طريق النجاح الحقيقي .. في عالم الكتابة والصحافة ..!!

08:13 2023/08/08

على الجميع أن يدرك جيدا، بأن طريق النجاح الحقيقي في عالم الكتابة والبحث والصحافة، طريق محفوف بالصعاب، والمخاطر، خصوصا لمن يريد أن تكون كتاباته، ومشاركاته، وتحليلاته مثمرة، ومتميزة بالموضوعية والمصداقية والحيادية والإيجابية، ومدعومة بالحقائق والقرائن والأحداث، التي تكون قريبة جدا من الواقع، وبعيدة عن كل صور الزيف، والادعاء، والتملق، والمجاملة والانتهازية والوصولية. وعلى من يريد سلوك هذا الطريق الشاق والطويل والمرهق، أن يمتلك ضميرا إنسانيا حيا يسير به في طريق الفضيلة والإيجابية ويمنعه من سلوك طريق الرذيلة والسلبية، ضمير يشجعه على التزام بمنهج الوسطية والاعتدال والتوازن، وينهاه عن الانزلاق في غياهب التطرف والتشدد والحقد والكراهية، وعليه أن لا ينتظر رضى وإعجاب الآخرين، لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، ولتحقيق ذلك هناك عددا من الضوابط الدينية والقومية والوطنية والإنسانية، التي يجب الالتزام بها، لسلوك طريق النجاح الحقيقي، منها:-


على الكاتب والباحث في كل مشاركاته وكتاباته وتحليلاته، أن يراعي في الدرجة الأولى التشريعات والأحكام الدينية، وعليه أن يلتزم بالدفاع عن كل الأخلاقيات والمبادئ والقيم الدينية السامية، التي تساهم بشكل إيجابي في إظهار الصورة الحضارية لدينه، وعليه أن يجعل منها خطوطا عريضة، يلتزم بها، ولا يتجاوزها أبدا، في كل كتاباته، وأن يجعلها دائما نصب عينيه، وأن يتحرر من كل النزعات والأهواء والتعصبات المذهبية والطائفية التي تبعده عن الموضوعية والمصداقية، فالمتعصب لا رأي له كما يقول الفقهاء، كما أن التعصب يقود الإنسان نحو التطرف والتشدد والغلو وصولا إلى الإرهاب الفكري والثقافي...!!


وعلى الكاتب والباحث في كل كتاباته، ومشاركاته، وتحليلاته، أن يراعي في الدرجة الثانية واجباته القومية والوطنية، وعليه أن يلتزم بالدفاع عن المصالح العليا للأمة والوطن، والمساهمة بشكل إيجابي في خدمة شعبه وأمته، من خلال انتهاج أساليب التوفيق والتقريب بين وجهات النظر القومية والوطنية، والابتعاد عن أساليب التنفير والتبعيد بين الفرقاء القوميين والوطنيين، وعليه الالتزام بالثوابت القومية والوطنية ويجعل منها خطوطا عريضة، يلتزم بها، ولا يتجاوزها أبدا، في كل ما له علاقة بقضايا الأمة والوطن، وعليه أن يجعلها دائما نصب عينيه، وأن لا يقدم مصالحه أيا كانت شخصية أو حزبية، أو مناطقية، على المصالح العليا لأمته ووطنه، في كل الظروف والأحوال...!!


وعلى الكاتب والباحث في كل كتاباته، ومشاركاته، وتحليلاته، أن يراعي في الدرجة الثالثة واجباته الإنسانية، تجاه كل بني الإنسان بغض النظر عن الاختلافات الدينية، والجنسية، والعرقية، من. خلال الالتزام بالدفاع عن الحقوق والحريات الإنسانية، والمحافظة عليها، ويجعل من تلك الحقوق والحريات خطوطا عريضة، يلتزم بها، ولا يتجاوزها أبدا، وذلك من خلال رفض كل الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان في أي مكان في العالم ومن أي طرف كان، فحقوق وحريات الإنسان لا تتجزأ وليست حكرا على قومية معينة أو جنس معين، وعليه أن يتحرر من كل الدعوات العنصرية والعرقية، التي تصنع التمييز العنصري، والتفرقة العنصرية، بين الإنسان وأخيه الٱنسان، فالإنسان في أي مكان في العالم هو أخو الإنسان في الإنسانية بغض النظر عن الاختلافات الفكرية والثقافية...!!


ومن يلتزم بتلك الضوابط وغيرها، قد يجود الكثير من الصعاب، والمشاق، والعقبات، والمخاطر، وقد لا تعجب كتاباته ومشاركاته، الكثير من أصحاب المصالح الشخصية والحزبية، ومن أصحاب الأهواء التعصبات المذهبية، والطائفية، والعرقية والمناطقية، وهم كثير جدا، لأن كل همهم هو السعي لتحقيق تلك المصالح، والانتصار لتلك العصبيات، ولو على حساب الآخرين، وهذا ما يجعل من الصبر والمثابرة والتحدي، أقوى سلاح يجب أن يتسلح به سالكو طريق النجاح الحقيقي. كون سلاح الصبر والتحدي والمثابرة.، هو الذي يمنحهم الشعور براحة البال والضمير، وهذا الشعور الرائع الذي لا يعادله شعور، يفتقده الآخرون، الذين يسلكون الطرق الملتوية، والباحثين عن الشهرة، والسمعة، والكسب السريع، الذي قد يحققونه على حساب تقصيرهم في واجباتهم الدينية، أو الوطنية، أو الإنسانية، وعلى حساب فقدانهم للشعور براحة البال والضمير.!!


كما أن من أهم صفات سالكي طريق النجاح، صفة القناعة والرضى، فالقناعة كنز لا يفنى، ومن يمتلك هذه الصفة الإيجابية يكون من السعداء، وإن كان لا يمتلك شيئا، ومن يفتقد لهذه الصفة يكون من الأشقياء والتعساء، وإن كان يمتلك الكثير من ثروات الدنيا المادية، لأن تلك الثروات والأموال لن تتمكن من إشباع نفسه الفقيرة والبخيلة والشحيحة، فهي تؤثر عليه بشكل سلبي في تصرفاته وسلوكياته، وتدفعه لسلوك طريق العبودية والنفاق والتملق والذل والهوان، وتحرمه من الشعور بعزة النفس وشموخها واستقلاليتها، وتحرمه من سلوك طريق الحرية، والثقة بالنفس، وصولا إلى الشعور بالنجاح الحقيقي، الذي لا يعادله شعور على الإطلاق، فكم هو رائع أن يحقق الإنسان نجاحا في مجال ما دون إلحاق الضرر أو الأذية أو الشر بالآخرين، وكم هو رائع أن يسخر الإنسان جهده ووقته في سبيل الخيرية والفضيلة والإيجابية والإنسانية...!!