Image

تصاعُد الخلافات الحوثية تُنذِر بمواجهة حاسمة بين أقطابها وأجنحة مليشاوية تتصارع على 500 مليار إيرادات تعز وإب السنوية

بعكس الصورة التي تحاول أن تظهر بها جماعة الحوثي، فإن المؤشرات توحي بأن الجماعة مقبلة على صراع دامٍ بين أقطابها على خلفية اصرار المتنفذبن الميدانين العسكرين، والأمنين الذين يحكمون قبضتهم على مواقف وقرارات الجماعة، مهمشين الجانب المدني بما في ذلك رئيس وأعضاء ما يُسمى ب  "المجلس السياسي الأعلى"، وكذا ما يُسمى ب"رئيس وأعضاء حكومة الانقاذ" التي براسها الدكتور عبد العزيز بن حبتور، المعتكف حاليا في منزله، والمتفرغ لتأليف مذكراته، فيما صادر دوره مدير مكتب الرئاسه المدعو أحمد حامد، الذي يؤدي دور رئيس الحكومة، ورئيس المجلس السياسي، فيما صادر حسين العزي، بالخارجية دور الوزير هشام شرف، الذي يقضي غالبية أوقاته في المنزل، وتحت رقابة أجهزة استخبارات الجماعة.


مصادر مقربة تؤكد، أن مايجري في صنعاء مؤخرا،  يأتي في سياق حالة الاحتقانات المتصاعدة داخل مفاصل الحركة الحوثية، وعجز قائدها عبد الملك الحوثي، على السيطرة والتحكم برموزها، وفيما يترقب محمد علي الحوثي الفرصة للانقضاض على المشاط كي يحل محله. يطمح الناطق الرسمي للجماعة محمد عبد السلام، للحصول على منصب متقدم خلال المرحلة القادمة يتجاوز دوره كناطق رسمي للجماعة.


هذه الخلافات البينية ألقت بظلالها على أوضاع محافظتي (تعز وإب) التي أصبحتا تحت سيطرة المدعو عبد اللطيف المهدي، الملقب (أبو نصر الشعث)
المسؤول الأول، وصاحب ابتكار تفجير المساجد و منتحل صفة  قائد المنطقة العسكرية الرابعة، الذي أصبح هو الحاكم المُطْلَق على محافظتي تعز وإب، والمسيطر على إيرادات المحافظتين التي تقدر بالمليارات من الجبايات، وعوائد الجمارك، وصناديق التحسين، وهي إيرادات مهولة يتم جنيها من مواطني المحافظتين، وتوضع تحت تصرف المدعو (أبو نصر الشعث) الذي منذ تعينه عام 2017م، في هذا المنصب من قبل عبد الملك الحوثي، عمل على إزاحة كل من يقف في طريق طموحه.

 كانت البداية حين اغرق عبدة محمد الجندي، باربعمائة مليون ريال، سحبها من الايرادات و جعله يغرق و يتعرض للشتم و المسائلة، و لم يتجرأ ان يتحدث بأنها مع ابو نصر الشعف; خوفًا من الإطاحه، و امين البحر كذلك تخلص منه لنفس الاسباب كونه يبحث عن شخصيات يستطيع التحكم و النهب من خلالها، و اخرها سحب نص مليار ريال تحت مُسمى تجهيز لمعركة مع الساحل الغربي، ولان سليم مغلس المنتحل صفة المحافظ الأسبق، معين من رئيس المليشيات،  يتمتع بصلاحية واسعة بما في ذلك اصدار الأوامر والتوجيهات للجانب العسكري، ووقف في وجه تدخل الجانب العسكري والأمني للمليشيا بالشؤن المدنية داخل المحافظة، كما رفض هيمنة الجانب العسكري والأمني على إيرادات المحافظة والتحكم بها وحده  (أبو نصر الشعث) ندًا له، وهذا اغضبه فعمل على إزاحة سليم مغلس كي يتمكن من السيطرة على أمور المحافظة، وفعلًا تمكن من إزاحة( مغلس)

 ليحل محله( صلاح بجاش) الذي رغم خضوعه لسيطرة ( ابو نصر الشعث)، إلا أن (الشعث) اتخذ من مرحلة بجاش بمثابة مرحلة إنتقالية تمكنه من إحكام سيطرته على المحافظة ليصبح ملكًا متوجًا عليها، متحكمًا بمصيرها وبايرادتها ليصبح الرجل هو القائد والمحافظ ومدير الأمن والرئيس وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة، فيما أصبح الجميع يخطب وده ويتودد إليه، ليأتي 

مؤخرًا باحمد المساوى، الذي ينحدر من إحدى مديريات محافظة إب، المُقرب من ابو علي الحاكم، وأحمد حامد رئيس الرئيس، المساوى سبق له ان عمل سكرتيرًا لابو علي الحاكم، حين كان الاخير ينتحل منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة، ويقال انه ارتبط معه بعلاقة (مصاهرة)، وحين ترك الحاكم المنطقة، تم تعين المساوى مسؤلًا عن مكتب الإغاثة الإنسانية في المحافظة، ويعرف المساوى بالتلميذ النجيب  والمطيع للجماعة ورموزها.


عمل (الشعث) منذ تعيينه على تمهيد ساحتي تعز وإب، لتكونا في خدمته وتحت أمره فقلص مهام محافظ إب، ووضع حوله الكثير من المعوقات والعراقيل، كما عمل على تطويع رموز ووجهاء المحافظتين بالترغيب والترهيب، وفيما كان جلال الصبيحي مدير مديرية خدير وقائد المنطقة العسكرية في القبيطة والراهدة، وكأن يعد الرجل الأقوى في تلك الجبهة الساخنة، عمل الشعث على تقليص نفوذ الرجل اولًا عبر عزلة من مديرية خدير و تعيينه وكيلًا للمحافظة، ثم لفقت للرجل تهمة (إخلاقية) والزج به في سجون الجماعة بصنعاء بسرية تامة منذ فترة.
استهداف رموز الجماعة فيما بينهم طالت مؤخرًا القيادي سلطان السامعي المعتكف منذ فترة في منزله في الحوبان إثر خلافات بينه وبين بعض قادة الجماعة في صنعاء، لم يتمكن من حسمها قائدهم عبد الملك الذي تدخل أكثر من مرة لحل الخلافات بين السامعي وبعض قادة الجماعة المتنفذبن في صنعاء، وخاصة بينه وبين المشاط، وأحمد حامد ورغم أن السامعي قبل البقاء في منزله في الحوبان ورغم تمسكه بالظهور والمشاركة ببعض الفعاليات لإخفاء حقيقة هذا الخلاف، إلا أن ما حدث لولده أحمد قبل أيام في العاصمة صنعاء، ينم عن إرتفاع حدة الخلاف بين وبين بعض قادة الجماعة، إذ تعرض ولده أحمد لحادث مروري مروع في ذات النفق الذي اُغتيل فيه القيادي الحوثي حسن زيد وزير الشباب والرياضة، 
مصادر إشارت، إلى أن حادث نجل السامعي كان مدبرا لان هناك من عمل على تفكيك (براغي إطار السيارة)، مما أدى لوقوع الحادث ونجاة نجل السامعي ومرافقه باعجوبة من موت محقق، فيما السيارة انتهت بالكامل وهي نوع (لاند كروزر دفع رباعي)..


ويرى مراقبون، أن كل هذا يأتي ضمن الصراعات التي تعيشها الجماعة والتي تبعد الجماعة عن أي حلول ممكنة للأزمة اليمنية التي بانتهائها تبدأ مرحلة الصراعات في أوساط الجماعة التي تخشي بأن تكون نهايتها بنهاية الأزمة، ولهذا تحاول الجماعة التهرب من اي حلول للأزمة اليمنية، خاصة وهي تتخذ من العدوان ذريعة للإبقاء على تماسكها الداخلي.