Image

ثقافة العنف الحوثي.. فجرت جرائم العنف الاسري في كل بيت يمني

تتفاقم مشكلة العنف الأسري في اليمن بشكل متسارع، حيث تتكرر جرائم القتل العائلي بشكل ملفت للنظر. هذا الوضع يشكل قلقًا حقيقيًا وإضافيًا يهدد المجتمع اليمني بأكمله. يُعزى العديد من المتخصصين هذه الجرائم إلى الظروف النفسية والاقتصادية والأمنية السيئة التي نتجت عن الحرب التي تعصف بالبلاد منذ عام 2015. 

ومع ذلك، يحمل العديد من الخبراء مليشيات الحوثي المسؤولية عن هذه الجرائم، حيث تُغذي ثقافة العنف و الطائفية وتحوله إلى سلوك عادي مألوف.

يؤكد المتخصصون أن الجو العام في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي يشجع على الجريمة، حيث يتم تعبئة الشباب وتحريضهم على العنف والكراهية من خلال وسائل الإعلام والمساجد والدورات الطائفية و المذهبيه. يأتي ذلك في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها اليمنيون بسبب السياسات الحوثية في الجبايات وعدم، صرف المرتبات ونقص الفرص الوظيفية وارتفاع الأسعار وتضاعف معدلات الفقر والمجاعة.

تشهد العديد من المحافظات اليمنية، خاصةً تلك التي تقع في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، جرائم شبه يومية داخل الأسرة الواحدة. يمكن أن تتطور الخلافات البسيطة حول الميراث أو الطلاق أو الانفصال بين الزوجين إلى استخدام السلاح وارتكاب جرائم القتل. 

يُذكر أن محافظة عمران شهدت حادثة مأساوية حيث قامت إحدى النساء بقتل ابنتيها بواسطة 16 رصاصة قبل أن تحاول الانتحار. تزداد جرائم العنف الأسري مع الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها اليمن منذ انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية.

من جانبها، أكدت مصادر محلية أن امرأة قامت بقتل زوجها في إحدى القرى بمحافظة إب وسط اليمن. 

تشير البيانات الأمنية والقضائية إلى أن عام 2020 شهد وقوع أكثر من 115 جريمة قتل ضد أقارب، وأكثر من 50 بلاغاً بالشروع في القتل، في 11 محافظة تحت سيطرة الحوثيين، وأسفرت عن أكثر من 130 قتيلاً وأكثر من 70 جريحًا. وفي عام 2021، سُجلت أكثر من 180 حالة قتل، دون تقدير لعدد الجرحى.

ووفقًا للإحصاءات الرسمية، شهدت المحافظات الشمالية أكثر من 16 ألف جريمة خلال عام 2021، وسُجلت حوالي 8 آلاف جريمة خلال النصف الأول من العام نفسه، تتنوع بين جرائم القتل العمد والجرائم الأسرية والجنائية والسرقة.

يتصاعد العنف الأسري في اليمن بشكل خطير، ويجب على الحكومة والمجتمع المدني اتخاذ إجراءات فورية للتصدي لهذه المشكلة. 

ويجب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر المتضررة وتوفير فرص العمل وتحسين الأوضاع المعيشية للعائلات اليمنية. كما يجب العمل على مكافحة ثقافة العنف وتعزيز قيم السلام والتسامح في المجتمع.