التاريخ لن يرحم الحكام العرب والمسلمين

05:39 2023/11/05

التاريخ العربي والإسلامي حافل بالبطولات والإنتصارات وملئ بالمآسي والانتكاسات فقد دوّن التاريخ مراحل القوة والبطولة والشجاعه والانتصارات السياسية والعسكرية، ودوّن مراحل الضعف والفشل والخيانة والانتكاسات السياسية والميدانية لكل القيادات العربية والإسلامية السابقة.
ويدوّن التاريخ حالياً مواقف القيادات العربية والإسلامية المعاصرة التى لم تسطع حتى الآن أن تحقق أدنى درجات النجاح، أو تنفذ أي عمل وطنى أو قومي أو ديني أو إنساني مشرف يخرجها من مربع الظلام ومستنقع الفشل والاخفاق والتبعية والخضوع والانقياد والانبطاح إلي مربع النور وموقع الصدارة والمسؤوليه والتحرر والاستقلال والنصر والفلاح .

اليوم، يسطر التاريخ المواقف المخزية والمعيبة للحكام العرب والمسلمين من أحداث غزة ومن جرائم الإبادة الجماعية التى يتعرض لها أشقائنا في الشطر الفلسطيني الشقيق من قبل جيش الاحتلال الصهيوني وحلفائه الغربيين الذين حشدوا مئات الآلاف من المقاتلين ومعهم الاساطيل وحاملات الطائرات وحاملات المروحيات وتكالبوا لمواجهة وقتال وإبادة أبناء مدينة غزة ومعهم ألاف المقاتلين إن لم يكونوا مئات دون أدنى تهمة سوى أنهم يدافعون عن أرضهم وترابهم المحتل بمفردهم دون أن تنصرهم أو تغيثهم أو تتعاطف معهم الحكومات العربية والإسلامية ألتى تخدم بسكوتها وحيادها قوات الاحتلال .

اليوم نشاهد قادة وحكام الدول العربية والإسلامية يقفون موقف العاجز والمستسلم للغطرسة الصهيونية وللجرائم التى يقترفها جيش الاحتلال الصهيوني وأعوانه الأمريكين والغربين في مدينة غزة التى فرضوا عليها الحصار الخانق من كل الجهات ومنعوا على سكانها الماء والكهرباء والدواء والغذاء ودمروا بقواتهم البرية والبحرية والجوية المستشفيات والمدارس والمنازل والمساجد والكنائس وكل أماكن ومواقع الإيواء وارتكبوا العديد من المجازر وجرائم الابادة الجماعية دون أن يحرك حكامنا العرب والمسلمين أي ساكناً أو أن يستجيبوا لنداء الأطفال والنساء والشيوخ أو أن يحسوا بالمسؤولية الدينية والقومية والإنسانية تجاه أطفال غزة الذين تتمزق اشلاءهم وتجاه نساءها اللاتي تدفن اجسادهن تحت الانقاض والركام وتجاه اخوانهم الذين يموتون من القصف والعطش والجوع والأوجاع وإرهاب المعتدين.

اليوم يسجل التاريخ في صفحاته السوداء أسوأ مراحل الضعف والفشل والتخاذل والإنبطاح للحكام العرب والمسلمين الذين تجردوا عن القيم الإنسانية الفاضله وعن رابطة الدين والدم واللغة، وعجزوا عن إدخال قطرة ماء لاخوانهم المحاصرين في قطاع غزه
أو عن إعلان تضامنهم مع اشقاءهم الفلسطينيين، ورفضهم لمجازر العدوان ببسحب سفراءهم من تل أبيب أو عن استخدامهم لأي وسيلة من وسائل الضغط التى تمتلكها هذه القيادات الخاضعة لحكومة العدوان ودول الغرب واسيادهم الامريكان.