Image

أم وأطفالها ينصبون خيمة أمام مقر حزب الإصلاح وتؤكد أنه "حزب غير موثوق به"

رحلة احتجاج خاصة  نصبت فيها خيمة صغيرة بدأتها عائلة مع أطفالها أمام مقر حزب الإصلاح - إخوان اليمن - في محافظة تعز الخاضعة لسيطرتهم عسكرياً وأمنيا وإدارياً، للضغط على قيادات إخوانية كبيرة اعتقلت رب الأسرة.

وبالتزامن مع بدء العائلة الاحتجاج في الشارع، بدأ رب العائلة المعتقل ويدعى أحمد هائل القدسي، الإضراب عن الطعام داخل زنازين حزب الإصلاح، احتجاجًا على إخفائه قسريا من قبل قيادات عسكرية وأمنية كبيرة في المحافظة الخاضعة لحصار مليشيا الحوثي المشدد منذ 9 أعوام.

مصير عائلة القدسي المجهول، كشف مدى غياب العدالة في مناطق نفوذ الإخوان لا سيما تعز ومأرب الخاضعتين لحزب الإصلاح، الذي يعتقل عشرات اليمنيين ويخفيهم قسريا بتهم كيدية ما دفعهم للخروج للتنديد بجرائم الاعتقالات.

وبدأت عائلة القدسي الاحتجاج، بعد أن طرقت كل الأبواب العسكرية والأمنية بحثًا عن العدالة لعائلها الوحيد والمخفي قسرًا منذ أسبوع في أحد سجون حزب الإصلاح الإخواني بتعز بحثا عن العدالة.

تجلس تهاني محمد قاسم مع أطفالها في الخيمة التي نُصبت أمام مقر حزب الإصلاح الإخواني بالقرب من مقر المحافظة بشارع جمال في قلب مدينة تعز، وهي ترفع لافتات تطالب بشكل مُلح السلطات بتحقيق العدالة.

وأظهرت لافتة صغيرة وثقتها مطالبة العائلة "بتحرير قرار المؤسسة العسكرية والأمنية من حزب الإصلاح الإخواني" وفي لافتة أخرى طالبت تهاني محمد قاسم وزارة الدفاع اليمنية التدخل العاجل لإنقاذ زوجها المعتقل في سجون إخوان اليمن.

وعلى سيارة العائلة التي كانت على جنبات الطريق، كتبت العائلة وأطفالها لافتات عدة تطالب بالإفراج الفوري عن والدهم المعتقل منذ أسبوع بتهم كيدية.

وكتب نجل المعتقل ويدعى "هائل" لافتة كتب عليها " أولاد المعتقل أحمد هائل .. نطالب بالإفراج عن والدنا المعتقل بالظلم.. حياة والدنا معرضة للخطر بسبب مطالبته بالتحقيق باختلالات عسكرية".

كما كتبت العائلة على لافتة أخرى " قيادات حزب الإصلاح (الذراع السياسي للإخوان) مسؤولة عن احتجاز والدنا وتعريض حياته للخطر".

والمعتقل أحمد هائل القدسي هو ضابط بارز بتعز الخاضعة للإخوان، وقاد مؤخرا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالتحقيق في الاختلالات العسكرية والأمنية في المحافظة، وهو ما أثار غضب حزب الإصلاح الذي لجأ لاعتقاله وإخفائه قسرا.

وقالت زوجة المعتقل، إن حزب الإصلاح الإخواني قام باعتقال زوجها في يوم الثلاثاء 21 نوفمبر الجاري بتهمة ملفقة بمقتل وثيق السفياني، فيما الحقيقة أن الاعتقال جاء على خلفية انتقاده للاختلالات العسكرية.

وأضافت، أن عملية القبض على زوجها "لم تكن قانونية ولم تكن بموجب وثيقة رسمية مختومة من السلطات القضائية".

وأشارت إلى أن زوجها لجأ للإضراب عن الطعام عقب اعتقاله بتهم كيدية، لليوم الثامن على التوالي ما ساهم في تدهور حالته الصحية والجسدية بشكل كبير.

وطالبت العائلة وزارة الدفاع بتشكيل لجنة تحقيق باعتبار أن أحمد القدسي أحد ضباطها، مشيرة إلى أنها ترفض رفضا كاملًا أن تكون قيادات حزب الإصلاح هم "الخصم والحكم".

وأشارت إلى أن حزب الإصلاح الإخواني يعد طرفًا غير موثوق به وأنه "يسعى لتحويل المؤسسات العسكرية والأمنية ومؤسسات الدولة لملكية خاصة".

وكانت لجنة متابعة المخفيين قسرًا في سجون إخوان اليمن وثقت اختفاء 91 شخصا في سجون حزب الإصلاح بتعز، مشيرة إن حالات الاختفاء القسري بتعز أكثر بكثير مما رصد، وأن ما توصلت إليه لجنة المخفيين ليس إحصائية نهائية.

وأكدت اللجنة أن السلطات في تعز تتجاهل مطالب أهالي الضحايا والتي تتمثل برفع الانتهاك، والكشف عن المخفيين وإطلاق سراحهم، مشيرة إلى أنه لم يصل سقف مطالب أهالي الضحايا حتى الآن إلى ملاحقة الجناة وإصدار العقوبات بحقهم.

وأشارت إلى أن جرائم الاختفاء القسري والاحتجازات التعسفية من القضايا التي تؤرق مدنية تعز، ما يتطلب تدخلا مباشرا من قبل المجلس الرئاسي لوضع حد لهذه الجرائم الإخوانية