في وداع زميل آخر

07:06 2023/10/25

 لم أعد انتظر شيئاً يُزهر في هذه الحياة المليئة بكل ماهو مؤلم وحزين، كما لم أعد بقادر أيضاً على لملمة أفكارى وسط هذا الكم الكبير من الوجع الذي اعيشه حيث أنا، أو أشاهده فيما يحدث لأهلنا وأخواننا يومياً في غزة وكل فلسطين الجريحة..

آلام وأوجاع توجه صفعاتها إلينا يوماً بعد آخر، وكأن القدر اختار لنا أن نعيش في خاتمة أعمارنا في ظل كربة وأنين، كما لا يصاحبنا سوى الهم والبؤس والسقم..

 وسط كل هذه الأوجاع المسكونة في قلوبنا والمحيطة بنا، فُجعت اليوم كغيري من الزملاء بخبر وفاة الزميل عبدالله هاشم الحضرمي، الذي جمعتني به أيام جميلة منذ عرفته في صحيفة "الميثاق" أثناء رئاسة الأستاذ القدير أحمد الشرعبي حفظه الله وأنعم عليه بالصحة والعافية، وكان رفيقنا في ذات الدرب والتوجه الأخ الحبيب والصديق العزيز علي الثلايا طيب الله أيامه وحياته..

زملاؤنا يرحلون واحداً بعد الآخر، نودعهم بكلمات موجوعة، نسجلها على دفتر ما تبقى لنا من عُمرٍ .. كلمات ندري بأنها لن يقرأوها ولن تصلهم، وإنما نعزي بها أنفسنا التي لم تعد تترقب شيئاً، سوى مغادرة هذه الحياة واللحاق بهم..

 نقولها اليوم لك صديقي عبدالله الحضرمي ولكل زملائنا الذين سبقوك في الرحيل رحمة الله عليكم جميعاً وتغمدكم بواسع رضاه وعفوه ومغفرته وأسكنكم فسيح جناته، وأملنا أن نجد من يدعو بها لنا من الزملاء ومن نحب عند رحيلنا..

اعذرني عبدالله فأنا عاجز كلياً عن إضافة شيء هنا اتحدث به عنك، وتكفيني تلك الذكريات المسكونة في نفسي عن أيام عشناها سوياً لتظل ترافقني ما تبقى لي من عُمرٍ..، ولا أقول إلا ما يرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون"..

لك الرحمة ولأولادك وأسرتك ومحبيك أصدق التعازي، سائلاً الله العلي القدير أن يمن عليهم بالصبر الجميل..