ثورة 26 سبتمبر .. ثورة إيجابية ..!!

08:11 2023/09/09

الثورات خلال التاريخ السياسي البشري كثيرة جداً ، ولكن البعض من هذه الثورات كانت إيجابية ، والبعض الآخر كانت سلبية ، ويتوقف ذلك على نوعية أهداف وغايات ونتائج هذه الثورات ، فالثورات التي كانت أهدافها ونتائجها على الشعوب إيجابية هي الثورات الإيجابية والعكس صحيح ، وهناك العديد من المؤشرات التي تدل على إيجابية الثورة أو سلبيتها ، من تلك المؤشرات نوعية نظام الحكم ، نوعية الأهداف ، عدالة القضية ، نوعية التغيير الذي أحدثته الثورة وغيرها ، فالثورات الإيجابية هي التي تقوم ضد أنظمة حكم سلبية فردية استبدادية وراثية كهنوتية ، وتؤسس لأنظمة حكم إيجابية جمهورية ديمقراطية عادلة ، والثورات السلبية هي التي تقوم ضد أنظمة حكم جمهورية ديمقراطية عادلة ، وتؤسس لأنظمة حكم فردية استبدادية وراثية كهنوتية ، وبما أن ثورة ال 26 من سبتمبر الخالدة قد قامت ضد نظام حكم إمامي وراثي استبدادي كهنوتي رجعي ، وأسست نظام حكم جمهوري ديمقراطي ، فهي ثورة إيجابية ..!!

والثورات الإيجابية هي التي تكون أهدافها عامة وجماهيرية وشاملة وحضارية ومدنية ، بعكس الثورات السلبية التي تكون أهدافها خاصة بفئة أو حزب أو طائفة ، وأهداف ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة الستة هي بحق أهداف عامة وشاملة وجماهيرية وحضارية ومدنية ، حملت في طياتها العديد من عوامل النهضة والتنمية والتقدم والبناء والتطور والتقدم الحضاري والتغيير الإيجابي في كل مجالات الحياة ، وتجسد كل ذلك على واقعاً ملموساً في حياة كل مواطن يمني ، كما أنها قضت على العديد من عوامل التخلف والاستبداد والجهل والفقر والمرض ، التي جثمت فوق صدور أبناء اليمن سنوات طويلة ، وكانت سبب حياة البؤس والشقاء التي كان يعيشها أبناء الشعب اليمني تحت سطوة النظام الإمامي الكهنوتي الرجعي ، وإيجابية وعظمة وسمو ونبل أهداف ثورة 26 سبتمبر تجعلها ثورة إيجابية بإمتياز ..!!

ومن مؤشرات إيجابية الثورات عدالة القضية ، فالثورات التي تكون قضيتها عادلة هي ثورة إيجابية بعكس الثورات التي تكون قضيتها غير عادلة ، وليس هناك ما هو أعدل من قضية ثورة 26 سبتمبر ، قضية شعب تعرض لأبشع صور الظلم والاستبداد والطغيان والتخلف على يد نظام إمامي رجعي استبدادي طاغية ، قضية شعب تم تغييبه عن الحياة والحضارة ومصادرة حقوقه وحرياته مع سبق الإصرار والترصد ، ولن نبالغ إذا قلنا بأن قضية ثورة 26 من أعدل القضايا في التاريخ البشري ، فمقارعة الظلمة والمستبدين والطغاة والثورة عليهم هي العدالة في أسمى مراتبها وفي أنصع صورها ، والعدالة الشاملة لقضية ثورة 26 سبتمبر تجعل منها ثورة إيجابية بكل المقابيس ..!!

أما المؤشر الأخير الذي يدل على إيجابية ثورة 26 سبتمبر ، هو نوعية وحجم التغيير في حياة الشعوب ، ولا جدال حول التغييرات الكبيرة والهائلة التي أحدثتها ثورة 26 سبتمبر في حياة الشعب اليمني ، فقد نقلته نقلة نوعية من السلبية إلى الإيجابية في كل مجالات الحياة ، من الجهل إلى رحاب العلم والمعرفة ، من التخلف إلى رحاب التقدم والتطور والتنمية والنهضة ، من المرض والأوبئة إلى رحاب الصحة العامة ، من الظلم والاستبداد إلى رحاب العدل والحرية ، من العنصرية إلى المواطنة المتساوية ، من الإمامية إلى رحاب الجمهورية ، من الإنغلاق الثقافي والحضاري إلى الإنفتاح على كل الثقافات والحضارات ، وعلى كل حال لن تستطيع الكلمات والأرقام التعبير عن مدى التغيير الإيجابي الكبير الذي أحدثته ثورة 26 سبتمبر في حياة الشعب اليمني ، وهو ما يجعلها من أعظم الثورات الإيجابية في التاريخ الثوري البشري ، وهو ما سوف يجعل أبناء اليمن الأحرار يتمسكون بها وبأهدافها العظيمة أكثر وأكثر مع مرور الزمن ، فالفعل الثوري الإيجابي يظل خالد في قلوب الجماهير ، بعكس الفعل الثوري السلبي الذي سرعان ما يتلاشى تأثيره وفاعليته مع مرور الأيام ..!!