Image

في أول انعكاس لتبني الحوثيين الهجوم على إسرائيل.. تحذيرات من أزمة سلع غذائية واستهلاكية في الأسواق اليمنية

تشهد الأسواق المحلية في البلاد، حالة ترقب لتطورات الأحداث التي تسببت فيها مليشيات الحوثي الإرهابية "ذراع إيران في اليمن"، بتبنيها الهجمات الصاروخية التي استهدفت اسرائيل مؤخرًا، والتي دفعت الأخيرة لإرسال سفن وزوارق بحرية إلى البحر الأحمر الذي يقع على سواحله أهم الموانئ اليمنية.

ووفقًا لمراقبين للوضع في اليمن، فإن مؤشرات المخاوف في أوساط الأسواق والتجار اليمنيين ارتفعت خلال اليومين الماضيين، على خلفية تبني الحوثيين لهجمات ضد إسرائيل والتي ستقود لتوسع رقعة المعارك من غزة إلى البحر الأحمر ودولًا اخرى ما سينعكس على الامدادات التجارية التي تمر عبر البحر الاحمر نحو الموانئ اليمنية.


ويرى المراقبون، بأن تلك المخاوف حقيقية خاصة وإن توسعت الحرب لتشمل دولًا في المنطقة والبحر الأحمر، فإن ذلك سوف يؤثر على التنقلات البحرية، فضلًا عن تراجع المنح والتمويلات للمنظمات الانسانية، إلى جانب انعكاس ذلك على حركة أموال التحويلات المالية.
وأشاروا إلى ان ذلك سيكون له انعكاسات وتبعات كارثية على اليمن التي تشهد وضعًا اقتصاديًا منهارا تسببت به مليشيات الحوثي منذ 2014م، والتي قادت البلاد لأكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم، وفق تصنيف الأمم المتحدة.


كما أشاروا إلى الوضع الراهن في الأسواق المحلية التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية المستوردة ، والمتأثرة بانهيار سعر العملة المحلية، وكل ذلك يشر إلى ان البلاد قادمة على أزمة تجارية واقتصادية وغذائية واسعة مع الارتفاع المتوقع لتكاليف النقل التجاري، ورسوم التأمين ومعاييره التي ستتبعها شركات ومؤسسات وصناديق إعادة التأمين بسبب الأحداث المتصاعدة، وتأثير ذلك في اليمن بدرجة رئيسية، في الوقت الذي كانت فيه البلاد تتفاوض مع منظمات أممية لخفض الأقساط التأمينية وعودتها إلى وضعيتها السابقة كما كانت عليه قبل اندلاع الحرب في عام 2015م.


وأكدوا ان أي تصاعد في المواقف على خلفية تبني الحوثيين قصف اسرائيل بالصواريخ والمسيّرات تنفيذًا لرغبة إيران، فإن ذلك سيقود البلاد التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد لتوفير جميع احتياجاته بنسبة تتعدى 90%، سيقودها نحو الكارثة الانسانية الحقيقية، حيث سيفقد ما نسبته 86 بالمائة من سكان البلاد القدرة على توفير الغذاء اليومي، وستدخل البلاد في مجاعة حقيقية وسيقود ذلك إلى صراع على الطعام والماء بين الأفراد في مناطق عدة.


وكانت تقارير اقتصادية دولية، أكدت بأن اليمن سيكون المتأثر الكبير من أي توسع في العمليات العسكرية الحالية في فلسطين، نتيجة عدة عوامل منها حالة الركود التجاري على المستوى المحلي والعربي، خلال الفترة الماضية، فضلًا عن تراجع التحويلات المالية الخارجية لليمن، أكان من المغتربين، أم المنظمات الدولية.
واشاروا إلى أن من الأسباب الأخرى، ردود الفعل الشعبية محليًا وعربيًا التي تنادي بمقاطعة العديد من المنتجات الخاصة بالشركات الأجنبية والتي تعتمد عليها الأسواق اليمنية بشكل كبير، ما سيؤثر في الأمد القريب او البعيد على الحياة اليومية لعدد من الأسر المعتمدة اصلا على تلك المنتجات والتي تدخل في إعداد الوجبات اليومية مثل المعجنات والخبز.


وكان  البنك الدولي قد أفاد بأن عدم القدرة على تحمّل التكاليف بسبب تضخم الأسعار، يمثل عائقاً رئيسياً أمام الاستهلاك اليومي للغذاء في اليمن، بالرغم من عدم توافر بعض المواد الغذائية بشكل منتظم، مثل الفواكه والخضروات الطازجة، إلا أن القدرة على تحمّل تكاليف الغذاء تظل المشكلة الرئيسية لدى أغلب الأسر اليمنية.


ويرجع البنك الدولي في تقرير صادر في وقت سابق من هذا العام 2023، أسباب ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل حاد يتجاوز ما يستطيع اليمنيون تحمّل نفقاته بحسب دخلهم، حتى عند التوفيق بين أعمال متعددة، من قبل بعض المواطنين، إلا أنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة سلة الغذاء التي كانوا يشترونها قبل الصراع.