توسع دائرة الاشتباك العسكري في منطقة الشرق الأوسط ..!!

09:55 2023/11/01

من يتابع الحرب الدائرة اليوم في فلسطين بين حركات المقاومة الفلسطينية وبين القوات الإسرائيلية سوف يشاهد بأن نطاقها يتوسع كل يوم ، فهي كالكرة النارية الملتهبة التي تتدحرج لتشعل كل ما يقف في طريقها ، وتتسبب في انتشار المزيد من الحرائق في كل الأرجاء ، وما تلك الحشود العسكرية الغير مسبوقة التابعة للتحالف الغربي بقيادة أمريكا الداعمة لإسرائيل ، وما تلك التهديدات والعمليات العسكرية التي يقوم بها محور المقاومة والتي تتنوع وتتوسع وتتعدد مصادرها وأماكنها من جنوب لبنان ومن سوريا ومن اليمن ومن العراق ، إلا مؤشرات تدل على أن المنطقة على موعد مع حرب اقليمية ، وكل ما يجري اليوم على الميدان هو الاستعداد الكامل لتلك المعركة الفاصلة بين الطرفين ، فلم يعد المجال يتسع لهاتين القوتين في منطقة واحدة ، خصوصا بعد تعاظم قوة ونفوذ محور المقاومة بقيادة النظام الإيراني المدعوم من روسيا والصين ، الذي بات يشعر اليوم بأن منطقة الشرق الأوسط يجب أن تكون تحت قبضته وسيطرته ، وعلى المنافسين الرحيل منها أو الخضوع لشروطه والانصياع لأوامره ، وهذا هو الوضع الطبيعي عندما يوجد طرفان قويان يتنافسان على مكان ما ، فعليهما أن يدخلا في منافسة أو معركة تجبر المهزوم على الرحيل وتمنح المنتصر الحق في السيطرة والتحكم ..!!

نعم لم تعد منطقة الشرق الأوسط تتسع للنفوذ والتواجد الأمريكي الغربي وللحضور المتزايد والمتوسع لمحور المقاومة ، وهو ما سيدفع بالطرفين إلى خوض معركة فاصلة ، تجعل الخاسر ينسحب ويتلاشى وتمنح المنتصر الحق في الاستفراد بالنفوذ على المنطقة ، ومن الواضح بأن محور المقاومة هو من يتحكم اليوم بتحديد قواعد الاشتباك وأماكنها وحدودها وزمنها ، وذلك لأن الطرف الآخر لا يزال في مرحلة تجميع وحشد قواته إلى المنطقة وتوزيعها وتنظيمها وتحديد مهامها ، وبحسب المراقبين فإن حالة التخبط لا تزال هي المسيطرة على حال التحالف الغربي بقيادة أمريكا ، بعد أن وجد نفسه أمام معركة واسعة جغرافيا ، وأمام عدو يعتمد في حروبه على تكتيك حرب العصابات ، والتمركز بين المناطق السكنية ، ولأول مرة يشعر هذا التحالف بأنه أمام مهمة غير معلومة وغير واضحة وغير محددة ، وأمام عدو يجيد المناورة ، ويمتلك أوراق ضغط عديدة ، ومتواجد على مساحات جغرافية شاسعة ومتباعدة ..!!

ويبدو من تطورات الأحداث بأن التحالف الغربي يسعى إلى حسم المعركة مع حركة حماس داخل حدود قطاع غزة كمرحلة أولى لهذه الحرب ، والانتقال بعد ذلك لحسم المعركة مع حزب الله في لبنان ، ثم حسم المعركة مع الفصائل العراقية والسورية التابعة لمحور المقاومة ، ثم الانتقال إلى حسم المعركة مع سلطة صنعاء التابعة لمحور المقاومة ، بهدف جعل النظام الايراني يقف وحيدا في نهاية المطاف بعد القضاء على حلفائه في المنطقة ، ومن ثم الاستفراد به والقضاء عليه ، ويبدو بأن قيادة المحور قد ادركت ذلك ، وهو ما جعلها توعز إلى حليفها في صنعاء بإطلاق الصواريخ والمسيرات على إسرائيل ، وإيعازها إلى حزب الله في جنوب لبنان بتوسيع دائرة المعارك على حدود اسرائيل الشماليه ، والايعاز إلى حلفائها في العراق وسوريا باستهداف القواعد الامريكية في المنطقة ، واستمرار محور المقاومة في المناورة بهذا المستوى لا يرقى إلى مستوى الاحداث الجارية ، وإلى الاستعدادات العسكرية الكبيرة التي يعدها التحالف الغربي لمهاجمة المحور ، وأي تأخير في اعلان الحرب المفتوحة على التحالف الغربي بقيادة أمريكا ليس في مصلحة محور المقاومة على الإطلاق ، والحل الوحيد المتاح أمامه اليوم هو الدخول في المعركة بشكل كامل ، فتوسيع دائرة الاشتباك ليس في مصلحة التحالف الغربي في هذا التوقيت ، وكلما تأخر الوقت كلما حشد المزيد من القوات التي تجعله قادر على ادارة المعركة على أي مستوى وفي أي مكان في المنطقة ، فتأخير الوقت ليس من مصلحة محور المقاومة بينما العكس صحيح بالنسبة للتحالف الغربي ، وعلى كل حال فإن إتساع رقعة المعركة أمر لا مفر منه ، والمواجهة الشاملة بين التحالف الغربي ومحور المقاومة أمر حتمي لا خيار غيره ، في ظل الظروف السياسية القائمة وفي ظل التحشيدات العسكرية الكبيرة وفي ظل التوترات السياسية المتزايدة ، وفي ظل المصالح السياسية والاقتصادية والايديولوجية المتعارضة والمتناقضة والمتقاطعة ..!!