هل بدأ الحراك الثوري بين الشعب ومليشيات الحوثي بصنعاء ؟
الخروج الجماهيري في كلٍ من صنعاء وإب، وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات، توحي بمدى الرقض الشعبي للمليشيات الحوثية في ظل تصاعد الخطاب السياسي والشعبي المتصاعد في وجه الحوثي وأدواته القمعية التي باتت تقض مضاجع الحوثية بشكل متعدد، ابتداءً من إضراب المعلمين الذي كشف مدى هشاشه الحوثي في احتواء الشارع اليمني ليكتشف بأنها سلطة جبايات، لا خدمات، وتنمية .
ليثبت الشارع مدى تمسكه بقيم وأهداف ثورة سبتمبر من خلال تنظيم احتفالات كان لها أثرًا كبيرًا بإثارة "سيد القمقم"، ما دفعهم لإقامة حواجز عسكرية مهمتها ليس تنظيم احتفالات، وإنما مصادرة الأعلام الوطنية; لإدراكه أنها تمثل رمزية ثورية متجسدة بروح الثورة ونهجها الرافض لعودة الإمامة تحت أي مسميات كهنوتية
الخروج الجماهيري، كان بمثابة رسالة مفادها أن الثورة ونهجها السياسي ونظامها الجمهوري باقٍ وثابت، لا يمكن زحزحته، ولا ثورة إلا ثورة السادسة والعشرين من سبتمبر. ما علي المليشيات هو أن تدرك مدى تقبل الشعب لها، وأن حجم الرفض في تزايد مستمر بعد انكشاف الغطاء الزائف للجماعة ورجالها الذين خرجوا يومًا يبكون على الشعب حين رفعت الحكومة خمسمائة ريال، ليتضح أنه لم يخفض الخمسمائة، وإنما سرق الحقوق كلها دون أدنى ضمير يمنعه .
فثقافة الترهيب والقمع لم تعد مجدية طالما أزال الشارع اليمني الخوف، بعد ان لمس حقيقة الحوثية ودورها في نهب حقوقه وتجويعه وسرقة مدخراته تحت اسم الله تارة، وتارة أخرى تحت اسم الرسول عليه الصلاة والسلام وآل بيته، حاشاهم أن يكون هؤلاء اللصوص لهم علاقة.به، أو ينهجون نهجه.
الخطابات التعبوية والزوامل لا تبني دولة، وإنما تهدها، والحقوق التي تُنهب تحت سلطة الترهيب والعنف، لا تزيد الشعب إلا صلفًا وعنفوانًا. إن تطور المشهد السياسي والشعبي في مناطق سيطرة الحوثي يؤكد انبعاث مارد الثورة من قمقمه، وبدأ يلقي بظلاله على الشعب مباشرة بالزوال.