حرب غزة
يتساءل الجميع عن حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل بدعم ارو أمريكي بإسم الصهيو مسيحي أو المسيحيين الجدد الذي كان للرئيس الأمريكي بوش قيادته في العراق كانت هذه مقدمة للإضاءة التالية للحرب الأهداف والدوافع والتوقعات.
أولا: ما قام به المئات من جنود حماس، حقق نصرًا مبينًا، أحرج الجيوش العربية، ومُنيت إسرائيل بهزيمة نكراء، و مهما عملت ودمرت وأبادت فلن يمسح عنها عار الهزيمة، إلا بسباقها نحو السلام وإقامة الدولتين.
ثانياً: إن التدخل الأمريكي المتعصب، إلى جانب اسرائيل، أوقع إمريكا في مكان مرفوض من دول منطقة الشرق الأوسط، واوقعت معها الدول الأوروبية التي ربطت نفسها مع أمريكا كالخيط بعد الإبرة.
ثالثا: حرب الإبادة الجماعية التي قامت بها إسرائيل بدعم وتمويل أمريكي أوروبي فضحت ازدواجية المعايير التي يمارسها الغرب، مما جعل الرئيس الأمريكي بايدن يقابل برفض غير مسبوق، واغلقت الدول العربية والإسلامية أبوابها رافضة استقباله بعد مجزرة مستشفى المعمداني، حيث أصبحت شعوب المنطقة تثور وكأنها يوم النشور، وهذا الأمر انتظراه الروسي والصيني، وشربا نخب الانتصار من العرق العربي المعتق.
رابعا: هذا التكاتف العربي والإسلامي لما ارتكبته إسرائيل من جرائم والمواقف الغربية المعادية للحرية والإنسانية، هيّج الأحرار في الغرب والشرق بل وفي الشعب الإسرائيلي نفسه، ليتضامنوا مع الشعب الفلسطيني العظيم، وهذا يُعد انتصارًا كبيرًا للحرية والعدالة الإنسانية.
خامسا: السيد غوتريش، الأمين العام للأمم المتحدة يقف في معبر رفح، ويندد بجرائم إسرائيل، مثّل انتصارًا أمميًا لكن كل هذا لا يطفي لهيب عار الهزيمة لاسرائيل والأنظمة الغربية، ولذا هي تحاول فتح أبواب الفتنة بين دول المنطقة وبين الدول العربية حتى تتمكن من القيام بالآتي:
١-ستقوم الأساطيل الغربية الموجودة في المنطقة بضرب الجماعات الإسلامية في المنطقة وسوف تبرر ذالك بأنها سوف تمهد لنشر السلام في المنطقة
٢-إذا استطاعت أن تضرب الجماعات دون تدخل دول المنطقة في حماية هذه الجماعات فإن أكبر دول المنطقة هن المستهدفات، وسوف ينهي مشروع طريق الحرير وسوف تتحرك الحرب نحو الصين وروسيا، وسوف يمارس الغرب حصارًا إقتصاديًا، وضرب الأسواق الصينية في أفريقيا وآسيا حتى يستعيدوا تقسيم سايكس بيكو جديد للعالم، وهو ما أشار إليه الرئيس بوتين عندما اجتاح الأطلسي ليبيا حين قال: "انها سايكس بيكو جديد"
٣-على شعوب وأنظمة دول المنطقة أن تتلاحم مع قضية الشعب الفلسطيني العظيم، وترفض المشاريع الغربية، فالوعود الغربية لبعض الجماعات او الاحزاب اوالانظمة في دعمها مقابل تعاونهم مع الغرب لتسهيل ضرب أي جماعة أو ضرب أي دولة في المنطقة فإن عواقبها ستكون مخيفة; لأن مواقف الغرب توحي إما عودة المنطقة بكاملها إلى الحضيرة الأمريكية، أو سيتم إحراق المنطقة حتى لا تصير المنطقة تحت عمالقة الشرق الصين-روسيا- الهند وبامكان توحيد المنطقة بمشروع اقتصاد نابع من المنطقة بدل استجلاب المشروع الغربي أو الشرقي .
أما قضية الاجتياح الإسرائيلي البري لغزة، فإن إسرائيل إذا غامرت فإن الحرب سوف تتسع في المنطقة بأكملها، و لابد أن يدخلوا الجميع في الحرب ما لم سيتحقق قول المثل "أُكلت يوم أُكل الثور الابيض".
إن الأساطيل الغربية جاءت للحرب وليس للتصوير والعرض المسرحي، فمستشار الأمن القومي الأمريكي قد تقدم بمشروع تنفيذ القرارات الدولية على دول وأحزاب المنطقة، لذا نطالب الجميع بخطاب تصالح سياسي، وتعاون ووئام بين الأحزاب السياسية في كل دولة من دول منطقة الشرق الأوسط.
تقديري لمكونات الشعب اليمني ونتمنى أن يقدموا نموذج من التصالح والتسامح والوئام وأن يكونوا صفًا واحدًا ضد أي مخاطر تهدد اليمن والعرب والمسلمين وفي مقدمة ذلك نصرة الشعب الفلسطيني العظيم.