تنظيم " الإخوان المسلمين " يستحوذ على الفضاء الكردي !!

12:16 2023/09/08

تعتبر وسائل الإعلام من أهم الأدوات التي تؤثر في تشكيل الرأي العام ونقل الرسائل السياسية والاجتماعية. واستغلت بعض الجماعات السياسية والدينية هذه الوسائل لنشر أفكارها وتأثير الرأي العام. وهنا، نتحدث عن موضوع هام يتعلق بتحوّل الإعلام الكردي إلى منبر لتنظيم الإخوان المسلمين وأعضائه، دون أن يكترث إلى خطورة ذلك من خلال التحريض على الحكام بأساليب مبطنة.

أصبحت القنوات الإعلامية الكردية في الفترة الأخيرة منبراً لظهور بعض الشخصيات السياسية والدينية التي تنتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين وتروّج لأفكارهم. واحدة من هذه الشخصيات هي طارق السويدان، الذي ظهر على فضائية كردستان24 التي تتخذ من شمال العراق (كردستان) مقرا لها، وبدأ بنقل أفكاره ورسائله بحجة التعاطف مع الشعب الكردي، ويبدو أن تنظيم الإخوان العالمي كرس نفسه للاستحواذ على هذه القناة الكردية العراقية والإعلام الكردي العراق عمومًا.

إن المنظر الإخواني طارق السويدان ومن يشبهه يستغلون التعاطف العالمي مع القضية الكردية لنقل أفكارهم وتبرير تواجدهم على القنوات الكردية. يعتبرون أنفسهم الوحيدين الذين يعبرون عن التعاطف مع الشعب الكردي، وهذا يشكل غطاءً لأهدافهم السياسية والدينية.

يمكن تصنيف طارق السويدان وأمثاله من أعضاء تنظيم " الإخوان المسلمين " العالمي على أنهم شخصيات مشبوهة قد زرعوا الفرقة والتفرقة بين شعوب دول الخليج العربي. فكيف يمكن لشخص يروج لأفكار تنظيمية تهدف إلى تقسيم المجتمعات الإسلامية أن يتحدث عن الوحدة والتضامن؟

ومن المثير للاستغراب أن يسمح لشخصيات مثل طارق السويدان بالظهور على القنوات الكردية، وهو الذي ما في قلبه يسبق لسانه، وكان هذا واضحاً عندما غرّد عن " تحرير " المسجد الحرام على يد تنظيم الإخوان المسلمين. هذا يعد استفزازًا للمشاعر الدينية للمسلمين ويثير تساؤلات حول دوافع وأهداف هؤلاء الأفراد!

ومن أوائل من حذر من جماعة الإخوان المسلمين الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه حينما عرض عليه التنظيم الدولي إقامة فرع لهم في هذه البلاد، فأدرك ببصيرته وبُعد نظره فأجاب بحنكة، فقال:" كلنا إخوان، وكلنا مسلمون". 

ونستحضر هنا ما قاله الأمير نايف بن عبدالعزيز بأن:" مشكلاتنا كلها جاءت من الإخوان المسلمين لقد تحملنا الكثير منهم ولسنا وحدنا الذين تحملنا منهم الكثير إنهم سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما عالمنا الإسلامي".

إن تحول الإعلام الكردي إلى منبر لتنظيم الإخوان المسلمين وأعضائه يثير قلقًا كبيرًا حيال تأثيرهم على الرأي العام واستغلالهم لقضية الشعب الكردي لأغراضهم الخاصة. يجب أن تتعامل القيادات الكردية بحذر مع هذه الشخصيات وتفهم الخطر الكبير الذي تشكله أفكارهم على استقرار المنطقة والتضامن الإسلامي، ونحن على بينة من أمرنا أن الشعب الكردي لا يحتاج إلى تعاطف المشبوهين والمنبوذين.