الهدنة وصمود المقاومة الأسطوري

09:40 2023/11/26

بداية نتوجه بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى الذي ثبت الأبطال المقاتلين المجاهدين في سبيله بأرض فلسطين، وسدد رميتهم على الصهاينة المجرمين المحتلين الغاصبين الذين طغوا وبغوا، وأفسدوا في الأرض، وارتكبوا أبشع الجرائم في حق المدنيين العُزل من رجال وشيوخ وشباب ونساء وأطفال في قطاع غزة رمزالعزة والكرامة والإباء. 

الصمود الأسطوري لأبطال المقاومة الفلسطينية في وجه جيش الكيان الصهيوني الذي كان يقال عنه (الجيش الذي لا يُقهر) وفي وجه ترسانته العسكرية التي تُعد الأكبر والأحدث في الشرق الأوسط منذ إنطلاق معركة طوفان الأقصى في ال7 من أكتوبر الماضي. هذاالصمود والإستبسال هو من  أجبر حكومة الكيان الصهيوني المحتل على الرضوخ و قبول الهدنة لمدة أربعة أيام إبتداءً من يوم الجمعة 24 نوفمبر 2023م والتي سيتم خلالها تبادل  50 أسيراً من الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية مقابل إطلاق 150 أسيراً فلسطينياً من سجون الإحتلال على دفعات وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية إلى القطاع. 

بعد 49 يوماً من معركة طوفان الأقصى التي أفقدت قادة الكيان الصهيوني توازنهم وصوابهم وجعلتهم يقدمون على إرتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة حيث قامت الطائرات والبوارج الحربية والدبابات والمدافع والصواريخ الصهيونية بقصف جميع مناطق قطاع غزة بشكل هستيري، الأمر الذي يؤكد مدى الهزيمة النفسية التي أصابت قادة الكيان الصهيوني، وتبين ذلك جلياً من إستهداف المنازل  والأبراج السكنية وتدميرها فوق رؤوس ساكنبها، وتدمير أحياء سكنية بكاملها وتسوتها بالأرض، ونتج عن ذلك إستشهاد (14854)  مواطناً، بينهم (6150) طفلاً، وأكثر من ( 4000) إمرأة ، وإصابة (36000) معظمهم أطفال ونساء، ولا يزال هناك عدد من المفقودين تحت الأنقاض. 

راهن مجرم الحرب رئيس حكومة الكيان الصهيوني (النتن ياهو) وقادة جيشه ومخابراته على حسم المعركة بالإجتياح البري لقطاع غزة معتقدين أنهم سيتمكنون من تنفيذ مخططهم القذر بتهجير سكان قطاع غزة بإجبارهم على النزوح إلى جزيرة سيناء المصرية المحاددة لقطاع غزة والقضاء على أبطال فصائل المقاومة الفلسطينية معتمدين على القصف المكثف من طائراتهم وبوارجهم ودباباتهم ومدفعياتهم وصواريخهم على القطاع وعلى الدعم اللا محدود من أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في تحقيق ولو بنسبة واحد في المائة من مخططهم، حيث كان أبطال المقاومة لجحافل جيشهم ودباباتهم ومدرعاتهم الحديثة بالمرصاد فأذاقهم الويلات ومرغوا أنوفهم بالتراب وفضحوهم أمام العالم كله الذي شاهدأبطال المقاومة وهم يصطادون دباباتهم ومدرعاتهم الحديثة  من المسافة (صفر) ويخوضون معارك شرسة وجهاًلوجه مع جحافل جيشهم الذي كان يعرف بأنه لايقهر في الماضي وتم قهره على بد أبطال المقاومة المجاهدين الفلسطينيين . 

لم يتمكن جيش الكيان الصهيوني  بما يمتلكه من عتاد عسكري حديث ورغم القصف الهستيري من الطائرات والبوارج الحربية والدبابات والمدافع على قطاع غزة من تحقيق إنتصار وشاهد العالم أجمع كيف قام الطيران الحربي الصهيوني بقصف المستشفى الأهلي العربي(المعمداني)  في حي الزيتون جنوب مدينة غزة في ساعات الليل الأولى من يوم السابع عشر من أكتوبر الماضي 2023م مرتكباً مجزرة بشعة نتج عنها إستشهاد (500) مدني وإصابة (471) مدنياً، معظمهم من الأطفال والنساء.. وكذلك شاهد العالم كيف تم إقتحام مجمع  الشفاء الطبي  في المنطفة الوسطى غرب قطاع غزةوالذي يضم ثلاثة مستشفيات تخصصية ثلاث مرات متتالية 

 وكذلك إقتحام مستشفى ثابت الحكومي بمدينة طولكرم  والمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة تحت مبرر البحث عن أبطال المقاومة بعد أن سوق الإعلام الصهيوني أن أبطال المقاومة يستخدمون المستشفيات وافتضح الكيان الصهيوني أمام العالم حينما لم يستطيع أن يثبت وجود شخص واحد من أبطال المقاومة في تلك المستشفيات..وكانت ردود الفعل للشارع العربي والإسلامي بل والأمربكي والأوربي الخروج في مظاهرات لم يسبق لها مثيل من قبل، وخصوصاً في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والتي تندد بالحرب البربرية التي يشنّها الكيان الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وتعالت الأصوات في جميع أنحاء العالم مطالبة بوقف الحرب والجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان المحتل في حق المدنيين الفلسطينيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء والمطالبة بتقديم رئيس حكومة الكيان الصهيوني ووزير الدفاع ورئيس الأركان لمحكمة الجنايات الدولية كمجرمين حرب إبادة جماعية ومرتكبين جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. 

*ختاماً:

كل المؤشرات الدلائل والوقائع والأحداث تؤكد أن موعد زوال الإحتلال الصهيوني لدولة فلسطين وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية بات قريباً وإن نصر الله لقريب. 

كل التحية والتقدير والثناء والغرفان  لأبطال المقاومة الفلسطينية الذين صنعوا نصراً أكتوبرياً ثانياً للأمة العربية والإسلامية على الكيان الصهيوني بعد نصر السادس من أكتوبرعام 1973م الذي حققه أبطال الجيش المصري. 

*عضو نقابة الصحفيين اليمنيين واتحاد الصحفيين العرب.