في النيجر ، فقراء اليورانيوم

11:08 2023/08/07

تعد دولة النيجر سابع منتج لليورانيوم الذي نستخلص من الكعكة الصفراء ويشغل المفاعلات النووية بانواعها المختلفة لتوليد الطاقة الكهربية أو انتاج  اسلحة الدمار الشامل.


كما ان مناجم النيجر تنتج الوقود الحيوي للطاقة النووية الذي يذهب ريعه إلى فرنسا القوة الاستعمارية السابقة.


زرت عدة دول إفريقية بحكم عملي في نطاق دعم النساء تنمويا وانسانيا ولدي تصورات مسبقة عنها ولكني عندما توجهت قبل عام الى نيامي عاصمة النيجر  اعتقدت بان الحال سيكون أفضل بسبب امتلاكها لهذا العنصر النادر من المعادن. 


بعد رحلة متعبة صدمت من مناظر البؤس والحرمان الذي يعانيه ساكنة هذه البلاد ذات الأربعة وعشرون مليون انسان. 


شوارع ترابية لم يمسها الأسفلت ولا بعض من نثار عوائد اليورانيوم، بلا مياه صحية رغم أن العاصمة تقع على نهر واسع ولا مشفى مقبول ولا مدارس بل ان صندوق النقد الدولي قدر ان ثلاثة من كل خمسة أشخاص يعيشون  باقل من دولارين في اليوم. 


لا مبان حديثة أو ادارات اقامتها فرنسا في هذا البلد بل ان رجل اعمال هناك قال لي تخيل ان الشركة الفرنسية التي تهيمن على نصدير أو قل نهب اليورانيوم لم تشيد لها مقرا يليق بحجم ما تنهبه من موارد هذا البلد البائس حتى انها عملت مقرها من كرفانات!!!


الا يحق لفقراء أو أيتام اليورانيوم ان تكون السفارة الفرنسية اول هدف  لمهاجمتها ونهبها والمطالبة بطرد فرنسا  بسبب من  الشعور بالظلم والفقر المدقع. 


ان من قام برفع اعلام روسيا فى العاصمة نيامي كان نوعا من الاحتجاج والمرارة من  فرنسا المستعمر السابق والمستعمر الاقتصادي اللاحق.


خرجت من الباب وعادت من شباك الاستحواذ على موارد هذا البلد بالنحالف مع شلة من المسؤولين الفاسدين. 


مدير الصحة يطلب مني رشوة مقابل استصدار رخصة لمركز صحة المراة يقدم خدماته للنساء في العاصمة مجانا.. قلت له لم تطلب مني رشوة والمشروع لكم هدية قال انا لم استلم مرتب منذ اربعة شهور فماذا افعل. ؟


هذه عقلية المستعمر الاوربي مدعي الحضارة والانسانية يسلبون مستقبل الشعوب بعد ان دمرو حاضرهم. 


الم يكن امير الشعراء احمد شوفي على حق عندما قال
وللمستعمرين  وان الانوا،، قلوب كالحجارة لا ترق.


 كاتب واكاديمي من العراق