الربيع العبري حجب الأضواء عن الجرائم الصهيونية
كانت الدول العربية تمر قبل تاربخ ما يُسمى بالربيع العربي بأفضل مراحلها السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وفي مختلف مجالات الحياة، وكانت القضية الفلسطينية هي قضيتها الرئيسية والهم الأكبر لشعوبها وقياداتها الوطنية والقومية والميدان الأساسي لوسائل إعلامها المحلية والدولية وموضوع النقاش والحوار في الفعاليات واللقاءات والاجتماعات والمناسبات المحلية والإسلامية والاقليمية والدولية.
وكان الكيان الصهيوني هو العدو الوحيد لشعوب وقيادات الأمة العربية، إلى أن جاء ما يُسمى بالربيع العربي الذي زرع الفتنة والاختلاف بين الشعوب والحكام وقسّم وشطّر العديد من الدول العربية وزعزع أمنها واستقرارها ودمر مقدراتها العسكرية والاقتصادية والتنموية، وأدخلها في حروب عبثية سفكت فيها الدماء، وتمزقت فيها مئات الآلاف من أجساد المواطنين الأبرياء التى تحولت إلى أشلاء وخلّفت المآسي والكوارث الإنسانية والمعيشية التى أدخلت المجتمع العربي في دوامة الصراعات الداخلية، وجعلته مجتمع ممزق وضعيف وهزيل ومهموم بأوضاعه الداخلية ومشاكلة الجانبية، فتحقق الهدف الرئيسي لهذا الربيع التخريبي ألذي خدم الكيان الصهيوني وأشغل قادة وشعوب الدول العربية عن قضيتهم الفلسطينة الأساسية وحوّل الصراع من صراع عربي صهيوني إلى صراع عربي عربي، وحجب الأضواء عن الجرائم الصهيونية وترك المجال مفتوحاً مع عصابات هذا الكيان الاجرامي الذي تفنن في قتل وتشريد واعتقال عشرات الألف من أطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين، وهو ما جعله يتغطرس ويتمادى بشكل إرهابي ويصل إلى هذا المستوى الوحشي الذي نشاهده حالياً ونحن في أسوأ مراحل العداء والصراع والضعف والفشل والاختلاف والإخفاق الذي خلفه ربيع مخلفات العمالة والخيانة والاستعمار.