إزدواجية المعايير الغربية في القضية الفلسطينية

12:31 2023/10/28

خلال فترة تعليمنا الاساسي والثانوي تلقينا في بعض المقررات الدراسية دروساً عن المنظمات والجمعيات والمجالس والهيئات الدولية والآممية وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ومحكمة العدل والجنايات الدولية وغيرها من المجالس والهيئات والمنظمات والمحاكم الإقليمية والدولية والآممية التى أدعوا أنها تحمل المبادئ والأهداف والقيم الأنسانية والقانونية وأنها تعمل على تحقيق العدل ولأمن والسلام ومواجهة الغطرسة والظلم والإرهاب والإجرام ومناصرة الشعوب المظلومة والمقهورة وتحقيق العدالة وأحترام حقوق الإنسان الا أننا وبعد مشاهدتنا للعديد من الكوارث والحروبات والأحداث الماساوية في عدد من دول وأقطار العالم والدور السلبي لتلك الهيئات والمنظمات العالمية أتضح لنا بأن تلك الهيئات والمنظمات الدولية تحمل في ظاهرها الرحمة وفي باطنها الإجرام والعذاب والتطرف والإرهاب والعنصرية وأن كل تلك القيم والمبادئ والاهداف التى تدعي السعى إلى تنفيذها ما هي الا أكاذيب مزيفة ومجرد حبر مكتوب على ورق مواثيق ولوائح تلك الهيئات والمنظمات التى تدار من قبل قيادات ولوبي الدول الداعمة للشر والظلم والتجبر والتسلط والاستبداد والاستعباد العالمي التى تتعامل بشكلاً مخالف لتلك القوانين والوائح والاهداف الإنسانية.

 
وهاهي الحرب على مدينة غزة الفلسطينية توكد أن تلك الدول المتحدثة بإسم السلام وحقوق الإنسان وباسم تلك الهيئات والمنظمات الدولية الداعية للسلام وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا التى سبق وأن جمعت لقائط الصهيونية من كل بقاع العالم الي أرض فلسطين وأباحت لهم استعمارها واغتصاب ارضها وقتل شعبها ومصادرت منازل وممتلكات أهلها وتهجيرهم من ديارهم ومدنهم وإقامة المستوطنات في قراهم ومدنهم تتعصب اليوم وتؤيد وتدعم المحتل والمغتصب والقاتل الصهيوني سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وتلوم وتهدد وتستنكر وتحارب المقاومة الفلسطينية التى تدافع عن ارضها وعرضها وأبناء شعبها.


وهاهي مدينة غزة بعد أن فرض عليها حصاراً مطبق وقطع عنها الماء والكهرباء والوقود والمساعدات الاغاثية تتعرض لليوم الــ 22 لأقوى وأعنف قصف صهيوني امريكي غربي بأحدث الاسلحة المتطورة الفتاكة التى خلفت ما يقارب من ثمانية الف شهيد معظمهم من  النساء والأطفال والشيوخ ومع هذا كله وبالرغم من انتهاك العصابة الصهيونية لكل المواثيق والقوانين الدولية وارتكابها للمجازر وجرائم الحرب والابادة الجماعية وهدم المباني على ساكنيها في غزة المحاصره التى تشهد أسوأ الجرائم الوحشية والكوارث الإنسانية الا أن مواقف القيادات الأمريكية والغربية المنحازة للكيان الصهيوني والداعمة لجرائمة اارهابية وضحت مقدار الازدوجية والانتقائية التى تتعامل بها في حرب غزة وفي مختلف الأزمات الدولية وهو ما يضهر جلياً من خلال تناقض مواقفها من الحرب الاكرانية الروسية ومن الحرب الفلسطينية الصهيونية التى أكدت أنها وبشكل مزدوج ومفضوح تكيل بمكيالين وتنحاز لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها الاجرامية التى لا تحقق الأمن والسلم الدوليين ولا تحقق العدل والانصاف لتلك الشعوب بشكلاً عام وللشعب الفلسطيني المظلوم والمنكوب بشكلا خاص ...