الحوثي في ذكرى ثورة 26 سبتمبر .. حنق وريبة وخشية على مشروعه الإمامي من الزوال

11:37 2023/09/23

تُعَدُ ثورة سبتمبر بقيمها وأهدافها النبيلة ومكتسباتها الوطنية محل فخر كل اليمنيين، والتي نقلتهم من عهد الظلام الإمامي الكهنوتي إلى مسار المضي نحو الجمهورية الذي يحاول الإماميون الجدد "الحوثيون" طمس  الحلم والعودة بالتاريخ إلى الوراء عقوداً من الزمن.

كلما احتفل الشعب اليمني بذكرى السادس والعشرين من سبتمبر تشعر مليشيا الحوثي بنوع من الريبة و القلق خشية على مشروعها التدميري الذي استوردته من طهران، من الزوال، لذا لا تتوقف تلك العصابات منذ انقلابها على الدولة في 21 سبتمبر 2014م، عن استهداف قيم ومبادىء الثورة النبيلة التي حررت الشعب اليمني من براثن الحكم الإمامي .

مهما حاولت عصابة مران ان لا تجاهر في عدائها للثورة المجيدة، إلا أن تحركاتها العسكرية مع قدوم المناسبة وانشطتها تهدف الى تعكير صفو الاحتفاء واطفاء شعلة الثورة واهدافها التي انتزعها الأحرار والمناضلون من قبضة الإمامة ليشرق في سماء اليمن عهد جديد بنظامه الجمهوري .

إن اليمنين كافة يحيون ذكرى ثورة سبتمبر من كل عام رغم تزامنها مع مرور البلاد بوضع استثنائي جراء الحرب التي أشعلها الحوثيون ضد الدولة،
لإعادة إنتاج النظام الإمامي المقبور واستحضار موروثه التاريخي الذي يرتكز على فكرة الحق الإلهي في الحكم من أجل الاستئثار والاستفراد بالسلطة والاستحواذ على ثروات ومقدرات وخيرات شعب عريق في نهب أموالهم وتسخيرها لصالح ما يسمونه بـ"المجهود الحربي"، تحت شعارات "الولاية"، و "الاصطفاء"، و "آل البيت"، و "الخُمس"، مستخدمة في سبيل ذلك وسائل دموية من قتل وتنكيل وتخريب وتدمير وتجريف للهوية الوطنية، فضلاً عن إلحاق بالغ الضرر "بوحدة الأرض والإنسان وإعادة تقسيم المجتمع والوطن على أساس عرقي ومناطقي وسلالي لتوسيع فجوة الفوارق والامتيازات بين الطبقات"، بعدما ألغتها أهداف الثورة السبتمبرية .

على الرغم مما نحن فيه من حالة شتات وحرب احرقت الاخضر واليابس وسلام لا يلوح في الافق ووضع اقتصادي وأمني كارثي، يبتهج اليمنيون في الداخل والخارج باحتفالهم الكبير بالذكرى ال 61 لثورة سبتمبر، وهو أمر يغيظ مليشيا الحوثي ويدفعها إلى التهور و القيام بأعمال عدائية كالذي نشاهده في كل عام في احتفال إيقاد الشعلة، والتي لا تتورع عصابة الحوثي من استهداف كافة الاحتفالات السابقة بقذائف الحقد الحوثي على الثورة وشعلتها المتقدة في ربوع الوطن .

يأتي احتفال الشعب اليمني بعد خمسة أيام من انقلاب الحوثي على الدولة في 21 سبتمبر، ذلك اليوم المشؤوم الدي حل باليمنيين وادخلهظ في صراع وحرب دمرت منحزات الأبطال والثوار الأحرار في الانعتاق من الحكم الكهنوتي الظالم الذي نفض فيه اليمنيين غبار عهد إتسم بالفقر والجهل والمرض، وجاءت الثورة بما تحمل من اهداف خالدة ومشاريع تنموية نقلته إلى مصاف الدول الحديثة، ولهذا اختار الإماميون المدعومون من إيران توقيت انقلابهم بعناية وهو اليوم الذي يصادف تنصيب الإمام البدر، يعتقدون انهم  أعادوا اليمن مجدداً لحكم الأئمة وظلوا منذ انقلابهم وإلى اليوم يواصلون تفخيخ مستقبل البلاد ونظامه الجمهوري، وصولًا إلى أحد أهداف الثورة اليمنية بحذف "إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات". حقيقة يكشف المشروع الطائفي والعنصري السلالي القبيح الذي يستميت الحوثيون من أجله حتى اليوم في محاولاتهم  المحمومة ضرب ثورة 26 سبتمبر المجيدة في عمقها.

تؤكد الوقائع ان لدى الحوثيين خطة لإفراغ اليمنيين من محتواهم اليمني الحقيقي والحضاري، وربط اليمنيين بوجودهم وبثقافتهم وبمشروعهم وفكرهم المتطرف الذي يعتمد على الخيارات الايرانية والخيارات الداخلية في اعادة اليمنيين لحكم الإئمة تحت وطأة ثالوث الفقر والجهل والمرض قبل 61 عاماً، لهذا فان اليمنيين يرفضون الحوثة وإن وقف الى صفها المجتمع الدولي في دعمهم كأمر واقع ومن الاحتفالات التي نشاهدها اليوم في ريف اليمن والحضر بإشعال النيران على سطوح المنازل وإطلاق الألعاب النارية، وانتشار الشعارات والصور والرسومات التي تمجد ذكرى ثورة 26 سبتمبر، وهو ما يعكس حضور هذه المناسبة في وجدان أبناء الشعب اليمني وأن الإمامة إلى زوال وأن الثورة والنظام الجمهوري قادر على انهاء المشروع الحوثي بنسخة ملالي إيران .