كلمة حق ... احتفال الشجعان يا سبتمبر
احتفالات أقامها المواطنون في محافظات متعددة بمناسبة الذكرى ال61 لثورة ال26 من سبتمبر المجيده، زرعوا خلالها الأمل بأن الشعب مازال موجودًا، وقادرًا على مواجهة الظلم، وتجاوز العراقيل التي حاولت معها مليشيا الحوثي إيقاف الاحتفالات بالنار وبالتهديد والوعيد، لكنها فشلت في ذلك.
منظمو الاحتفال السبتمبري 26 لم ينهبوا، ولم يفرضوا اتاوات على المحلات والتجار، ولم يغتصبوا مالًا حرامًا، ولم يسجنوا صاحب مطعم لأنه لم يتبرع، ولم يقتلوا أحدًا لم يشارك أو يهنىء بالمناسبة .. مع كل ذلك أُطلقت الألعاب النارية واحتفل الشعب في معظم المحافظات، وليس في ميدان واحد، بل في معظم الميادين والشوارع، وزرعوا البسمة على كل شفاه.. إنه احتفال الشجعان بكل ماتحمله الكلمة من معنى
هذه هي الثورة المدنية التي صنعها الأبطال وحافظ عليها الرجال .. وما نعيشه اليوم تحت وطأة أحفاد الإمامة إنما هي لحظة وإن طالت لابد لها أن تنجلي وتنتهي كما انتهى سادتهم الكبار الذين فشلوا في تجاوز مرحلة الثورة السبتمبرية في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.
تسع سنوات مضت عاش خلالها مواطنو اليوم ليعرفوا الفرق الكبير بين الجمهورية والإمامة، وبين العدل والظلم، وبين الحق والباطل.
تسع سنوات كافية وزيادة على مليشيات إرهابية تحاول قدر استطاعتها أن تغير في الواقع اليمني، وفي مناهجه وأساليبه وأخلاقه، لكنها وإن مازالت تقبض البلد بالنصب والاحتيال والكذب والتزوير والتدليس والارهاب، إلا أنها اصبحت مرفوضة من أغلبية الشعب الذي بات يعرف سلوكها السيء وغرضها من تحويل اليمن إلى بلد تابع لأبلد قائد.
ومثلما خرج اليوم الشباب والكبار يرددون "لا ملكية ولا حوثي بعد اليوم"، لا شك قادرين على الخروج لطرد كل أحفاد الإمام من المؤسسات الرسمية ومن الوزارات، وان شاء الله طردهم أيضًا من البلد بأكمله.