أحبُّ مصر
لا أُزايد أو أجامل ، أنا صحفي ، كاتب وسياسي يمني يحبِّ مصر يتنفّسها ويتماهى مع أهلها، ويعيش بينهم كواحد منهم ، مستهدف من قِبل مليشيات الحوثي الإرهابية العنصرية.
قد يقول البعض عني إني قومي ، مؤتمري ، يساري ، عروبي فاتني قطار الزمن ..لكن لا تهمني هذه المصطلحات بقدر ما يهمني القول إني دخلتُ أوّل يوم للمدرسة في وصاب العالي محافظة ذمار في اليمن، وأحببتُ مصر من خلال المعلم المصري، والدراما والسينما.
أحببتُ " أم الدنيا " من خلال المدرس والثقافة العروبية الناعمة التي ينشرها بلدٌ عربي كبير أحبّه ، اسمه مصر الكنانة.
لا يتّسع الوقت هنا لذكر أعلامها الذين أحببتهم في شتى المجالات ، لكني سأذكر لكم وأذكّركم ببلد عظيم أعيشُ فيه اسمه بلاد " المحروسة " التي سماؤها سمائي، ونيلها نيلي، وأهلها أهلي، وعروبتها عروبتي، وإنسانيتها إنسانيتي، والمحشي الذي عزمني لتناوله اليوم جاري ابن مصر غذائي ( كنت أريد تصويره فعجزت وتناولته بكل إجلال وعرفان مع لبن عصفور أهلي في مصر ، شكرًا عمي رضا ، شكرًا أم محمد )
قد أكون قادرًا على اللجوء في أي بلد غربي، لكني يمني عروبي ليس هذا خياري أبدًا ، وإن كان لي خيارات فهي اليمن أو مصر أو السعودية.
أحبُ مصر مهجتها ، وروحها ، و استثنائيتها الباذخة ، والمدهشة.
قوميتي تجبرني أن أكون وفيًا للبلد الذي علمني أبناؤه من القاهرة ، والشرقية ، والمنوفية ، والإسكندرية والقليوبية أ.ب.ت. ث.. ( عروبيٌّ.. أنت)
سأبقى في هذا البلد حتى يكتبُ الله لي أمرًا كان مفعولًا..
و إن تغلقت أمامي الأبواب سأعودُ لبلدي جنديًا يقاتل عن هويته ، وعروبته في الساحل الغربي.
وستبقى مصر ، وأهلها شريان وصل حياتي ، و وريد عروبتي.
سأحبُّ مصر ما دمتُ حيا.
وعن غيداء ، وباسل أبنائي ، فمثلما يحبون صنعاء فهم يحبون القاهرة والجيزة ، لأن فراديسهم ، وحياتهم تبرعمت هنا ،حيثُ لا أحد يسألك عن اسمك ، وبلدك ، ولونك ، ومذهبك.
أقسم بخالق الموت والحياة أني غير قادر على القول لهما : " قد نغادر في أي وقت "
أعترف أن الحياة إختبار ، وفصولها ، ومحطاتها تعب.
وستبقى مصر خياري ، واليمن الحُرّة الجمهورية العروبية طينتي ، وأرض أولادي.