ميناء .. بلا ميناء
مساء يوم أمس، تواصلت بمكتب تجاري بعدن لشراء طلبية تجارية خاصة بعملنا .
أبلغني مالك المكتب، أن عملية الشحن من دول كثيرة باتت صعبة للغاية إلى ميناء عدن، بسبب أن خطوط النقل الملاحية لن تمر إلى الميناء إلا بكميات تستحق التفريغ في الميناء، وهذا أمر يحتاج له شهور من جمع البضاعة المتوجهة إلى عدن.
سألته: والحل؟ ،
قال: "ممكن نشحن لك البضاعة على متن زعيمة من جيبوتي خلال 21 يوم" .
قلت له :"زعيمة؟"
قال :” ايوه، هذا الخيار الوحيد والحالي للبضائع المستعجلة الى عدن".
قلت: "ما في حل أخر؟" ..
قال :” شوف أصحاب الحديدة".
تواصلتُ لاحقًا بمندوب شركة سبأ للملاحة ، شاف البضاعة المطلوبة على الواتس وقال :” 25 يوم وتستلمها في الحديدة ونشحنها لك وتستلمها خلال مدة أقصاها 27 يوم الى عدن".
قلت له :” وعبر زعيمة ولا خط ملاحي..!"
قال :” لا طبعا خط ملاحي والبضاعة موجودة بدبي او الهند ولك حرية الاختيار"..
بقدر ما شعرت بأريحية أن هناك أكثر من ميناء بات يعمل في اليمن وتقدر تستورد عبره، بقدر ما حزنت لحال ميناء يبعد عن مقر عملي 2 كيلو متر ومزود بأحدث تقنيات العالم، ويقع في أهم مكان في العالم اجمع، لكنه بات مساحة صغيرة لسفن الزعائم والقوارب الشراعية ..
إن كان هنالك بقية عقلاء في عدن، فعليهم الاصطفاف صفاً واحداً لإنقاذ ميناء عدن وخوض معركة وطنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
سيكتب التاريخ ان هذا الميناء الدولي توقف مرتين في تاريخه، الأولى حينما اجتاح مغول “الجبهة القومية” عدن ودمروها بالشعارات الفارغة في 1972م، والثانية في عهد جنوبيين اشاوس طاردوا رؤوس الأموال ونصبوا نقاط الجبايات بكل شارع وتسببوا للأسف بدمار كبير للميناء .
عدن بلا ميناء، هي للأسف قرية نائية لا قيمة لها، وبالتالي فإن اصطفاف الناس لإنقاذ هذا الميناء ووقف الجبايات المفروضة على النشاط التجاري عمل يجب ان يتكاتف الجميع لفعله، وإعادة رؤوس الأموال التي غادرت، ووقف إي ممارسات خاطئة بحقها..
هذه الجبايات المهولة لا يذهب منها فلس واحد للدولة ويجب ان تتوقف ..
أفيقوا.