رمت بثقلها العسكري والسياسي والاقتصادي .. أمريكا تواصل قتل أبناء فلسطين بأذرع متعددة
منذ الوهلة الأولى التي أطلقت فيها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "طوفان الأقصى" لفك الحصار الاسرائيلي عن القطاع المستمر منذ 15 عاما، تحملت الولايات المتحدة وأذرعها في أوروبا مسئولية الدفاع عن تل ابيب وخوض الحرب بدلا عنها ضد الفلسطينيين المطالبين بالحرية والاستقلال والحياة كبقية الشعوب.
وعمدت الولايات المتحدة ومن خلفها بريطانيا وحلفائها الغربيين، إلى تبني جميع العمليات المساندة لإسرائيل ضد ابناء فلسطين، مستغلة قوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والاعلامية وتأثيرها الدبلوماسي المبني على التهديد والوعيد والتلويح بالعقوبات المختلفة.
وعقب عملية "طوفان الاقصى" للمقاومة الفلسطينية في 7 اكتوبر الماضي، وجهت واشنطن جميع مؤسساتها بالعمل على دعم اسرائيل في جميع المجالات، وعلى راسها المجال العسكري لتنفيذ حرب ابادة جماعية ضد ابناء فلسطين العزل،
وحشدت لتوجهها الجديد جميع حلفائها وعلى راسهم بريطانيا المؤسس الرئيس للدولة اليهودية في فلسطين والعالم العربي.
ومن خلال الدعم بالسلاح والمال والجنود، وبغطاء غربي بريطاني – اوروبي، بدأت الولايات المتحدة حربها ضد ابناء الشعب الفلسطيني مستخدمة الالة العسكرية الاسرائيلي والتي بالحقيقية امريكية نظرا لحجم الدعم العسكري المقدم لها من الولايات المتحدة سنويا، لتحصد أرواح ابرياء جلهم من الاطفال والنساء بلغ عددهم أكثر من 12 قتيلا وأكثر من 32 الف جريح، وحققت دمارا شاملا في قطاع غزة الاكثر ازدحاما بالسكان على المستوى العالم.
دعم مطلق
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للعمليات التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، سياسيا وعسكريا، الأمر الذي بات يطرح تساؤلات مهمة حول مستقبل علاقتها مع دول الشرق الأوسط.
الجانب الأمريكي بدوره جلب حاملات طائرات، التي صاحبتها العديد من القطع العسكرية، في خطوة اعتبرت بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل، الأمر الذي قد يدفع نحو توسع دائرة الصراع في المنطقة، وسط توقعات بانعكاسات عدة على صعيد الإقليم.
من بين التداعيات المرتقبة، تأثر العلاقات الاقتصادية والشراكة الأمريكية مع دول المنطقة، إذ تسعى واشنطن لتنفيذ العديد من المشروعات، كما هو الأمر بالنسبة للدول الأوروبية.
أمريكا تقتل اطفال غزة
وفي هذا الاطار سوف نحاول تناول حجم الدعم العسكري الامريكي المقدم لاسرائيل منذ بداية "طوفان الاقصى"، وخلال السنوات الماضية، للوقوف على حقيقية ان من يشن حربا ابادة على الفلسطينيين ليست الالة العسكرية الاسرائيلية فقط بل القوة الاكبر في العالم "امريكا"، ومن خلفها حلفائها الغربيين.
قاعدة تحت الأرض
ونبدأ من المقر الذي اتخذتها القوات الأمريكية كغرفة عمليات لادارة حربها في غزة، حيث كشفت تقارير استخباراتية غربية، عن "معلومات تُظهر تواجد قادة القيادة المركزية والقوات البرية والبحرية للجيش الأمريكي في قاعدة تحت الأرض في تل أبيب، إلى جانب القادة الإسرائيليين لتوجيه هجومهم الوحشي ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
مسيّرات تجسس
كما كشفت المعلومات عن استخدام القوات الأمريكية – الاسرائيلية المشاركة في حرب الإبادة ضد أبناء فلسطين، مسيّرات أمريكية حديثة للتجسس على مدار الساعة لجميع التحركات في قطاع غزة.
وكان المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، أكد بأن تلك المسيّرات تّحلّق فوق القطاع بهدف دعم جهود إسرائيل لاستعادة "الرهائن" لدى حركة حماس، لكن حقيقتها يعرفها الفلسطينيين، وكيف تقوم بتزويد قوات العدو بالمعلومات الدقيقة حول تحركاتهم.
ويأتي هذا التأكيد بعد أن رصد صحفيون مسيّرات إم كيو-9 ريبر الأمريكية التي عادة ما تديرها القوات الخاصة الأمريكية، وهي تُحلّق حول غزة.
وسبق أن تم استخدام هذا النوع من المسيّرات في تنفيذ ضربات جوية في أفغانستان واليمن والعراق والصومال، لكنها تستخدم في المقام الأول كمسيّرات مراقبة واستطلاع بسبب قدرتها على "التحليق" فوق منطقة ما لساعات عديدة دون توقف.
دعم قاتل
وشمل الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل منذ 7 اكتوبر الماضي، طلب ميزانية طارئة من الكونجرس، قيمتها عن 105 مليارات دولار كمساعدات لإسرائيل، فضلًا عن إرسال خبراء عسكريين من البنتاجون للمساعدة في تنفيذ الخطط العسكرية الميدانية في القطاع.
وإلى جانب ارسال ثلاث حاملات طائرات الى المنطقة بينهم "حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد" وغواصة نووية، ارسلت أكثر من 12 الف جنديًا بينهم وحدات من القوات الخاصة وخبراء فنيين في شتى المجالات العسكرية.
ومنذ فبراير العام الماضي، منحت الولايات المتحدة إسرائيل 158 مليار دولار، ومنذ الحرب العالمية الثانية، قدمت الولايات المتحدة مساعدات لإسرائيل منذ عام 1948م، أكبر من أي دولة أخرى.
وبعد تعديله ليتناسب مع التضخم، يقدر إجمالي المساعدات الأمريكية لإسرائيل بين عامي 1946 و2023 بنحو 260 مليار دولار، وفقًا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
والولايات المتحدة متحالفة بشكل وثيق مع إسرائيل حيث أصبح الرئيس هاري ترومان أول زعيم عالمي يعترف بإسرائيل، وتظل إسرائيل الحليف الأول لأمريكا في الشرق الأوسط كما يصفها محللون أمريكيون.
في عام 2021م، نشرت مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهي مؤسسة فكرية للشؤون الدولية، مقالًا يفيد بأن جميع المساعدات الحديثة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل تقريبًا يتم تقديمها كمنح للأسلحة.
كما أنها تتلقى 500 مليون دولار للبحث والتطوير ونشر أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية الإسرائيلية المشتركة؛ ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة المضادة للصواريخ تفيد بشكل كامل تقريبًا الاحتياجات العسكرية الإسرائيلية.
وفي عهد إدارة ترامب قدم 3.3 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي (FMF) للسنة المالية 2021 (من 1 أكتوبر إلى 30 سبتمبر) لإسرائيل - أي 59% من ميزانية التمويل العسكري الأجنبي العالمية المطلوبة، مما يعني أن إسرائيل تتلقى تمويلًا أمريكيًا أكثر من جميع الدول الأخرى مجتمعة.
وفي عهد باراك أوباما، وقعت الولايات المتحدة مذكرة تفاهم ثالثة مدتها عشر سنوات تحدد المساعدات العسكرية لإسرائيل، والتي ألزمت الولايات المتحدة بإرسال 38 مليار دولار من عام 2019 حتى عام 2028.
وجاء في التقرير أن الكونجرس خصص 3.8 مليار دولار لإسرائيل للسنة المالية 2023، بالإضافة إلى 98.58 مليون دولار لبرامج الدفاع التعاوني وغير الدفاعية الأخرى وأرسلت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 4.8 مليار دولار لإسرائيل في عام 2022.
وسلمت الولايات المتحدة أجزاء كبيرة من تقنياتها العسكرية الأكثر تقدما، مثل عدد من الطائرات المقاتلة من طراز إف-35.
وتشكل المساعدات العسكرية الأمريكية حوالي 16% من إجمالي ميزانية الدفاع لإسرائيل، والتي جاءت في المرتبة الثامنة في القائمة العالمية لأفضل المنفقين العسكريين مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي العام الماضي.
وتنفق إسرائيل ما يقرب من ضعف المتوسط الدولي – 4.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي – على الدفاع وأصبحت بدعم من الولايات المتحدة مصدرًا رئيسيًا للأسلحة، حيث اشترت الولايات المتحدة ما قيمته أكثر من 1.5 مليار دولار من المعدات العسكرية الإسرائيلية الصنع في عام 2019.
ومنحت الولايات المتحدة إسرائيل حوالي 10 مليارات دولار لإنشاء نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، بحسب ما ذكرته صحيفة يو إس نيوز.
وكانت إسرائيل أكبر متلقٍ مرة أخرى في عام 2021، حيث تلقت 3.31 مليار دولار، ولكن وسط الغزو الروسي، احتلت أوكرانيا المركز الأول في العام الماضي، حيث تلقت 12 مليار دولار مقابل 3.18 مليار دولار لإسرائيل للسنة المالية 2022.
وفيما يتعلق بالدعم العسكري المباشر عقب "طوفان الاقصى"، فقد تحركت الإدارة الأمريكية بسرعة لإعادة تموضع "مجموعة الناقلات الضاربة" (حاملة الطائرات الهجومية) "يو إس إس فورد" (USS Ford) من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى مكانٍ أقرب من المياه الإقليمية الإسرائيلية. و"يو إس إس فورد" هي حاملة الطائرات الأمريكية الأحدث والأكثر تقدماً والأكبر في العالم.
وقد دخلت "مجموعة الناقلات الضاربة" إلى البحر الأبيض المتوسط في حزيران/يونيو، وتضم طرادة صواريخ موجهة من فئة "تيكونديروغا" (Ticonderoga) وأربع مدمرات صواريخ موجهة من فئة "أرلي بيرك" (Arleigh Burke). وهي قادرة على القيام بمجموعة واسعة من العمليات، بدءًا من المهمات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع وإلى الهيمنة البحرية، والضربات الدقيقة بعيدة المدى، وربما الأكثر أهمية، الدفاع الصاروخي.
وأعلن البنتاغون أيضاً عن خططٍ لتعزيز وجود طائراته المقاتلة في المنطقة، والتي تشمل مجموعةً من طائرات "إف-35". ويعني ذلك إعادة إدخال المقاتلة المتقدمة من الجيل الخامس إلى المنطقة، بعد أن كان قد تم إعادة طائرات "إف-35" التي نُشرت سابقاً إلى الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي - بعد أن كانت قد أُرسلت لردع العدوان الروسي في سوريا والسلوك الإيراني في الخليج.
وفضلاً عن ذلك، من المرجح أن تضيف "مجموعة الناقلات الضاربة" طبقةً من الدفاع الجوي والتغطية الرادارية إلى شبكة إسرائيل، مع توفيرها مستوى آخر من المعرفة الاستخباراتية لجبهات إسرائيل الأخرى.
ووفقاً لكيربي سترسل البحرية الأمريكية أيضاً مجموعةً ثانيةً من حاملة الطائرات الهجومية إلى البحر الأبيض المتوسط لتكون قريبة "عند الحاجة إليها". وعلى نطاق أوسع، يهدف وجود "مجموعة الناقلات الضاربة" إلى ردع الجماعات الأخرى المتحالفة مع إيران عن الدخول في الصراع. وكما أشار أحد كبار المسؤولين الأمريكيين في الشؤون الدفاعية، فإن الوجود المتزايد يجب أن يدفع الخصوم إلى "التفكير مرتين" قبل الدخول في المعركة.
خلاصة القول
وفي اطار الدعم السياسي والوجودي لاسرائيل، قال الرئيس الامريكي جو بادين في تصريحات صحفية مؤخرا، انه "لو لم تكن هناك إسرائيل لأوجدناها".
عبارة موجزة لخص من خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن مسيرة دعم مفتوحة قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ولا تزال لدولة الاحتلال ، دون قيد أو شرط، ودون اعتبارات لما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم وانتهاكات مفتوحة، لا تعرف سطراً للنهاية.
وتابع بايدن: "اليوم أقول لإسرائيل بأكملها: الولايات المتحدة أيضًا لن تذهب إلى أي مكان. سوف نقف معكم".
وترى النخبة السياسية الأميركية أن مساعدة إسرائيل تخدم مصالح أميركا في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الدعم الداخلي القوي لإسرائيل، ولضرورة الحفاظ على أمنها.
وقد تبنى الكونغرس عدة تشريعات تضمن استمرار التفوق العسكري الإسرائيلي على الجيوش العربية مجتمعة، ممثلا في قانون التفوق العسكري النوعي. وقد مثّل تقديم أحدث أنواع الأسلحة -التي تنتجها التكنولوجيا العسكرية الأميركية لإسرائيل- أولى طرق هذه الإستراتيجية.
ما وراء الدعم غير المحدود؟
وفي هذا الاطار قال الخبير السياسي الأمريكي، جون جيه ميرشايمر، "إن الولايات المتحدة تواصل دعم إسرائيل بسبب "السياسة الداخلية" والمخاوف بشأن اللوبي الإسرائيلي القوي في واشنطن.
ولفت ميرشايمر إلى أن "بايدن يفهم جيدًا كما فهم أسلافه باراك أوباما، وجيمي كارتر، وجورج بوش الأب، أنك إذا تجاوزت اللوبي الإسرائيلي، فسوف تدفع ثمنا سياسيا".
وأشار ميرشايمر إلى أنه "لا يوجد على الإطلاق أي شيء غير قانوني أو غير أخلاقي في هذا اللوبي"، لافتا إلى أن النظام السياسي الأمريكي "تم إعداده بطرق تسمح للوبي أن يكون له تأثير كبير"، ضاربا مثلا على ذلك بالرابطة الوطنية للبنادق.
وأضاف ميرشايمر: أنه كان هناك وقت كانت فيه إسرائيل مجرد "أصلا استراتيجيا" للولايات المتحدة، لكن الحال لم يعد كذلك في الوقت الحاضر.
وبحسب الخبير، فإن "العلاقة الخاصة" الحالية بين واشنطن وتل أبيب يمكن تفسيرها بحجج استراتيجية أو أخلاقية، وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وفلسطين، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، على القطاع.
مشارك فاعل
من جانبه قال عضو لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي، "أدالبي شخاغوشيف": أن الولايات المتحدة يمكن اعتبارها بحق مشاركًا كاملًا في الصراع بين إسرائيل وفلسطين".
وأفاد البرلماني: "من الواضح الآن أن الصراع بين إسرائيل وفلسطين قد تحوّل إلى صراع بين الولايات المتحدة وإسرائيل وفلسطين. لم تكن إسرائيل قادرة على التصرف بقسوة ووحشية لولا حاملات الطائرات والغواصات الأمريكية في المنطقة، مما يدل على أن واشنطن ستدخل على الفور في مواجهة مع أي دولة تجرؤ على دعم فلسطين".
وأشار شخاغوشيف إلى أن نتيجة لذلك، قد يكون هناك انقسام خطير بين الدول العربية وواشنطن.
وأكّد شخاغوشيف:" ألاحظ أن القواعد العسكرية الأمريكية في هذه البلدان قد تكون في خطر، وقد تتعرض للهجوم أو حتى التدمير".
وحذّر دبلوماسيون أمريكيون البيت الأبيض، في وقت سابق، من أن الولايات المتحدة تفقد ثقة العالم العربي بسبب الدعم النشط للعملية الإسرائيلية في قطاع غزة.
ويرى أن "أمريكا في مقاربتها من خلال إرسال ترسانة عسكرية نوعية إلى المنطقة، تستخدم استراتيجية الردع وتحاول الاستمرار في السيطرة، وتوجيه قواعد الاشتباك لتفادي انزلاق غير محسوب للمعركة".
و وفق خبراء عسكريون، فإن واشنطن تسعى لتحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بوجودها في المنطقة، بعد انسحاب سابق، إذ ترغب في فرض هيمنتها مرة أخرى من خلال دعمها لإسرائيل.
انتهاك القانون الدولي
وفي هذا الاطار قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، انه لا يعتقد أن تصرفات إسرائيل في غزة تنتهك القانون الدولي، وانه كثيرا ما يدعو إسرائيل إلى الالتزام بـ"قوانين الحرب الدولية".
وفي الوقت نفسه، قال إن واشنطن تتوقع من إسرائيل "أن تفعل كل ما في وسعها لتقليل الخسائر بين السكان المدنيين في غزة" من خلال شن عملية عسكرية ضد حركة حماس الفلسطينية.
عقوبات على حماس
وفي اطار هذا الدعم السياسي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، مؤخرًا حزمة عقوبات ثانية تستهدف قيادات في حركة "حماس"، وذلك رداً على الهجمات التي استهدفت إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة، في بيان، إن العقوبات استهدفت أصولا إضافية في محفظة استثمارية لحركة "حماس"، وأشخاصا يسهلون للشركات المرتبطة بالحركة التهرب من العقوبات.
فيتو امريكي
وتشكل الولايات المتحدة ومن خلالها بريطانيا، عقبة أمام تمرير أي قرار في مجلس الامن الدولي بشأن فرض هدنة ووقف الحرب على قطاع غزة، من خلال اتخاذ حق الفيتو ضد أي مسودة قرار مقدم من أي دولة يصب في هذا الصدد.
كما عمدت الولايات المتحدة على تمرير مشروع قرار بشأن التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني، حيث لم يتمضن دعوة لوقف إطلاق النار، وقفت ضده روسيا والصين والإمارات العربية المتحدة.
حيث قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، حينها، إن مشروع القرار الأمريكي هو بمثابة ترخيص من مجلس الأمن لمواصلة الهجوم الإسرائيلي ولا يمكن تمريره لأنه سيُفقد المجلس مصداقيته تمامًا.
رؤى استراتيجية
وفي اطار الرؤى الاستراتيجية للولايات المتحدة وشركاها في اطار الحرب على غزة، تتباين الأهداف الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بحرب الابادة في غزة، فيما يتعلق طول وقصر الوقت الذي يجب ان يحقق أهدافهم الاستراتيجية وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
الصحيفة الأمريكية أكدت في تناولها لتلك الرؤى بين الجانبين بأن الاختلافات هو أن إسرائيل تنظر إلى حماس باعتبارها تهديداً وجوديّاً، وترى في القضاء عليها هدفاً حاسماً، وأي شيء أقل من ذلك هو الفشل، بالمقابل، ترى إدارة جو بايدن أن التهديد يتجاوز حماس، إذ تحاول واشنطن إبقاء حلفائها متحدين لتحقيق اهدافها في المنطقة.
ويقول "جمال زقوت" رئيس مركز الأرض للدراسات ما يجرى في قطاع غزة حرب إبادة منظمة بدعم أمريكي، حيث تتصرف السياسية الأمريكية فيها بميزانين، الاول قيادة الحرب ضد غزة، والتحدث أمام حلفائها عن ادخال مساعدات انسانية للقطاع، في محاولة منها الابتعاد عن المسؤولية في الحرب.
ويضيف في تصريح صحفي سابق، أن الولايات المتحدة ومن خلفها اسرائيل تدعي أمام المجتمع الدولي إنها تقوم بعملية تطهير قطاع غزة من الإرهابيين، لكن في الحقيقية تنفذ مخطط ابادة جماعية ضد الفلسطينيين.
زيارات مكوكية
ولمن اراد معرفة ما تشكله اسرائيل بالنسبة لواشنطن من اهمية استراتيجية في المنطقة، عليه متابعة حجم الزيارات المكوكية التي شهدتها الايام القليلة التي اعقبت عملية "طوفان الاقصى"، لعدد من المسؤولين الامريكيين على راسهم بايدن ووزير الخارجية ووزير الدفاع ومسؤولين عسكريين وامنيين واقتصاديين واستشاريين، إلى اسرائيل، فضلا عن حجم التصريحات التي خرجوا بها، وما زال الوقت مهيأ لمزيد من تلك الزيارات والتصريحات التي تقف سدا امام أي دولة وجهة او مسؤول يتعرض لتل ابيب بأي سوء.
ويكفي ان نعرف بأن بايدن تعهد أكثر من مرة بدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في إعلان الحرب ضد حماس او أي جهة اخرى في منطقة الشرق الاوسط والعالم.. هذه هي اسرائيل الولاية الامريكية الثانية والخمسين.. بل العاصمة الامريكية في المنطقة.