وقفه مع ضمائركم يا بشر

هنالك الكثير والكثير من الأشخاص والبشر الذي يتنعم بكل خير على هذه الأرض الطيبة، ولم  يرَ منها سوى الكرم والعطاء. يعيش حياة مرفهة غير واعٍ لما هو فيه من نعيم، ناسيًا ما كان فيه، يلهو ويعبث و لا يعرف غير الفساد والدمار. يحاول لفت انتباه الناس بالقوة والبطش والقتل والبلطجة والتفصيع; لإرهاب المواطن المسكين، ويحسب نفسه وصل إلى الشهرة والمال والجاه والمناصب العليا والكراسي، وحينها تلهمه أفكار  شيطانية تخريبية تلمع في عقله الخاوي، متصنعًا الشجاعة، مدعيًا القوة. يأتى متبجحًا قائلًا:أنه يريد الإصلاح، وهو لا يعرف سبيله حتى.

و اعجبي على إنسان اإلتمس في نفسه كفاءة زائفة، وأصبح يبطش بما ليس فيه، ويعيث في الأرض فسادًا، يبيد أناس مثله تمامًا، ويبقى مجرد خدعة زمنية محددة فقط لما يفعله من أعمال ستجعله يندم على فعله،يحاول استئجار بعض السخفاء والعقول المريضة التي تساعده على أفعاله البشعة بحق الإنسانية والأخلاق والضمائر وأرواح البشر بحفنة من مال، ويعتقد أنه أصبح يستطيع الحصول على قلوب الناس وتعاطفهم بسهولة و يُسر.

وهنالك الكثير، بل لنقل الأكثر من بعض البشر الذين يعانون من أمراض الغباء والشهرة، وأشياء أخرى لكسب المال من مواقع التواصل الإجتماعي; لاغراء البسطاء والفقراء والمحتاجين بخدع واحتيال وكلام معسول لا يملك أساسًا أو مصداقية، فقط لأجل إرضاء أسيادهم ولا يعرف هولاء الاقزام أن العطاء يكون منك نابع من ضمير حيّ تجاه من تحب ، فإنك لن تغادر الذهن حتى ولو أصيب الجميع بأقصى درجات الزهايمر.

كنتُ قد سمعتُ عن كثير من المؤثرين بهذا العصر يتخذون المواقع لكسب الإعجابات،و تمنيت أن أرى فيهم إنسان حقيقي يهتم بقضايا الانسانية وحقوق الإنسان. وإن وُجد هذا الشخص، سيكون فعًلّا هو سيد التأثير،وسينال الإعحاب على أرض الواقع. ليس في المواقع الالكترونية.  

لتعرفوا يا هولاء، أن محبة الناس لا تقاس بمدى الإعجابات والتعليقات في مواقع التواصل الإجتماعي والسوشال ميديا، وإنما بقدر ما تعكسه أنت لديهم ، فإن لم تخن عرضك وهدفك وإنسانيتك وضميرك الإنساني الحي ومبادئك وأخلاقك الدينية والوطنية والنضال المقدس في سبيل الكرامة والحرية والعدالة والمساواة بين البشر، فحينئذ سيذكرونك بكل مجلس، وهذا دليل على أنك بلغت هدفك المنشود.

أما لو خالفت أعمال الصواب، وابتعدت عن الخير والإنسانية والصلاح والتعاون والتكامل والترابط الوثيق والإخاء و وحدة المبادئ فذلك سيكون محل تذمر كلما جاء ذُكرك عند الآخرين ، لهذا لم تكن الأموال شيئًا مقابل ما تعطيه للآخرين في سبيل وجودك وضميرك الإنساني.