التحيز والتضليل الإعلامي في تناول القضايا الوطنية

10:40 2023/11/24

يعتبر الإعلام وسيلة هامة لنقل الحقائق وتوجيه الرأي العام، ولكنها في بعض الأحيان تتحول إلى أداة للتحيز والتضليل وتعد قضية فلسطين من بين القضايا الوطنية التي تعاني من هذه الظاهرة بشكل واضح ومؤثر و إذ تسهم التحيزات الإعلامية في تشويه الحقائق وإثارة مشاعر الكراهية، مما يؤدي إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

 أن التحيز الإعلامي يعتمد بشكل أساسي على عدة عوامل، منها الانتماءات السياسية والثقافية للصحفيين والإعلاميين، وكذلك الضغوط السياسية والاقتصادية التي يتعرضون لها و تستخدم بعض وسائل الإعلام آليات متعددة لتضليل الرأي العام، بما في ذلك تغطية جزئية وغير موضوعية للأحداث، وتحريف الحقائق وتمرير المعلومات بشكل مبالغ فيه لخدمة أجندات سياسية معينة.

تركز بعض وسائل الإعلام على تصوير إسرائيل كضحية وتجاهل الانتهاكات الواقعة على الفلسطينيين. فهي تقدم للقضية الفلسطينية بشكل عام صورة غير حقيقية ومغايرة للواقع، مما يؤدي إلى تشويه صورة الفلسطينيين وإثارة مشاعر الكراهية تجاههم. ويؤدي التحيز الإعلامي في تناول قضية فلسطين إلى إغفال الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، مثل الاستيطان والاعتداءات على المدنيين والحصار الاقتصادي والعسكري.

تنتهك بعض وسائل الإعلام المعايير الأخلاقية والمهنية من خلال ترويج الأكاذيب والشائعات والمعلومات المغلوطة. وتعتمد على تأثير العواطف والمشاعر الشخصية لدى الجمهور، بدلاً من تقديم المعلومات الدقيقة والموثوقة. وهذا ينتهك حق الجمهور في الوصول إلى الحقائق ويزيد من التوتر والانقسامات في المجتمع.

لمكافحة ظاهرة التحيز والتضليل الإعلامي، يجب أن يتم تعزيز الوعي لدى الجمهور بأهمية التحليل النقدي للأخبار والمعلومات. ينبغي أن نعتمد على وسائل الإعلام المستقلة والموثوقة، ونسعى لنشر المصداقية والمعرفة الصحيحة. يجب أن يتم تشجيع الصحفيين والإعلاميين على الالتزام بمعايير النزاهة والمهنية، وتجنب التحيزات السياسية والثقافية.

علاوة على ذلك، يجب أن يلعب القانون دوراً فعالاً في تنظيم قطاع الإعلام ومراقبته، بحيث يتم التأكد من احترام معايير الحياد والموضوعية و ينبغي أن تتوفر خدمات الإعلام العامة والخاصة للجميع، وأن تعزز حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومات.

لخلق مجتمع يعتمد على المصداقية والنقد البناء، يجب أن نعمل على تعزيز الوعي الإعلامي والترويج للتعليم الإعلامي و ينبغي أن يتم تعزيز دور المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في توعية الناس بأهمية الإعلام الحر والمستقل.

في النهاية، يجب أن ندرك أن الحقائق والمعلومات الدقيقة هي أساس بناء رأي عام صحي وموضوعي. يجب أن نستعيد قوة الإعلام في تعزيز السلام والتفاهم والعدالة، وأن نعمل معًا لمحاربة ظاهرة التحيز والتضليل الإعلامي وبناء مجتمع يعتمد على المصداقية والتسامح والتفاعل الإيجابي.

رئيس اتحاد الاعلاميين الافريقي الاسيوي