Image

حراك ثوري في مناطق الحوثي يفاجئ الجميع

شكل الحراك الثوري الذي شهدته مناطق مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا خلال احتفالات ثورة 26 سبتمبر بذكراها الـ 61 هذا العام، مفاجأة كبيرة للمراقبين للشأن اليمني في الداخل والخارج.
وذكرت مصادر سياسية يمنية، أن الحراك الثوري الذي شهدته وتشهد صنعاء وإب، وعدد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يشكّل بارقة أمل وبداية حقيقية لثورة ستجتاح تلك المناطق،و ستأتي على نظام الظلامية الحوثية، وستنهي معاناة ملايين اليمنيين ممن باتوا لا يجدون قوت أُسرهم، جراء السياسة والإجراءات الحوثية القمعية.

وكانت مصادر محلية يمنية، كشفت عن قيام مليشيات الحوثي باعتقال اكثر من 1500 ممن شاركوا في احتفالات الثورة اليمنية 26 سبتمبر بصنعاء، وأكثر من 567 شخصًا في محافظة إب، وسط البلاد.
وأشارت المصادر، إلى ان المليشيات الحوثية تعيش حالة طوارئ غير معلنة في مناطق سيطرتها، جراء ذلك الحراك الثوري والانتفاضة الثورية التي أحدثت زلزالًا في كيانها الهش القائم على الظلم، والاضطهاد، والنهب، والسلب، وسفك الدماء، ومصادرة الحقوق والممتلكات، وإسكات الحريات، واضطهاد المرأة.

ثورة العَلم
ووفقًا للمصادر ، فإن عمليات القمع والمصادرة والاعتداء على علَم الجمهورية في صنعاء وإب، كشف المليشيات الإمامية على حقيقتها الرجعية المتخلفة التي تريد العودة باليمن إلى عهد الإمامة البائد، وشكّلت نقطة فارقة لدى جميع اليمنيين الذين شهدوا لأول مرة الاعتداء على علم ثورتهم الخالدة في نفوسهم، والذي يُعدُ مقدسًا لديهم، وباتوا على يقين بأن الخلاص من تلك الشرذمة والفئة الباغية قريب وقريب جدًا.
كما شكّل الحراك الثوري المُصاحب للاحتفالات بعيد الثورة 26 سبتمبر، بداية حقيقية، كسر اليمنيون من خلالها الخوف الذي رسمته الميليشيات في نفوس الناس بطريقة قمعها المتبع مع المعارضين لها خلال السنوات التي تلت انقلابها على الدولة، والذي كان يعبر عن الرعب الذي تعيشه عناصرها.
واشارت المصادر، إلى أن رفع العلَم الجمهوري بات اليوم متواجد على سطح كل منزل، وفي المركبات، في جميع الشوارع والطرقات، وباتت الثورة "ثورة العلَم"، حيث تُقابل أي عمليات اعتداء على العلم بتصعيد ومواجهات بين المدنيين بأبسط الامكانيات، وإن عناصر الحوثي باتت تتحاشى الدخول إلى الحارات والشوارع الخلفية في المدن اليمنية خوفًا من الاعتداء عليها.

توقع ثورة مسلّحة
وفي هذا الإطار توقعت مصادر عسكرية يمنية، عودة المواجهات المسلحة مع مليشيات الحوثي التي تمارس اعتداءات دموية ووحشية بحق المحتفلين بالثورة اليمنية، والتي كان آخرها الاعتداء على تَجمُع احتفالي بهذه المناسبة المباركة في منطقة علب بمديرية باقم بمحافظة صعدة، واستخدمت فيه الطائرات المُسيّرة.
وكان البرلماني في مجلس صنعاء المنتهي ولايته، عبده بشر، وجّه "السبت"، تحذيرًا لمليشيات الحوثي من ضياع "الجمل والجمال"، في ظل استمرار تصرفاتها، واستخدام السلطة في وجه الشعب.
وقال في تغريده على منصة "إكس"، "بسبب تصرفاتكم الرعناء، و إساءة إستخدام السلطة، والظلم، وعدم الاكتراث لمعاناة الناس، ونصب العداء للشعب، والغرور، والتعالي على العباد، وقلب الحقائق، والتصفيق، والتطبيل للباطل، وفشلكم الذريع، سيضيع الجمل والجمال، والايام بيننا"؛ في تحذير ضمني للمليشيا من ثورة شعبية وشيكة يعززها حالة الاحتقان الشعبي غير المسبوق جراء تمادي المليشيا في افتعال الأكاذيب ومماطلتها في صرف مرتبات موظفي الدولة المنقطعة منذ 7 سنوات، وفشلها في توفير الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها التعليم والخدمات الصحية، وتعمدها فرض الجبايات الباهظة.
ومن خلال التتبع للوضع الذي تعيشه المليشيات ونشرها العديد من المدرعات والمصفحات والأطقم العسكرية في صنعاء واب وذمار، وعمران، ومناطق عدة في طوق العاصمة، يتوقع اندلاع مواجهات مسلحة بين اليمنيين، خاصة القبائل، وتلك المليشيات التي استفحلت بانتهاكاتها بحق اليمنيين والقبائل، خاصة خلال السنوات الماضية حيث صادرت أراضيهم لصالح عناصرها القادمة من صعدة.
كما أشارت إلى أن إعلان طيران اليمنية تجميد رحلاتها من صنعاء إلى الاردن من بداية اكتوبر، يعد مؤشرًا قويًا على عودة العمليات العسكرية ضد مليشيات الحوثي التي استهدفت موقعًا للقوات البحرينية على الحدود السعودية، أوقع اربعة قتلى في صفوف الجنود البحرينيين وإصابة آخرين.

تحذيرات دولية
وحذر مجلس الامن الدولي مليشيات الحوثي، من استمرار تصعيدها العسكري في جبهات القتال، والتي كانت آخرها الهجوم بطائرات مسيرة على القوات المسلحة البحرينية المشاركة في التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن على الحدود السعودية الجنوبية.
وأدان أعضاء مجلس الأمن الدولي، السبت، الهجوم ووصفوه بانه يمثل تهديدًا خطيرًا لعملية السلام والاستقرار الإقليمي، بما في ذلك اليمن، محذرين من أن أي تصعيد لن يؤدي سوى إلى مفاقمة معاناة الشعب اليمني.


ودعا المجلس الدولي إلى ضرورة إتخاذ خطوات قوية بشأن وقف إطلاق النار الدائم في اليمن، وشدد أعضاء مجلس الأمن على دعمهم القوي لجهود التسوية السلمية وإنهاء معاناة الشعب اليمني، فضلًا عن إعلان دعمهم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، حيال جهوده المتواصلة في مسار التسوية السياسية التفاوضية القائمة على المرجعيات المتفق عليها، وبما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وكان التحالف العربي قال في بيان له، أن "الأعمال العدائية والاستفزازية المتكررة لا تنسجم مع الجهود الإيجابية التي يتم بذلها سعيًا لإنهاء الأزمة والوصول لحل سياسي شامل"، مؤكدًا "رفض الاستفزازات المتكررة والاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين".
من جانبها دعت منظمة العفو الدولية، السبت، مليشيات الحوثي إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المتظاهرين في ذكرى ثورة 26 سبتمبر، ووصفت قمع الحوثيين للمشاركين في الاحتفال بأنه "عمل وحشي"، واستعراض للقوة يدل على استخفافها الصارخ بالحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، ويوضح المدى الذي تذهب إليه من أجل خنق حرية التعبير في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.