غزة شاهد على مذبحة حقوق الإنسان الامريكية المزيفة!!!

04:56 2023/10/14

لا جديد في القول بأن شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تتشدق بها الولايات المتحدة الامريكية والغرب المنافق تذبح مرة اخرى في غزة العزة والكرامة. 
اليوم اتصل بي صديقي من جامعة كولومبيا في نيويورك يخبرني بان الطلبة العرب واصدقائهم الأجانب بما فيهم عدد من الطلاب الامريكان قد حوصرت تضاهرتهم الطلابية المناصرة لحق الشعب الفلسطيني في الحياة من طرف قوات الأمن لمنعهم من الخروج للشارع. 
كشفت ملحمة الصمود في غزة عن الوجه الاكثر بشاعة في التاريخ للادارات  الامريكية المتعاقبة والحكومات  الغربية التي اصطفت معها في نسق واحد ضد كفاح اخر شعب في العالم لا يطلب شيئا سوى الحرية وحق تقرير المصيره المنصوص عليه في المواثيق الدولية ،أسوة بكل شعوب الارض  التي نالت استقلالها.  
لم اكن اتوقع في حياتي كمتابع للشان السياسي ان أشاهد وزير خارجية أعظم دولة في العالم صدعت رؤوسنا  بشعارات الحرية والعلمانية وحقوق الإنسان بان اول ما تفوه به وهو يضع قدمه على أرض مطار بن غوريون ( لقد جئتكم كيهودي قبل ان اكن وزير خارجية امريكا)
هذا ما ردده أنطوني بلينكن امس في اسرائيل بعد أن سبقه   من قبل رئيسه بايدن بإرسال  بوارجه الحربية وحاملات الطائرات الى شواطيء غزة وكان حرب عالمية ثالثة قد نشبت ،ثم يعقبه رئيس وزراء بريطانيا على نفس المنوال ويتداعى لهم ماكرون الماكر ليقلب مواقف فرنسا التي كنا نظن انها اكثر توازنا!!
ما الذي يجري في هذا العالم الغربي الذي اسقطت ملحمة غزة اخر اوراق التوت عن عورته. 
 تجمع سكاني يزدحم   بمليونين ونصف من البشر في مساحة لا تزيد عن ثلاثمئة كيلومتر مربع تحصدهم على مدار الساعة قذائف المدافع  وتقتل اطفالهم وشيوخهم ونسائهم وتهدم بيوتهم  طائرات آلاف من كل الطرازات وترشهم   بالفسفور الأبيض المحرم دوليا  والمشافي مكتظة  والمياه  والكهرباء قطعت بلا غذاء ولا دواء وليس في غزة سوى الموت الجوال  والجوع والدخان.. أليس تلك جرائم ضد الانسانية؟ 
ومع ذلك لا يتحرك الضمير العالمي والرأي العام بينما  الامم المتحدة ليس سوى شاهد مشافش حاجة.
في غزة  تهاوت لاخر مرة قيم الغرب الحضارية والانسانية تلك  البضاعة الكاسدة والتي   كانوا يصدرونها الينا كادوات ضغط وحصار على شعوبنا العربية والاسلامية. 
ولكن التاريخ كما يقال سجل لا يرحم اليست هي امريكا نفسها التي قتلت ثلاثة ملايين في فيتنام، اليست هي امريكا التي انقلبت على الدكتور مصدق المنتخب في ايران، الم تقل وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرليت عن موت نصف مليون طفل عراقي جراء الحصار الظالم   (بانه ثمن مقبول!!) . الم يقول كولن باول رئيس الاركان والوزير لاحقا عن ضرب وغدر امريكا حينما  ابادت القطعات العسكرية   العراقية  المنسحبة من الكويت على ما بات يسمى بطريق الموت عام ٩١ بعد اتفاق دولي وقتلت  مائتي الف عسكري في الياتهم المنسحب في مشهد يشبه من يطلق النار على اسماك حجزت في براميل الموت قال باول   بانه غير معني بالرقم!!!
هذه هي امريكا واهم من يتصور انها  تتغير ولن تتغير مواقف هذا الغرب المنافق ابدا. انهم فقط يضحكون على   الشعوب بشعارات جوفاء. 
ماذا تريدون ايها المتسيدون  من اهل غزة خاصة  وفلسطين عموما  هل تريدون منهم  ان يبقوا   ستين عام اخرى محبوسين  في حقل دواجن.. اين حق الشعوب في تقرير المصير واين حقوق الإنسان العادي في ادنى مقومات العيش؟
سؤال برسم الاجابة لمن لا ضمير له والعزة والكرامة والصمود والنصر لشعب فلسطين البطل الاسطوري الذي يشبه طائر العنقاء  اطار صوابهم وعمل لهم صدمة وترويع!!
وللحرية الحمراء باب، ،،،
* كاتب واكاديمي من العراق استاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الاخوين في أفران المغربية.