Image

مليشيات الحوثي تمارس مسرحية هزلية فصولها الإبتزاز والتحشيد

بمساندة أمريكية – إسرائيلية ودعم جماعة الإخوان..
ـ استغلتها لرفع منسوب شعبيتها والهروب من واقعها المنهار
ـ تحذيرات من جر اليمن نحو كارثة جديدة عبر بوابة الأحمر

تواصلت التحذيرات اليمنية مما اسمتها "المسرحية الهزلية" لمليشيات الحوثي الإرهابية ذراع إيران في اليمن، استغلالًا لحرب الإبادة التي تمارسها القوات الاسرائيلية بحق أبناء فلسطين في قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الجاري.
ووفقًا لناشطين وحقوقيين وسياسيين يمنيين، فإن المليشيات الحوثية بالتنسيق مع المخابرات الايرانية التي بدورها تقوم بعمليات تنسيق مشتركة مع نظرائها في اسرائيل والولايات المتحدة، بدعم وتمويل مباشر لجماعة الإخوان المسلمين ممثلة بدولة قطر، تمارس مليشيات الحوثي عمليات ابتزاز بحق اليمنيين بحجة انها تشارك في مواجهة اسرائيل الى جانب المقاومة الفلسطينية.

ادعاء منافي للحقيقية
ووفقًا لتلك المصادر، فإن المليشيات تلعب دورًا كبيرًا في تلك المسرحية، تم رسمه لها من قبل الامريكان والاسرائيليين، ويتم الترويج له من قبل الأجهزة الادإعلامية التابع لجماعة الإخوان المسلمين خاصة "قناة الجزيرة" والمواقع والقنوات التابعة للتنظيم المملوكة لقيادات اخوانية في اليمن.

وتضمن الفصل الأول من تلك المسرحية وفقًا للمصادر، في ادعاء القوات الأمريكية في البحر الأحمر، انها اعترضت صواريخ ومسيّرات اطلقتها مليشيات الحوثي الخميس الماضي، باتجاه إسرائيل،و تم اعتراضها وتدميرها من قبل بارجة امريكية قرب السواحل اليمنية.
وأكدت بأن ذلك منافي للحقيقية، حيث تشكل مليشيات الحوثي أحد اذرع ايران والمخابرات الغربية في اليمن، والتي يتم من خلالها تهديد دول الخليج الغنية بالموارد النفطية والغازية، حتى تظل خاضعة لسيطرة قرارها وتعمل على تزويدها بمشتقات الطاقة.
وفي هذا الاطار، أكد عضوين في البرلمان احدهم يتبع جانب صنعاء وهو احمد سيف حاشد، وأخرى مع الحكومة وهو محمد مقبل الحميري، ان مليشيات الحوثي تمارس دورًا في مسرحية وصفوها بالهزلية تمارسها ايران وامريكا واسرائيل، وبطلها وهمي يسمى مليشيات الحوثي.
ورغم عدم وجود أي تصريح رسمي من أحد قادة الحوثيين يؤكد ادعاء الولايات المتحدة واسرائيل باطلاق صواريخ ومسيّرات، إلا انها تحصد من وراء تلك المسرحية والادعاءات مكاسب معنوية تنعكس سلبا على اليمنيين.

استفحال الإبتزاز
ويرى مراقبون للشأن اليمني، بأن تلك الادعاءات جعلت مليشيات الحوثي تستفحل في ممارستها لعمليات ابتزاز اليمنيين الواقعين تحت سيطرتها، وقامت بفرض مزيد من الجبايات المالية بحجة دعم الشعب الفلسطيني، وأخرى بحجة القيام بتجهيز كتائب للقتال إلى جانب الفلسطينيين.
ولم تكتفِ مليشيات الحوثي بعمليات الابتزاز تلك، بل ودعت جميع المشايخ وعقال الحارات وكلفت قادتها البارزين للقيام بعمليات حشد واسعة للمقاتلين من الشباب والاطفال، مستغلين الجانب العاطفي والديني المساند للمسلمين في كل مكان خاصة في فلسطين، في عملية الحشد تلك.
ورغم التحذيرات المتكررة من النشاطين والمثقفين والحقوقيين، من ممارسة تلك الابتزازات من قبل الحوثيين استغلالًا لحرب غزة، كعادات الجماعة الاسلامية الزائفة التي سبقتها مثل حزب الإصلاح "إخوان اليمن"، الذي ظل لسنوات طويلة وهو يمارس عمليات ابتزاز بحجة دعم تحرير الاقصى وفلسطين.

استغلال فاضح
ووفقًا للجانب الحكومي الرسمي، فإن مليشيات الحوثي تقوم بعملية ابتزاز فضاح لليمنيين مستغلة معاناة الشعب الفلسطيني كما هو طبيعتها، حيث تقوم بعمليات تجنيد وحشد لدعم تعزيز جبهاتها في مختلف المناطق، فيما تقوم بجمع الأموال لتمويل ما يسمى "المجهود الحربي" لإدامة مشروعها الانقلابي، وقتل اليمنيين.
وأكدت بأن أذرع إيران في المنطقة لم تقدم لفلسطين سوى الشعارات الفارغة، واستغلت القضية لصالح أجندة عنصرية لا تنسجم مع عدالتها ونقاء نضالها، مشيرة إلى ان أذرع ايران عند الحقيقة لاذوا بالصمت، وابقوا ايديهم تستغل الضعفاء والمساكين من الشعوب العربية.

اكبر شعار استغلالي "تحرير القدس"
بهذا الشعار، واصلت الميليشيات عملية استغلال القضية الفلسطينية في ظل الحرب الدائرة في غزة، وقامت بعمليات تجنيد واسعة في اوساط الشباب، حيث نشط قادتها في اواسط تجمعات الشباب الصغيرة في الاحياء والشوارع والقرى، والتجمعات السكنية في صنعاء واغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتها، متمرسة وراء مسرحية الامريكان بأنها استهدفت اسرائيل بصواريخ ومسيرات تم اعتراضها من قبل القوات الامريكية  في البحر الاحمر.
واستثمرت المليشيات الحوثية الأحداث التي تعيشها غزة، ومسرحية الصواريخ والمسيرات، لرفع منسوب شعبيتها، مستغلة أيضاً التضامن الكبير من اليمنيين مع أشقائهم في فلسطين المحتلة، فضلا عن استغلالها لدماء الفلسطينيين في الهروب من الوضع المتأزم الذي تعيشه في اطلاق تنامي الخلافات في اوساط عناصرها، او الوضع الاقتصادي المتردي في مناطقها، وظهور حركات الاحتجاجات والتظاهر والاضرابات ضدها خاصة في اوساط المعلمين والتربويين.
وحذّر التربويون من الانجرار وراء الدعوات الحوثية أوساط المجتمع والتي تستغل القضية الفلسطينية، وأن نهجها هذا مشابه لأسلوب حزب الله في لبنان، وأن تحشيدها لا يدل إلا على أنها تحضر لمهاجمة المحافظات المحررة، وخاصة محافظة تعز، وهذه المرة بدعوى محاربة الكيان الإسرائيلي.

جر اليمن نحو كارثة جديدة
من جانبه حذر باحث اقتصادي، من تداعيات القرصنة الحوثية في البحر الأحمر، تحت لافتة محاربة إسرائيل، وهي اللافتة التي رفعتها المليشيات الحوثية منذ سنين في حربها ضد اليمنيين.
وقال الباحث الاقتصادي مراد منصور، إن جزءا من الصراع الدائر خلال الفترة الماضية في اليمن على الممرات المائية للبلاد التي كانت محل تركيز كبير من الدول الغربية لتأمين التجارة الدولة عبر مضيق باب المندب.
ويعتقد منصور، في حديثه ،أنه في حال استمرت الأوضاع بالتدهور بهذه الطريقة المتسارعة وعملية الفرز الدولية والنهج العدائي من ليس معي فهو ضدي، وترقب جماعات ما يعرف بمحور المقاومة ومنهم جماعة الحوثيين في اليمن، والتي قد يتوقع حشرها - بحسب منصور- في زاوية العداء والمواجهة، بالأخص مع ارتفاع الغضب الشعبي العربي في هذه الدول تجاه ما يجري في فلسطين، الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة على الأوضاع الاقتصادية والممرات المائية الخاصة بالتجارة الدولية.
ويُعد مضيق باب المندب من أهم المواقع السيادية اليمنية والذي يمر عبره حوالى 6.2 ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمشتقات النفطية، إضافة إلى أكثر من 30% من التجارة العالمية للغاز الطبيعي ناهيك عن أكثر من 10% من إجمالي التجارة العالمية تمر عبر هذا المضيق الذي تشرف عليه اليمن.
والخميس، أعلنت البحرية الأمريكية اعتراض ثلاثة صواريخ حوثية استهدفت سفينة في البحر الأحمر، قبل أن تتطور الرواية الغربية لاحقًا، إلى إطلاق أربعة صواريخ و15 طائرة مسيرة، واستمرار المواجهات لنحو تسع ساعات.