Image

في ظل مؤشرات محلية ودولية.. أطراف الصراع في اليمن تستعد للهروب نحو "حرب جديدة"

أفادت مصادر عسكرية ومراقبون للشأن اليمني، بأن مؤشرات العودة إلى التصعيد القتالي في جبهات القتال في البلاد، باتت كبيرة وفقًا التحركات والتصريحات التي أُطلقت من جميع الأطراف مؤخرًا.

وأفادت بأن طرفي الحرب في اليمن، يعانون العديد من القضايا في مناطق سيطرتهما، و عجزوا عن إيجاد الحلول لها خلال فترة الهدنة الأولى التي أُعلنت في ابريل 2022م، وظلت قائمة رغم عدم تجديدها، ورغم الخروقات التي مارستها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا في مختلف الجبهات.

وأوضحت، بأن عدم موافقة الحوثيين على جميع مقترحات ومبادرات السلام المقدمة من الوسطاء الاقليميين والدوليين، خلال قرابة عامين من الهدنة الهشة، فضلًا عن تنامي حالة الرفض والاحتجاجات والاضرابات في مناطق الحوثي، إلى جانب حالة الانهيار في الخدمات والعملة والاقتصاد والمعيشة في مناطق اليمن عمومًا تعد دافعًا كبيرًا للطرفين للعودة إلى حالة القتال والاحتراب هروبًا من تلك الازمات.

وذكرت، بأن حالة المنطقة في ظل العمليات الجارية في قطاع غزة بفلسطين، وما ألقت به من تداعيات على جميع الشركاء في السلام والحرب باليمن، كلها عوامل تؤشر على عودة القتال في البلاد، وهو ما تؤكده التحركات القتالية على مختلف الجبهات الداخلية خلال الفترة القليلة الماضية.

ومن تلك المؤشرات وفقا للمصادر والمراقبين، موقف الإدارة الأمريكية من تصريحات قيادة جيشها بشأن هجمات الحوثيين الأخيرة تجاه إسرائيل، وما أعلنته الجماعة من تبنيها لتلك الهجمات، الأمر الذي سيدفع الإدارة الأمريكية إلى رفع الغطاء الذي كانت تفرضه على التحالف العربي والقوات الحكومية بشأن وقف العمليات القتالية ضد الحوثيين ومنها تحرير صنعاء والحديدة خلال الفترة الماضية.

واوضحت، بأن ذلك سوف يرفع الحرج ويصحح الصورة لواشنطن وجيشها الداعمين لإسرائيل في حربها في غزة، وادعائها قيام أذرع ايران بمهاجمة تل أبيب والقوات الأمريكية في المنطقة، وعليها ان تسجل نقطة مضيئة في هذا الاتجاه من خلال السماح بعودة القتال في اليمن وتحقيق بعض الانتصارات ضد احد اذرع ايران حليفتها في المنطقة.

إلى جانب ذلك، هناك رغبة من دول الاقليم في مواجهة الحوثيين الذين باتوا يتفاخرون بقدراتهم العسكرية التي تهدد مصالحهم ودولهم والملاحة الدولية في البحر الأحمر، بحجة ان المليشيات الحوثية رفضت جميع جهود ومبادرات السلام خلال الفترة الماضية.


وما يؤكد ذلك وفقًا للمصادر والمراقبين، الاتفاق الأخير بين السعودية والولايات المتحدة بشأن الدفاعات المشتركة بين البلدين، وما اعلن عن استعدادات ورفع الجاهزية في جانب الدفاع الجوي في الامارات والاردن وغيرها من دول المنطقة على خلفية ادعاء أذرع ايران في اليمن والعراق شنّ هجمات تجاه إسرائيل، وهو ما يعد مؤشرًا ان ايران باتت تتحرك على مستوى عال تستهدف دول المنطقة والخليجية على وجه التحديد.


محليًا يرى المراقبون بأن التحركات التي تقوم بها مليشيات الحوثي في جبهات القتال ومنها ارسال حشود قتالية تم حشدهم بحجة قتال اسرائيل لمساندة مقاومة فلسطين، في حين تم ارسالهم إلى جبهات تعز ومأرب والضالع والبيضاء والجوف وحجة، لخوض معارك مؤكدة في تلك الجبهات.
ومن تلك التحركات ما شهدته المناطق المحررة خاصة عدن من اجتماعات لقيادة الجيش واعلانها رفع الجاهزية القتالية لمواجهة تحركات الحوثيين وتصعيدها في جبهات القتال، والتي كان اخرها اجتماع امس الخميس، إلى جانب تصريحات القيادة السياسية في عدن بأن مليشيات الحوثي تنصلت عن جميع التزاماتها بشأن السلام، وواصلت تصعيدها القتالي وحربها الاقتصادية والتي يجب مواجهة ذلك ميدانيا.
كما شهدت جبهات القتال تحركات للقوات الحكومية كأن ابرزها زيارة رئيس هيئة الاركان العامة الفريق صغير بن عزيز ووفد عسكري من التحالف العربي بقيادة السعودية إلى محافظة حجة، وزيارة جبهات استراتيجية مثل صعدة والجوف والضالع.


والأهم من ذلك، ما شهدته جبهات الساحل الغربي من تحركات حوثية من نشر أسلحة ايرانية متطورة على طول جبهات الساحل لتهديد الملاحة الدولية، فضلًا عن ارسال حشود قتالية كبيرة الى جبهات الحديدة وتعز وحجة وهي الجبهات ذات الاهمية الاستراتيجية لجميع الاطراف والتي ستقود إلى الحسم العسكري في حال اندلع القتال وفقا للمؤشرات.
يأتي ذلك، في ظل استمرار التهديدات بالتصعيد والعمل القتالي لقيادات حوثية ومنها ما قاله محمد العاطفي المعين وزيرًا للدفاع في حكومة صنعاء، الغير معترف بها دوليًا، من محافظة الحديدة مؤخرًا، بأن عناصرهم مستعدة لتنفيذ أي عمليات عسكرية بحرية وجوية وبرية لتحقيق أهدافهم ورؤيتهم في اليمن والمنطقة، في اشارة واضحة إلى وجود رغبة ايرانية في تحقيق تلك الرؤية والاهداف التي هي بالاساس ايرانية.