من هو المجرم الحقيقي في حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة.؟

03:44 2023/11/14

لقد تجمع الأبطال المجاهدون الشرفاء في قطاع غزة ، وأبدى هؤلاء المقاومون الاشاوس استبسالاً لم يسبق له مثيلاً من أجل تحرير التراب الفلسطيني والمقدسات الدينية ، من دنس العدو الصهيوني المحتل و الغاصب لأرض فلسطين والأقصى الشريف ، وبقدر الفاعلية الكبرى التي تحركت بها حركة المقاومة الفلسطينية حماس وحركات التحرر الأخرى معها بقطاع غزة الصامد ، ووضعت المعتدين من الجيش الصهيوني في هلع مستمر ، لا يستطيعون النوم ، وهم يختبؤن من تلك الوثبة العربية "طوفان الأقصى" في 7 اكتوبر الماضي ، لتحرير وطنهم وإبادة المستعمر الجبان.

إلا ان العدو الصهيوني وبمقابل هذه البسالة والشجاعة والإقدام ، الذي باغتت به حركة حماس ولاحقوا المستعمر الصهيوني ، في كل الأحياء والمنازل من رفح وحتى خليج العقبة ، إلا اننا ونحن نسجل موكب الانتصار الذي حققناه ، لا زال على المقاومين الفلسطينيين عند قتل خمسة إسرائيليين ، فإنهم قد يفقدون عشرين بالمقابل من الشعب الفلسطيني والمقاومة، فإذا قمنا بتقييم الجدوى الإستشهادية التي نفذها أسود المقاومة والمقاتلين الفلسطينيين ، فقد نستنتج بان المواجهة التى نفذها العدو الصهيوني ، والذي يضرب بسلاحه دون قيم وأخلاقيات الحروب.

وبهذه المقدمة ، التي سقناها دارت في رؤوسنا سبباً رئيسياً لعدم توفر الكفاءة الفعلية بين الصهاينة والعرب ، فعندما قمنا بعمل خطة استراتيجية لمواجهة الصهيونية داخل الأراضي المحتلة في قطاع غزة ، اكتشفنا ان بطولاتنا وشجاعتنا لم نقاتل سوى العدو الدولي الكبير للعرب ، واكتشفنا ان العدو الذي نواجهه في هذه المعارك ليس سوى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وعدد آخر من دول الغرب والأوروبيين، وإننا في كل مره نواجه الصهيوني المحتل الغاصب ، يتحرك في مواجهتنا تلك الالة العسكرية والبشرية من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ، التي هبت لنصرة العدو المحتل الصهيوني وبكل أنواع الأسلحة وأحدثها واخطرها على البشرية ضد شعب محاصر واعزل ولكنه مؤمن بالحرية ويتوق اليها .

استخدمت امريكا والغرب في هذه الحرب كل أنواع الضغط العالمي والدولي ، وبطاقة مجلس الامن وجمعية الامم المتحدة وحقوق الانسان ، والاعلام الغربي وتلك الهالة الإعلامية الضخمة والذي يهمين عليه أنصار الصهيونية ليبرر لهم حرب الإبادة والتطهير العرقي الغير مسبوق في التاريخ ضد شعبنا العربي الصامد في غزة وكل فلسطين العربية تحت مبرر الدفاع عن النفس.

ولم نستطيع ان نحرز اي انتصار ، الذي اعددنا له كل شيء من مقدرات وأسلحة وجيوش عربية ، مما حدى باثنين وعشرين دولة عربية من اسيا وأفريقيا والشرق الاوسط، إلى لملمة حدودها وتجميع جيوشها وأسلحتها وتتدرأ عن شعوبها الهجوم المتفوق لتلك القوى الرأسمالية والغربية بقيادة أمريكا وبريطانيا التي تحتل الشرق الأوسط بالأساطيل والقواعد العسكرية في الخليج العربي والعراق والبحر الأحمر والبحر المتوسط ، واكتفت الدول العربية بوضع متاريس مهترئه في حدودها المنخورة من الداخل.

ومن جديد عدنا نتباكى على شهدائنا وأبطالنا الذين قدموا كل غالي ونفيس لاثبات شجاعتهم وبطولاتهم ، بينما استطاع مواطني الاحتلال الصهيوني إلى الاختباء تحت مظلة الدفاع الغربي الأمريكي، حتى انهم أبدو استعدادهم هولاء الاشرار ان يستخدموا السلاح النووي لحسم المقاومة العربية التي أذهلت الشعوب ، ولكنها لم توثر من شجاعة وصمود اهل غزة ، حتى ان تلك القوى المتغطرسة التي تحركت بأساطيلها وحاملات طائراتها المقاتلة لقتل شعبنا الفلسطيني ، وتحويل المدن إلى ركام.

ولم تسلم حتى المشافي الصحية والمدارس والمساجد والكنائس من هذآ الأرهاب الأمريكي الغربي ، ولكي تدفن المتارس والخيام ، وتهدم الأنفاق التي اعد لها العرب المقاومون التي من اجل فلسطين ، حتى اصبح الناس وانكفؤوا إلى خيامهم ويبكون على ما فقدوا من نساء وأطفال، ورجال وبيوت ، ولم يعد يحسوا المقاتلين باي حافز لمواجهة تلك الهجمات المحدودة التأثير.

من ها هنا، الإن نصل إلى نتيجة حاسمة ، بأن تلك الحروب المتتالية التي خططنا ونفذناها لإزاحة والتحرير من ذلك المستعمر الصهيوني البغيض ،اكتشفنا اننا لم نكن نقاتل في الواقع تلك الشرذمة الصهيونية فقط ، بل كنا وكما تعلمنا من تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، بأننا نصتدم بتلك القوى الاستعمارية الغربية ، التي تكسر مقدراتنا وهجومنا بدون ان تفقد مواطناً واحداً أو جندياً من قوى تلك الدول ، واصبحت تلك القوى العربية التي كانت تطلق الزغاريد لكل هجمة صاروخية فلسطينية ، وهم يتجمعون امام شاشات التلفزيون للدعاء والبكاء على تلك الأرواح التي فقدناها بدون ثمن.

ولكي نحد من قدرات هذا العدو الصهيوني المتغطرس ، فاننا يجب ان نحمل شهدائنا إلى قبورهم ، ثم نجلس 
نحن العرب في اماكن مغلقة ، كما فعل اليهود والغرب ونضع ملامح الخطة الاستراتيجية الدفاعية الفاعلة ، يكون البند الأول فيها ، بان نبدأ بكسر شوكة كل القوى التي تحمي وتدافع عن العدو الصهيوني ، وبحيث تحدد ملامح وآليات تحطيم هذه القوى المستعمرة التي تناصر وتدعم عسكرياً وإعلامياً عدونا التاريخي الصهيوني الذي أمامنا ، بعد ان نكون قد رتبنا وسائل الدفاع الحقيقية عن حدودنا ، وان تكون ضرباتنا ومخططاتنا لؤاد اي قوى تواجهنا قبل ان نقرر الهجوم الشامل على عدونا الصهيوني الذليل والمحدود ، وسوف نهزمه بسهولة ونحرر القدس وكل فلسطين من البحر الي النهر.

ولهذا فاننا يجب ان نعاود وان نكرر هذه الهبة التي حققنا منها المكاسب العسكرية والمبنية على شجاعتنا وبسالتنا ، فاننا سنكون قادرين ومن السهل على صنع الانتصار ، وانهاء الوجود الخبيث لهذه الشرذمة الصهيونية التي جمعتها أوروبا والغرب داخل مسرى رسولنا محمد صلى الله علية وسلم.

كما يجب ان نخوض حرباً فكرية ودينية نؤهل بها شبابنا وأولادنا ، ولننقل لهم الدروس التاريخية التي تمكنت بها قواتنا العربية والإسلامية في دحر العدو ، وفتح الأمصار، بكل ثبات وفاعلية ولنعود ولنشرح لاطفالنا كيف طهرنا اليهود من جزيرة العرب ، وكيف انتصر صلاح الدين الأيوبي وحرر القدس ، وكيف دحر القوات الصليبية ، وكيف حرر رسولنا محمد صلى الله علية وسلم في غزواته كل الشراذم ، وأهل الكفر ونشر السلام في ارجاء المعمورة. وإن المجرم الحقيقي في هذا الصراع العربي الصهيوني ، يتمثل بالانحياز الغربي الأعمى بقيادة أمريكا وبريطانيا الى جانب دولة الكيان الصهيوني حتى لا يحصل الفلسطينيون على اي حل عادل لانشاء دولتهم وعاصمتها القدس الشريف.


*رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.
15 نوفمبر 2023.