نحن وإسرائيل.. عداء إلى يوم القيامة

10:45 2023/10/27

"إذا فتحتم مصر فاجعلوا فيها جندا كثيفا فإن أهلها في رباط إلى يوم القيامة".. بهذا بشر رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، المصريين.. لن يزالوا يقاتلون حتى يرث الله الأرض ومن عليها. لذلك، عندما أبرم الرئيس أنور السادات، رحمه الله، اتفاقية السلام مع إسرائيل في كامب ديفيد، قال: ستكون حرب أكتوبر هي آخر الحروب.. وقتها لم أصدق، رغم صغر سني، فحديث رسول الله، واضح.. لن تكون هناك نهاية للحروب.

نحن، شعبًا وجيشًا، في رباط.. تحسبا لحرب جديدة، ليس شرطا أن تكون مع بني صهيون، ولكنها تارة مع الإرهاب.. وتارة مع عدو آخر.. الخلاصة أن المصريين لن يعرفوا طعم الراحة والاستكانة، مثل باقي شعوب الأرض.

ونحن راضون بهذه الحياة.. هي تناسب طبيعتنا.. نحب الحياة الصعبة، والعيشة الخشنة، والمغامرة، والمخاطرة.. وهذا ما يصنع منا صنفا مختلفا من البشر.

وعبثا حاولت الحكومات المتعاقبة على مر السنين إقناعنا بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي.. حاولت الحكومات أن تضفي طابعا شعبيا على العلاقات مع الكيان الغاصب لحقوق إخواننا.. لكن هيهات، فالشعب متجذر في أعماقه كراهية إسرائيل.

ذلك الشعب الذي استضاف اليهود فترات طويلة، وأكرم وفادتهم، لكنهم عضّوا الأيدي التي امتدت إليهم بالإحسان، وناصبوا مصر العداء، وسرقوها ونهبوا خيراتها.. من قديم التاريخ سرقوا ذهب المصريين، ثم بعد ثورة يوليو 1952 سرقوا ثرواتنا، ومقدراتنا.. وبعد نكسة 1967 احتلوا أرض الفيروز ست سنوات كاملة، استولوا خلالها على خيراتها.

ولم يتوقفوا عن محاولة الإيقاع بشبابنا تارة في دوائر الإدمان، وتارة بالجنس، وأخرى بالشذوذ، والخيانة.. مثل إبليس الرجيم، نجحوا حينا وفشلوا كثيرا..

أنا أعتبر أن المذابح التي ينفذونها بحق أهلنا في فلسطين مفيدة، فهي تصدم الأجيال الجديدة التي ربما تتصور، ولو لوهلة، أنه يمكن أن يأتى أي خير من إسرائيل.. على شبابنا أن يتيقنوا أنهم سيحاربون إسرائيل يوما ما.. لأن إسرائيل دولة احتلال وعدوان، لا عهد لها ولا ميثاق.

فكم حاولت حصارنا، والتفت من الجنوب لتحول بيننا وبين تدفق مياه النيل.. لكن الله من ورائهم محيط، وسيحبط أعمالهم.. وسيهزم الجمع ويولون الدبر.

نقلا عن فيتو