ليلة 26 سبتمبر .. استفتاء بالصوت والصورة للرفض الشعبي لمليشيا الحوثي

أب الغربية عمقها ناحية تعز، وإب الشرقية عمقها الضالع وعدن. مليشيا الحوثي زرعت سياج الحوبان لعزل اب عن تعز، لكنها لم تجد منفذًا لإسعاف الجرحى أوب المقاومة، وعبر دمت، تم عزل إب الشرقية ذات الإمتداد الجنوبي..

إب، تكابد بصمت مدفوعة بمنحة التاريخ، ومحنة الجغرافيا. التاريخ الذي تمثل إب دُرة التاج الحميري الجمهوري فيه، ومحنة الجغرافيا، كونها الجغرافيا المتاخمة لفم التنين الإمامي، وحروب الاجتياح، فما نالته إب من حروب الاجتياح ونهب للأراضي والمحاصيل، أكثر بكثير مما فعله المستوطنون بالأراضي الفلسطينية، والأمر ليس مبالغة، وما تزال معالم التاريخ شواهد.

هذه الذكرى ( الجمهورية ) في إب استثنائية، ولعلها انتفاضة ثانية بعد انتفاضة "المكحل"، أول ليالي رمضان الفائت، حينما خرجت إب بلتقائية وعفوية شعبية تهتف الهتاف الشهير، (لا إله إلا الله، الحوثي عدو الله).

الانتفاضة السبتمبرية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي خيبت ظنون الحوثيين، حينما استعرضوا بهلوانياتهم في ميدان السبعين، واهمين أن ذلك سيمنع الرفض الشعبي لهم.. إنها الأمية التاريخية، وستظل هزيمتهم النفسية والذهنية تلازمهم لقرن كامل ،ربما يتذكرون ماقاله الشاه وهو يطوف بطائرته، "هل كل هؤلاء يكرهونني؟".

يتنامى الشعور الجمهوري في اليمن عامة، وفي إب خاصة، وما حدث ليلة 26 سبتمبر كان استثنائيًا، وهو استفتاء بالصوت والصورة للرفض الشعبي لمليشيا الحوثي في إب ، رفض تلقائي وعفوي وليس مسلي، إنما رفض أقوى من سلطة المشرف المبندق، والمبردق، ونخيط الزوامل..

العلم متعدد الألوان، ارتفع في كل بيت ضد اللون الواحد، اللون الأخضر الذي حاول أن يغطي جرائمه، وبشاعته بميلاد النبي الكريم، المنزه من العنصرية والجباية والانفلات..

في كل قرية وجبل وحي ومدينة، تم إبقاد شعلة الجمهورية في إب، وفي كل نقطة تجمع جمهوري نزلت الأطقم، واعتقلت العشرات من شباب إب، كما فعلت في جنازة المكحل، لكن الأمية التاريخية للإماميين الجدد، لم يستوعبوا شخصية الشعب اليمني، هذا شعب البردوني والمغني وباذيب ولطفي امان، شعب المفاجئات، شعب نبيه وكتوم ومباغت لسراق حياته وحريته ورواتبه ومستقبل أطفاله.. إب المعزولة تعزل مليشيا الحوثي ليلة 26 سبتمبر .