منطقة الاحواز .. حره .. عربية

11:11 2023/07/21

تعتبر منطقة الأحواز مناطق جنوب غرب إيران، وهي تعتبر أحد أكبر المناطق العربية ضمن الأراضي الإيرانية. يعيش فيها العرب الأحوازيون الذين يتمتعون بلغة وثقافة وتاريخ وهوية عربية قوية.

تاريخياً، كانت الأحواز تعتبر جزءاً من العراق العثماني وعاصمتها المحمرة، حيث دخل الجيش الإيراني مدينة المحمرة بتاريخ 1925 لإسقاطها وإسقاط آخر حکام الکعبيين وهو خزعل جابر الکعبي وکان قائد القوات الإيرانية آنذاك رضا خان ويعد السبب الأقوى لاحتلال إيران لهذه المنطقة إلى كونها غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز ويوجد فيها الأراضي الزراعية الخصبة حيث يصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي السهول الزراعية الخصبة فمنطقة الأحواز هي المنتج الرئيسي لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران وتساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة (الأحواز) بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات في إيران وللمفارقة العجيبة فالأحواز من أغنى المناطق على وجه الأرض بالثروات الطبيعية الهائلة ويعيش فيها أفقر شعب وهناك مقولة شهيرة تدل على تمسك الفرس بالأحواز وهي للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يقول فيها "إيران با خوزستان زنده است" ومعناها (إيران تحيا بخوزستان).

تعاني منطقة الأحواز من انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، حيث يتعرض السكان العرب للاعتقال التعسفي والتعذيب والإعدام بدون محاكمة عادلة، وتقييد حرية التعبير والتجمع والمظاهرات السلمية. كما يتعرض المواطنون العرب للتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث يعيشون في فقر وحرمان ويفتقرون إلى أبسط حقوقهم الأساسية.

رغم هذه القمع والاضطهاد الذي يتعرض له العرب الأحوازيون، إلا أنهم يظلون متمسكين بانتمائهم العربي وروح المقاومة. فقد قام العديد من الأحوازيين بالانتفاضات والثورات السلمية ضد الاحتلال الإيراني، مطالبين بحقوقهم العادلة وحريتهم وكرامتهم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الانتفاضات لم تكن تُعتبر فقط ثورات عربية، بل تمتد لتصبح حركة وطنية، حيث تضم الأحوازيين من جميع الخلفيات العرقية والدينية.

تلقى العرب الأحوازيون دعمًا كبيرًا من العالم العربي والمجتمع الدولي، حيث أدانت العديد من الدول العربية الاحتلال الإيراني وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان في الأحواز. وقد تم اتخاذ عدة إجراءات دولية لمساعدة العرب الأحوازيين في نضالهم من أجل الحرية والعدالة.

إن الأحواز تشهد اليوم تحركًا واسعًا من الشعب الأحوازي لكسر قيود القمع والظلم، والمطالبة بحقوقهم المشروعة وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية للمنطقة. ويجب أن يستمر الدعم العربي والدولي لهذا الشعب، وضغط النظام الإيراني لوقف انتهاكاته والسماح للأحوازيين بالعيش بكرامة وحرية تحت سيادة واحترام ثقافتهم وهويتهم العربية.

في النهاية، يجب أن ندعم حق الشعوب في تقرير مصيرها ونصرة العدالة والحرية. يجب أن نستمع إلى صوت العرب الأحوازيين ونقف إلى جانبهم في نضالهم المشروع من أجل الحرية والعدالة والكرامة. فالأحواز ليست مجرد قضية إقليمية، بل هي قضية إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان والعدالة والأمن والسلم العالمي.