شهداء غزة رسمو مجدًا على جبين العرب.
كل ما يقف عليه الإنسان العربي والمسلم هو حجم الدمار الذي لحق بغزة والدماء التي تسيل، وهو شيء محزن ومبكي وإن كانت غزة ترسم مسار العزة والكرامة لأمة يقودها شلة من المهزومين الذين يسكن الجبن قلوبهم وأدمنوا العمالة والارتهان لأمريكا والغرب و اللاهثين وراء التطبيع من العرب مع كيان لم يقتل أبناء غزة وفلسطين وإنما اغتصب أرضهم .
فمن يؤمن بالأرض لا يبحث عن الاستسلام بحثًا عن الحياة المذلة، وإنما يقدم الدم و يضحي بالمال ويقدم أولاده شهداء للتمسك بالأرض باعتبارها قضية أمة بكاملها مدافعًا عن ثالث الحرمين الشريفين، متخذا من قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"، مستمدًا منها ثقافة الصبر والصمود والتحدي، مدركًا ومستلهم من قوله تعالى "وإن ينصركم الله فلا غالب لكم".
لم يفكر المواطن الغزاوي قبل مقاتلي الفصائل الفلسطينية بأن البقاء على قيد الحياة أهم من كرامته، وأن الحياة المهينة تحت تسلط الصهاينة ليست حياة وإنما مذلة تأباها أنفسهم .
وها هم يصنعون النصر الذي أذل اليهود الصهاينة، وكسر غرورهم، ومرّغ أنوفهم بالتراب، ما دفعهم لطلب العون من أمريكا وأوروبا التي لم تتأخر، وأتت تحمل الفزعة لحماية الكيان الذليل الذي هز كيانه قوة قليلة العدد والإمكانيات لتقاتل بسلاح لا يساوي صفرًا أمام ما تمتلكه إسرائيل.
نعم اقولها رغم ما نشاهدة من هول القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين، وهو ترجمة تعكس واقع الهزيمة والانكسار الذي مُنيت به إسرائيل ومن خلفها أمريكا ودول الغرب أمام فتية آمنوا بربهم، ولم تخفهم الحشود الأمريكية وحلفائها ولا القصف وكأنهم المقصود بقوله تعالى "والذين إذا قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فازدادوا إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".
غزة اليوم أيها العرب ترفع رؤوس قيادتكم التي أدمنت الهزيمة، و ورّثت لنا تاريخًا حافلًا بالهزائم، عُرف بتاريخ النكسات ولسان حالهم يقول كيف هزموكم هؤلاء الجبناء الذين لقناهم درسًا قاسيًا، وكشفنا حقيقة جيشهم الذي لا يقهر، ها نحن قهرناه بعملية عسكرية أطلقنا عليها طوفان الأقصى بسلاح الكلاشنكوف والصواريخ البدائية وبدون دبابات ولا مدرعات، جعلناهم مذعورين وحوّلنا القتال البري إلى نعوش تحمل جثث جنودهم ومن يساندهم من القوات الخاصة التي أتت لنجدتها من واشنطن ولندن وباريس وغيرها .
لا يخافهم غير من أدمنوا الهزيمة وسكن قلبه الرعب والذل ولسان حال أبناء غزة يقول، نحن لا نخاف حشودهم ولا بوارجهم ولا ترسانتها العسكرية بقدر ما يحزننا غياب فزعة العربي لأخيه العربي، وإننا لمنتصرون ولن نختزل النصر بغزة وحدها بل سوف نهديه لزعماء العرب لعلنا نخفف من جبنهم .
لكم الشرف والمجد للشهداء، فأنتم بصمود مقاتليكم ودماء نسائكم وأنين اطفالكم تعيدون للعربي كرامته المهدورة، وان الناعقين منهم ممن يظهرون على وسائل الإعلام ليبررون خذلان قيادتهم لكم ما هم باحثين عن غطاء لحقيقة لا يمكن تغطيتها بقدر ما يخلدها التاريخ بصمة سوداء في وجوههم.