الحصار المفروض بالقوة لا ينتهي إلا بالقوة
بعد مرور أكثر من ثلاثة آلاف يوم من الحصار الخانق الذي تفرضه المليشيا الحوثية على مدينة تعز، تم تنظيم حملة إعلامية للمطالبة بفك وإنهاء هذا الحصار الجائر بالطرق السلمية. وقد اعتبر البعض هذه الحملة عملية تسول وتودد للجماعة الحوثية، بينما اعتبرها البعض الآخر حقًا مشروعًا على المجتمع الدولي بناءً على التزاماته التي يجب الوفاء بها. وبغض النظر عن المعنى والمقصد الحقيقي من هذا المطلب، فإن نتائجه معروفة مسبقًا.
فقد فرضت الميليشيا الحوثية حصارًا قاتلاً على مدينة تعز، التي تضم ملايين المدنيين، بقوة السلاح وبشكل وحشي منذ أكثر من ثمانية أعوام. وتهدف هذه الممارسات إلى تحقيق مكاسب سياسية واستخدامها كعقاب لمعارضيها ولإرهاب الإنسانية. ومن الواضح أنه لا يمكن أن ينهي حصاره للمدينة بالطرق السلمية استجابة لدعوات المجتمع الدولي أو لمطالب قيادات سياسية وعسكرية وإعلامية معادية له.
يجب على الجميع أن يدركوا أن الحصار الذي تفرضه الميليشيا الحوثية على مدينة تعز بقوة السلاح لا يحتاج إلى حملات إعلامية أو مفاوضات سياسية، ولا يمكن أن ينتهي إلا بالقوة وبواسطة البنادق. فما يفرض بالقوة لا يمكن أن يزول وينتهي إلا بالقوة. ويتطلب الخيار القوة تصحيح المؤسسة العسكرية وإنهاء الفوضى والانقسام والقضاء على الفساد والمفسدين ومعالجة الاختلالات الأمنية وتوحيد الصفوف والأهداف والرؤى وتكاتف الجميع وحشد الطاقات والإمكانيات والقدرات العسكرية والشعبية وتوحيد الخطاب السياسي والإعلامي وإعداد العتاد والتوجه لمعركة إنهاء الحصار بكل قوة وإرادة وثبات وعزيمة وإصرار. وعندئذ سينتهي الحصار وتزول جماعة الموت والهلاك والعذاب.