كتلة ال 30 .. بائعو وطن و انتهازيو سياسة !

08:04 2023/09/11

استفزتني كثيرًا ، عناوين قرأتها في مواقع اخبارية عن كتلة ال ٣٠ عضوًا برلمانيًا ، و في لحظة شعرت بغصة ان يكون هؤلاء يومًا يمثلون الشعب ، و مدحت بعضهم. و أجدني اليوم مدينًا بالاعتذار لأبناء الشعب ; لأنني يومًا ما ساندت هؤلاء ، إعلاميًا دون دراية عن ما في جوفهم من أطماع و انتهازية إلى درجة لا مبالاه بالوطن و الشعب و أوجاعه..


 هؤلاء بائعو المواقف ، و مشترو الخزي والعار في دكاكين السمسرة ، لا يخجلون في التلون ، و التنطع باسم الوطن ، وهو منهك براء منهم.
هؤلاء الانتهازيون خبرناهم خلال ثلاث عشر عامًا ، منهم رفض النزول للساحه ; لأن المشتري لم يدفع المبلغ المطلوب ، و آخر خرج من الساحه ; لأن السمسار لم يسلم كل الثمن ، و أكلها و تركه يدبر قيمة الشاص..
كل المؤشرات تشير إلى أن أعضاء البرلمان الثلاثين يمتلكون مصالح شخصية ، ومهارات في البيع والشراء للمواقف السياسية و الوطنية، و يقتنصون الفرص بذكاء بسرعة التلون و القفز في المواقف و ما كان حديثهم عن الشعب ، وخدمة الوطن غير للاستهلاك الإعلامي فقط ، و عليهم الإدراك أن الوطن يُشترى بالمواقف و يباع بالخيانة ، و من باع وطنة ، يُذبح غدًا بيد المشتري .


نعم ، استفزني كثرة البيع ، و الشراء الذي تمارسة كتلة ال (30) ببجاحه دون خجل من الله ،وخلقة ، و هناك قصص كثيرة جدًا إن شرحناها لأدرك المشتري الجديد ان صفقته بشراء كتلة الثلاثين خاسرة بكل معاني التجارة و السياسة و الوطنية و الانسانية..
خبرنا كتلة الثلاثين في مواقف عديدة منذ عام ٢٠١١م ، فهم عناوين بارزة للهنجمه ، و فواتيرهم باهضة ، ولا فائدة منهم في ساحه الرجال و القتال ، فقد كان بعضهم بالأمس ، من المتعصبين مع التيارات الناصريه ، و أخرين اعتنقوا الشيوعيه حد الإلحاد ، و اخرين قلوبهم مع المؤتمر ، و سيوفهم مع الإخوان و أموالهم لدى الحوثي ، ولم يلتحقوا بالمؤتمر سوى لأنه كان في السلطة.


تكمن مشاكل اليمن انها أُبتليت بنخب انتهازية ، و وصولية تبحث عن ذاتها ، وتؤمن أن مصالحها مقدمة على مصالح الوطن، من هذه النخب  أولئك الذين قفزو لقطار المؤتمر ذات يوم حين كان المؤتمر حاكما، فنظر هؤلاء إلى المؤتمر بكونه الرافعة التي من خلالها يمكنهم تحقيق مصالحهم، فهجروا مكوناتهم والتحقوا بالمؤتمر الحاكم فزايدوا باسم المؤتمر ، وكانوا أكثر تطرفًا في خطابهم داخل المؤتمر من المؤتمريين الحقيقيين المؤسسين للمؤتمر، وظلوا هكذا إلى أن خرج من السلطة.
وحدث ما حدث فوجدناهم يتقافزون من جهة إلى أخرى ومن ضفة إلى أخرى، بحثًا عن مصالحهم ، وفي سبيل تأمين وجودهم على المشهد كفاعلين أساسيين وليس ثانوين، ومن الرياض إلى أبو ظبي راحوا يقطعون مسافات الريح ، ويقيسون الفوائد بعقلية ( المرابيين اليهود) الذين يقيسون حياتهم وفق جدلية الربح والخسارة.


لم يفكر أعضاء هذه الكتلة المثيرة في قضايا الوطن ، ولا في ظروف وحياة الشعب الذي يزعمون التحدث بأسمه، بل أنهم غارقون في حساباتهم الخاصة باحثون عن مصالحهم ، ولأجل تحقيق ذلك لا يترددون في التنقل بولائهم من عاصمة إلى أخرى وان كانوا اليوم يوزعون ولائهم بين الرياض ، وابو ظبي فإنهم على استعداد لتغيير بوصلة اتجاههم نحو الدوحة أو عاصمة أخرى أن كانت مدفوعاتها أكثر ، وامتيازاتها أكثر إتساعًا.. 
إنهم عبدة الذات باحثون عن مصالحهم ، و إن كان على حساب  مصلحة الشعب ، والوطن ومحنتهما، إذ يبدو أن هذه الكتلة الثلاثينية التي تقفز اليوم إلى مشارف ساحل البحر الأحمر في حضور  يشوبه الكثير من علامات الاستفهام ، فيما منجزاتهم السابقة خلال فترة الأزمة والحرب اقتصرت على كسب المزيد من الثروات ، وتحقيق مصالحهم الشخصية ، سواء باعتبارهم أعضاء في مجلس النواب ، أو حاضرين في مكونات سياسية وجدت للتخفيف من معاناة الوطن والشعب ، ولكنهم للأسف بسلوكهم ضاعفوا من معاناة الوطن والشعب، وضاعفوا من معاناة المشهد ، وزادوا في تعقيدات الأزمة الوطنية بصورة تؤكد أن الوطن هو آخر اهتمام هؤلاء ، و أن مصالحهم الذاتية هي ذات أولوية فبدوا وكأنهم بسلوكهم يشكّلون طابورًا خامسًا، أو كأنهم بنادق للايجار يُسَخِرون أنفسهم  لمن يدفع أكثر.!


كانت المؤشرات تؤكّد إلى أن أعضاء البرلمان الثلاثين يمتلكون مصالح شخصية ومهارات في البيع والشراء في المواقف السياسية و الوطنية، ولم تكن خطاباتهم عن معاناة المواطن ، وأحوال الوطن إلا طُعمًا لحصد أكبر قدر من المكاسب المادية.


إنهم أصحاب الكذب السياسي، حيث يغلب مواقفهم على مصالحهم الخاصة ، و ليس مصالح الوطن يأكلون كل شيء ، ولا يتركون شيئًا، ويتبنون مواقفًا كاذبة،حتى وإن كان على حساب مصلحة الوطن.
و يغيرون المشتري بحسب الدفع المسبق و بالفعل، لم يعد أعضاء الكتلة البرلمانية الثلاثين يُمَثِلون الشعب، بل يُمَثِلون مصالحهم الشخصية.
إن الوطن في مثل هذه الظروف التي يمر بها لا يحتاج لمثل هؤلاء ، بل يحتاج لأصحاب الولاءات الوطنية ، وأصحاب القرار الذين يتمتعون بشجاعة أدبية ، وقدرة على التعامل مع الأحداث الوطنية بشفافية ، ومصداقية ، ومسؤولية وطنية عالية ، بعيدًا عن النفاق ، والمزايدة ، والمتاجرة بأهات الوطن ، والشعب ، دون اعتبار لما يتعرضان له من أزمات مؤلمة ، وتمزق ، وتشرذم ، وعاهات اجتماعية ، وسياسية تفوق قدرتهما على الاحتمال.