حتى سبتمبر حاولوا سرقته..!!

08:36 2023/09/15

حاولت العصابة الحوثية منذ دخولها صنعاء وانقلابها على السلطة الشرعية واختطاف مؤسساتها، اللعب بمشاعر المواطنين على مختلف الأصعدة وفي مختلف القضايا والمسلمات والرموز الوطنية، وكان في مقدمة كل ذلك ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، لأن هذه الثورة كانت وما تزال تعتلي هرم الرموز الوطنية في الذهن الشعبي العام، لأن ما قبلها كان بمثابة الظلام الدامس، ومع فجرها تفجرت أضواء الجمهورية التي حلم بها اليمنيون ردحا طويلا من الزمن..

لم يكن أمام العصابة المنقلبة غير انتهاج الكذب والخداع، ومحاولة مسايرة أحلام وطموحات الشعب، مدركة أن المساس بمنجز كبير مثل الثورة السبتمبرية الأم، أو النظام الجمهوري، الذي ينظر إليه الشعب كمثال أعلى، لن يخدم مشروعها، وسيتعارض مع مسلمات ومعتقدات الشعب، الذي يبحث عن توسيع آفاق النظام الجمهوري وتطوير أدواته وتحقيق الأهداف الستة التي جاءت بها ثورته، ولا يمكن الحيلولة بين الشعب ومنجز تاريخي كهذا..

لذلك كانت شعارات وادعاءات العصابة في معظمها تؤكد على أهمية منجز سبتمبر الشعب واحترام ثورته الجليلة وأهدافه السامية، لأنها تدرك تماما أن أي تعارض مع ذلك سيجعلها في مواجهة مباشرة مع شعب مؤمن بالثورة وبجمهوريتها، وهو ما قد يطيح بمشروع الانقلابيين ويلقي بهم إلى خارج التاريخ، خصوصا في توقيت حفل بتوهم ثوري شاع وانتشر في معظم جغرافيا الوطن العربي.. لقد حاول الحوثيون ما يستطيعون تلبس سبتمبر اليمنيين بكثير من المظاهر الكاذبة لخداع الشعب، من تدثر بعلم الجمهورية وترديد لأناشيدها ومقولاتها، حتى كاد الشعب يصدق بجمهوريتهم وسبتمبريتهم..

وهنا كان وما يزال من أبرز ما يلعبون عليه لفظيا هو تسمية (سبتمبر) دون تحديد ثورة السادس والعشرين 1962م، ذلك أن انقلابهم كان أيضا في شهر سبتمبر.. ولم يفقه الكثيرون هذه اللعبة اللفظية إلا بعد مرور زمن..!! وقد اعتمدت العصابة في رهانها على عامل الزمن معتقدة أن الزمن كفيل بجعل العصابة تنجح في العبث بذاكرة ومسلمات الشعب وإزاحة سبتمبر اليمنيين العظيم بسبتمبرهم البائس الذي لم يكن ولم يصبح له من معنى أكثر من تدمير منجزات سبتمبر الضوء بسبتمبر الظلام الذي جاءوا به..!!

ولعمري لم تكن صدفة أن يكون انقلابهم في هذا الشهر تحديدا وقريبا جدا من موعد الثورة العظمى لليمنيين، بل كان مراعيا ومدروسا بدقة، لذات الهدف، وهو خنق سبتمبرنا التاريخي العظيم بسبتمبرهم القذر الذي أوصلنا نحن ووطننا إلى ما نحن فيه اليوم من شتات ودمار ووجع ولا استقرار.. ولكن هيهات أن يخدش انقلاب فئة عنصرية ضالة ثورة عظيمة كثورة السادس والعشرين لشعب عظيم كشعب اليمن..

لقد بات اليمنيون كل اليمنيين اليوم يدركون مشروع هذه العصابة القادمة من الكهوف، ولن يقبلوا بأن ترجع بهم عصابة الشر المنقلبة وبوطنهم وبكل منجزاتهم التاريخية إلى ظلام الكهوف، التي تتعارض عمدا وقصدا وبإصرار مقيت، مع طموحاتهم وأحلامهم التي كانت وما تزال تسابق الزمن.. ومن حسن الحظ أن كل يوم ينقضي في التعايش مع هذه الشوكة السامة الآن بات يؤكد على أنه ينقص من عمرها، وأن موعد انتزاعها أصبح قاب قوسين وأدنى