لا وجود للدولة في تعز ولا مؤشرات لعودتها

منذ بداية إنقلاب المليشات الحوثية علي الدولة ومدينة تعز المحاصرة من قبل المليشيات الحوثية والواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية تغرق في جحيم الفوضى والانفلات والعبثيه ويعاني سكانها من مرارة الحياة وتجبر وبطش المتنفذين وغياب دور السلطة المحلية وأجهزتها العسكرية والأمنية.

فخلال سنوات الحرب الكارثية تم تدمير المؤسسات والخدمات الحكومية ونهب المنشآت والممتلكات العامة والخاصة وتعطيل الأنظمة والقوانين والوائح الإدارية وإضعاف الأجهزة الرقابية والمحاسبية والقضائية وتحول المدينة إلي غابة موحشة تسود فيها القيادات والشخصيات المتنفذة والمتغطرسة والمفترسة، وتذل وتقهر وتموت فيها الشخصيات الضعيفة والمتواضعة والاليفة.

فلا يكاد يمر يوم وأحد في مدينة تعز دون أن تُزهق نفساً بريئة أو تنهب قطعة أرض عامة أو خاصة أو أن تسلب محلات صرافه أو محلات ومؤسسات تجارية أو أن تحدث جريمة إبتزاز إو تقطّع وحرابه أو اشتباكات عبثية بين مجاميع مسلحة.

وعلى هذا الحال تمر الأيام وتمضي الأعوام تلو الأعوام ومدينة تعز تزداد هلاكًا بعد هلاك ودمارًا فوق دمار وانفلات يتصاعد في جلب الشر والهلاك والازمات والنثرات ويائس يقتل التفاؤل والأحلام والتطلعات.

بالإضافة إلي عدم وجود الدولة، إلا أن أبناء المدينة يعيشون في صراع مع الشر وأهله، وكلما وجدوا مؤشرًا لعودة الدولة أو أجزاء من سلطاتها أو مؤسساتها القضائية أو الخدمية أو الإدارية أو العسكرية أو الأمنية كلما سارع أعداء الحياة وتجار الفوضى والاعمال التخريبية إلى كسر تلك الآمال والمؤاشرات وإعادتها الي نقطة الصفر وإلى دائرة الفوضى والفشل والإخفاق والانتكاسات والأعمال والسلوكيات والمشاريع العبثية والتخريبية والاجرامية.