قادة الأحزاب والمنظمات..رموز الآمال أم أمناء تطلعات؟
قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ، أيها الأوصياء الأشداء على آمال الشعوب ، و يا حاملي مشاعل الحق، يا أمناء تطلعاتنا النبيلة.
تأكّدوا بأن سجلات الزمن سوف تحفر بريشة لا ترحم الحقيقة اللعينة ، التي مفادها أنكم أدرتم ظهوركم للعهد المقدس الذي حملتموه. أن التاريخ سيشهد إلى الأبد على تخليكم عن جوهر واجباتكم المجتمعية.
تردد صدى غارة الحملة الامنية على شرجب في طول البلاد وعرضها ،كي ترتفع أصواتكم كجوقة إدانة ضد الانتهاكات الوحشية التي ترتكبها قوى القمع ، لكن بينما كانت كل الأنظار تترقب وتنتظر ردة فعل بقدر ، وحجم وفضاعة ، ما ارتكبتة بيادق الحملة الامنية. ولكن انتم فقط تحجبتم بعباءة الصمت ذعرًا خافتًا ، واستسلمتم لأهواء النظام القمعي.
أحجار وأشجار شرجب هؤلاء الشهود الصامدون على ثقل المعاناة الإنسانية ، ستظل تذكر إلى الأبد صدى صمتكم. لم تكن العواصف والرياح العاتية هي التي كتمت اصوتكم ، لقد كان الخوف الذي تردد صداه بصوت أعلى داخل انفسكم ، الخوف من الانتقام الذي قد تقوم به سلطة العسكر ،الخوف من الظلام الذي قد ينزل على عتبة أبوابكم إذا تجرأتم على تحدي السلطة الحاقدة.
و مما يستحق الإدانة بنفس القدر ، الجمود الذي سيطر على أيدي منظمات حقوق الإنسان، حيث تناقض صمتها بشكل واضح مع صرخات الألم المدوية التي اطلقتها المناشدات.
إن النداء الذي تخللته الروايات المؤلمة لأولئك الذين أُلقوا في هاوية الظلم ، تُردد عبثًا على جدران اللامبالاة بالنسبة لكم ، وقوبلت نداءات التعاطف والاستعداد للاستماع بصمت مدوي من الرضا عن انفسكم.
وبينما يتدفق حبر هذه الرسالة الغاضبة لتكن بمثابة تذكير لاذع بأن نسيج المساءلة لا يتم نسجه بواسطة أيدي المستبدين فحسب ، بل أيضًا بواسطة خيارات أولئك الذين يمارسون النفوذ ، أولئك الذين واجبهم المقدس هو الدفاع عن الناس المضُطَهَدين ، ومن لا صوت لهم. أصوات أطفال شرجب ، الذين رُفعت البنادق في وجوههم ، صرخوا ليس في تعر فحسب ، لكن في سجلات ذاكرتنا الجماعية ، وهي شهادة على التقصير في أداء الواجب الذي يلطخ صفحات تاريخكم.
فلتكن هذه المرثية بمثابة دعوة واضحة لإيقاظ ضمائركم النائمة ، ودعوة كي تتخلصوا من شلل الخوف ، واحتضان الشجاعة ; لتحدي قيود سلطة الأمر الواقع ، لأن صمت اليوم ، أيها القادة الأعزاء سوف يطارد مستقبل إنكار العدالة في الايام القادمه.