاستيعاب من يتم حشدهم تحت مسمى "كتائب الاقصى" وتحت مزاعم تحرير القدس، وقامت باعادة نشر تلك الحشود في جبهات القتال خاصة في مأرب وتعز والساحل الغربي والجوف وصعدة.

تقرير الخبراء 
تقرير فريق الخبراء المعني باليمن التابع لمجلس الأمن، أكد في تقريره الحديث، قيام مليشيات الحوثي بعمليات حشد في اوساط الاطفال من طلاب المدارس تحت مسميات المخيمات الصيفية واعدادهم للقتال قبل ارسالهم إلى الجبهات.
ووفقًا للتقرير فإن معظم تلك الانتهاكات التي حقق فيها الفريق تنسب لمليشيات الحوثي الارهابية الإيرانية، الذين يواصلون تجنيد الاطفال واستخدامهم لاسيما في سياق المعسكرات الصيفية، بنسب مثيرة للقلق.
وطالب التقرير بسرعة الانهاء الفوري لتجنيد واستخدام الاطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما بما في ذلك التلقين العسكري المستمر في المخيمات الصيفية.

وجاءت هذه التعزيزات متوازية مع استمرار تكثيف الجماعة الحوثية في تشكيل لجان تعبئة وتحشيد على مستوى الأحياء والحارات والقرى والعُزل في المناطق تحت سيطرتها بغية رفد جبهاتها بمقاتلين جدد.
ويخشى مراقبون أن يكون التعزيز الحوثي ضمن المحاولات المستمرة للجماعة لتفجير الوضع عسكرياً، مع مواصلة ارتكابها المزيد من الخروق الميدانية للهدنة الأممية واستهدافها بمختلف الأسلحة مناطق وأحياء آهلة بالسكان.

نحو مأرب وتعز
وكانت مصادر عسكرية يمنية، أكدت قيام الحوثيين بارسال تعزيزات قبل ايام باتجاه مأرب قادمة من صنعاء العاصمة وريفها ومحافظات عمران وذمار، وأخرى باتجاه تعز من جهة إب وذمار قادمة من صنعاء.
وأشاروا إلى ان التعزيز تظم اسلحة متطورة وحديثة بينها راجمات صواريخ وقواعدها ومسيّرات حديثة، أسلحة تكتيكية ايرانية الصنع بينها قاذفات صواريخ مضادة للدروع، وقناصة واسلحة "أر بي جي".

جزيرة كمران 
وفي هذا الاطار أكدت مصادر عسكرية يمنية وجود قاعدة عسكرية ايرانية تم انشاؤها في جزيرة كمران في البحر الاحمر، والتي يتم استخدامها من قبل خبراء ايرانيين بحماية صورية حوثية، في استهداف الملاحة الدولية في البحر الاحمر وباب المندب.
هذا الأمر أكده تقرير فريق الخبراء في تقريره الحديث، حيث اشار غلى ازدياد التوتر في البحر الاحمر حيث يؤسس الحوثيون وجودا بحريا في جزيرة كمران قبالة الحديدة، في الوقت نفسه توجد لدى خفر السواحل اليمني قواعد في جزء البحر الاحمر القريبة من الحديدة، مما يؤدي إلى احتمال تعرض السفن والمراكب الصغيرة التي تعبر المياه الاقليمية اليمنية لمخاطر .
وجاء في الفقرة 57 من التقرير، ان الحوثيين قاموا بتاسيس وجود بحري في جزيرة كمران، قبالة الحديدة، وهذا الوضع يهدد الشحن الدولي للخطر.
فيما أشارت الفقرة 61 من التقرير إلى قيام الحوثيين في 13 ابريل 2023، بإجراء مناورة بحرية قبالة جزيرة كمران شمال الحديدة، وعرضت انواع متعددة من الزوارق السريعة كانت مجهزة بأنواع مختلفة من الاسلحة من قبيل راجمة صواريخ من عيار 107 ملم، فضلا عن رشاشات ثقيلة وخفيفة.

مصرع قيادات حوثية 
وفي مؤشر خطير على انحدار الأوضاع نحو المواجهة المسلحة والقتال، حجم الخسائر البشرية التي تتكبدها الميليشيات في جبهات القتال في ظل الهدنة الهشة، والتي كان اخرها مصرع القيادي الحوثي عبدالقوي الجبري "أبو مالك"، أحد اخطر قيادات الحوثي الذين يعملون ضمن التشكيلات التي تديرها عناصر الحرس الثوري في صنعاء.
إلى جانب ما اقرت به المليشيات حول مصرع 486 من عناصرها منذ مطلع العام الجاري بينهم قيادات ميدانية بارزة، في مواجهات مع القوات الحكومية اليمنية.
وجاءت الاحصائية من واقع عمليات التشييع التي أجرتها مليشيا الحوثي لعناصرها الصرعى في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها خلال الفترة الواقعة بين يناير ونوفمبر 2023.
وذكرت مصادر محلية بأن معظم قتلى الحوثيين ينتحلون رتبا عسكريا عليا، بينهم 4 برتبة لواء، و6 برتبة عميد، و44 عقيد، و38 مقدم، و70 رائد، و89 نقيب، و152 ملازم ثاني وأول، إضافة إلى 32 برتبة مساعد و51 مقاتل بلا رتبة.

تحركات الجانب الأخر
في الجانب الأخر تقوم القيادات العسكرية التابعة للحكومة اليمنية، بعمليات ترتيب واسعة في جبهات القتال تحسبا لأي مغامرة حوثية بالعودة إلى القتال في مختلف الجبهات.
ومن تلك التحركات ما قامت بها وزير الدفاع الداعري ورئيس هيئة اركان الجيش صغير بن عزيز، من زيارة إلى جبهات مأرب والجوف وحجة، والجزر اليمنية، وفي مناطق عسكرية أخرى، دعوا خلالها إلى رفع الجاهزية القتالية استعدادا لتنفيذ أي مهام تحررية حسب وصفهم.
وفيما كان وزير الدفاع يتفقد المنطقة العسكرية السادسة في مأرب الجوف، وصل رئيس هيئة الاركان اليمني صغير بن عزيز إلى العاصمة المصرية في زيارة وصفت بالرسمية، يجري خلالها مشاورات عسكرية مع الجانب المصري تتعلق بتأمين الملاحة البحرية في البحر الاحمر وباب المندب التي تتهددها مليشيات الحوثي بشكل مباشر.
ودون الخوض في ادعاءات الحوثيين في استهداف بوارج وسفن عسكرية امريكية واسرائيلية في البحر الاحمر وباب المندب، والتي تهدف من ورائها حماية نفسها من أي هجمات لقوات التحالف العربي او قوات اجنبية في حال نفذت عملية عسكرية في مأرب او غيرها من المناطق اليمنية تخدم اهداف ايران بالدرجة الرئيسية،  فإن زيارة بن عزيز إلى مصر لها أبعاد استراتيجية وقومية ستصب في خدمة الشعبين الشقيقين والمنطقة والعالم برمته.
وتأتي تلك التحركات من الحوثيين والحكومة في ظل تصاعد التهديدات للملاحة الدولية في المياه الاقليمية اليمنية، بالتزامن مع حديث واسع حول قرب التوصل إلى اتفاق سلام، وفقًا لخريطة سلام سعودية ايرانية، رفضها ثلاثة من القيادات المكونة للمجلس الرئاسي، باعتبارها تصب في صالح الحوثيين دون الشعب اليمني، مؤكدين اهمية الحسم العسكري لانهاء الانقلاب واستعادة الشرعية الامر الذي يلقى ترحيبا من دول عربية عدة.