Image

"21 سبتمبر" .. الانقلاب الحوثي والتواطؤ الدولي في تفاقم الأزمة الإنسانية باليمن

في ال21 من سبتمبر من كل عام، تحتفل الأمم المتحدة ب"اليوم العالمي للسلام"، وتدعو الدول والشعوب إلى تحقيق السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، يُعتبَر هذا اليوم بمثابة "يوم نكبة" بالنسبة لليمنيين، حيث دخلت بلادهم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقًا لتقريرات الأمم المتحدة.
ولهذا، يمثل هذا اليوم وصمة عار في جبين الامم المتحدة التي ظلت صامتة حتى اليوم على انتهاكات الحوثي، ووقفت متواطئة مع عصابة سلبت شعب حريته، وانتهكت حقوقه .
منذ سيطرة مليشيات الحوثي بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية في عام 2014م، واجه اليمنيون مصاعب كبيرة. رفعت المليشيات الحوثية شعارات زائفة مثل "إسقاط الجُرعة" و "إسقاط الفاسدين" و "تحقيق الشراكة" و "تنفيذ مخرجات الحوار"، ولكنها تَحوَّلت بسرعة، وألقت بالملايين من اليمنيين في دائرة الجوع والموت، ومارست أكبر عمليات فساد لم يشهدها اليمن. وبعد ان كان سعر 20 لترًا من البترول بثلاثة الف، أصبح اليوم مع تجارة السوق السوداء الحوثية ب30 الف ريال، بينما شعار إسقاط الحكومة كان على زيادة خمسمائة ريال. نهبت الدولة، وإيرادات الضرائب، والجمارك، والاوقاف، واصبحت توَرَد إلى خزائن عبد الملك الحوثي الذي يوزعها كغنائم بين السلاليين، وقادة الانقلاب، ومشرفيه.

منظمات دولية أشارت إلى أن ثلثي سكان اليمن، وهم 21.6 مليون طفل وامرأة ورجل، يحتاجون إلى مساعدات حيوية للبقاء على قيد الحياة. وارتفع عدد القتلى بسبب الحرب الحوثية إلى أكثر من 400 ألف شخص بشكل مباشر، وغير مباشر حتى نهاية عام 2022م، وشهدت الأشهر الأخيرة من العام الجاري مزيدًا من القتلى.
الى حانب ذلك، وثقت للجنة الوطنية للتحقيق في إدعاءات حقوق الإنسان في اليمن، مئات الحوادث التي استهدفت المدنيين على يد مليشيات الحوثي. أسفرت هذه الحوادث عن سقوط 288 قتيلاً ، و657 جريحًا، بالإضافة إلى 161 حادثًا لتفجير الألغام أسفرت عن سقوط 55 قتيلاً و124 جريحًا.

ووثق التقرير أيضًا، أكثر من 2997 انتهاكًا خلال فترة من أغسطس/آب 2022م إلى 31 يوليو/تموز 2023م، وسقط فيها 3287 ضحية، والعديد منهم نساءً وأطفالًا. منذ عام 2016م وحتى عام 2023، سقط أكثر من 48 ألفًا، و866 شخصًا ضحية لأكثر من 25 ألفًا، و511 انتهاكًا ارتكبته مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

تُعَدُ هذه الأرقام صادمة، وتجسد الأزمة الإنسانية الوحشية التي يعاني منها اليمنيون. يواجه الشعب اليمني اليوم معاناة شديدة بسبب نقص الغذاء والدواء والمياه والخدمات الأساسية الأخرى. يُلاحَظ أن الحرب الحوثية لم تؤدي إلى تحقيق أي تقدم في تحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

لإنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن،  على المجتمع الدولي تعزيز الجهود لوقف العنف، وإيجاد حل سياسي للنزاع. يجب أن تتحمل الأطراف المتحاربة مسؤوليتها، وتلتزم بوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين.. يجب أن تعمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على توفير المساعدات الضرورية لليمنيين المحتاجين، وتسهيل وصولها إلى المناطق المتضررة.
ولكي يتحقق السلام والاستقرار في اليمن، فإن على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية المروعة، ومساعدة اليمنيين على بناء مستقبل أفضل، والخروج من دائرة الفوضى وحالة الحرب، وسيطرة عصابة مليشاوية تدعمها أيران على مقدرات الشعب اليمني وامنه واستقراره.