الحكومة تتخذ كهرباء عدن كما تتخذ الشحاتة طفل ليس إبنها لتستعطف الناس به

10:47 2023/08/23

ست ساعة يقضيها المواطن بدون كهرباء مقابل ساعة، و هي حالة يصعب فيها وصف المعاناة التي  يمر بها الإنسان من عذاب في ظل ارتفاع كبير لدرجة الحرارة دون أي تحرك عملي تجاه تلك المهزلة التي لا تهتم بمعاناة السكان، ولا ما يلحقهم من أضرار.
و هي أضرار لا يعاني منها رئيس الحكومة، و لا وزير الكهرباء، و لا محافظ عدن، طالما مساكنهم مضيئة بالمولدات الكهربائية و لديهم مخصصات من البترول .

و لن تهتم الحكومة ولا المحافظ، طالما لم يشعر أي منهم بالجحيم الذي وضعوا به المواطن، و من يسمع  الأنين لا يشعر به كما يشعر به المصاب. فالإنسان الفاسد لا يشعر بمعاناة غيره، و لو كانت الحكومة تشعر لما تجاهلت ما يحدث، إلا في حالة واحدة، إذا وضع رئيس الوزراء و وزير الكهرباء، و كل المعنيين بنفس ما وضعو به المواطن. عندها سيدركون أنهم مجرمون عندما يصعب عليهم تحمل حرارة الجو، و يفقدهم القدرة على النوم و الجلوس بدون مكيفات، و يرون أطفالهم تئن من إصابتهم بالحرارة التي تكسي جلودهم .

ما يحدث من معاناة توحي بأن هؤلاء المسؤولين يتعمدون تعذيب المواطن، و إحالة حياته إلى جحيم لكونهم لا يرون موقعها تحتم عليهم احترام المسؤولية تجاه مواطنيهم. فالحكومة تدعي أن مهمتها الأساسية خدمة المواطن، و ليس تعذيبه و قهره، و من المؤسف أن أقول أن الحكومة لا يرون أنفسهم إلا جلادين مهمتهم إنزال العذاب وابتكار العقاب، و دراسات نتائجة على الشعب بهدف اذلاله و تركيعه .

و الغريب أن.هؤلاء يخرجون على وسائل الإعلام يتباكون على حال شعبهم متخذين منه وسيلة للاسترزاق من الدول تحت اسم تخفيف معاناة شعبهم. فحكومة معين تتعامل مع عدن و غيرها من المحافظات فيما يخص الكهرباء والخدمات بنفس الأسلوب  التي تستخدمه الشحاتات مع طفل مسروق لتشحت به على جوالات المرور لاستعطاف الناس،و لتتمكن من جمع الأموال دون آبهة بمصير الطفل، و ما يعاني من تقلب الجو وحرارة الشمس. فهي لا يعنيها أنينه و لا مصيره، طالما هو وسيلة لجمع المال.

من المؤسف أن يكون لدينا حكومة و قيادة تتعامل مع شعبها بأسلوب ما سبق وأشرت إليه.و من المؤسف أن أشبه شعبنا بطفل لا حول له و لا قوة، رغم معرفته بأن حكومته غير معنية بما وصل إليه حاله. فهي لا تعرف معاناة المواطن، إلا أمام المنظمات الدولية، و في أروقة المجتمع الدولي; بحثًا عن سرقة ما يقدمه المانح الدولي للتخفيف عن شعب لا يرى من تلك المساعدات شيء. فهي تذهب إلى جيوب جلاديه و ما تلك الكلمات التي تحمل عبارات الشفقة و الدعوة إلى الرحمة، إلا اسلوب يجيد رئيس الحكومة حبك الدور مستفيدًا من خطط و ابتكار الشحاتة و هي تعرض طفلًا ليس لها، و تبكي على حال إبنها متخذه من دموعها غاية لأخذ ما في جيب المارين متلذذة بعذاب طفل وقع بيد مجرمة لا رحمة في قلبها.