اليمنيون خارج اليمن ، معاناةٌ وصراعٌ لا منتهي.

09:06 2023/07/05

ضحايا خلفتهم الحرب ولكنهم ضحايا من نوعٍ آخر ..
 
هم المهاجرين والمهجرين الذين اضطرتهم ظروف الازمة والحرب الى الرحيل عن وطنهم والبحث عن اوطانٍ بديلة كي تستقر حياتهم ويؤمن مستقبلهم .. ولكن بعد ان طالت بهم السنوات وواجهتهم صعوباتٌ كبرى .. وهجمت عليهم مشاكل وازماتٍ خانقة ارضختهم وضيقت عليهم الخناق .. وتعرضوا بسببها للقهر والاذلال ..
 
يتمنى اليمني في المهجر اليوم وطناً يسعه كي يعود اليه ويحيا في حضنه بعيداً عن ظلم الغريب والغربة .. ولكنه لا يجداً مفراً من تحمل مر الغربة لأن الخيار الوحيد هو العودة الى وطنٍ موبوء بكل انواع المصائب .. وطنٍ حتى وان فكر باقامة مشروعٍ له فيه ليعول نفسه ومن معه ويضمن حياةً كريمةً ومستقبلٍ أفضل فانه لا يستطيع بسبب العوائق الكثيرة التي ستقف أمامه وتعرقل كل فرصةٍ لتأمين فرص الحياة أمامه ..
 
الطالب كذلك لم يسلم من هذه المعاناة .. بل انه يقف في اعلى القائمة .. فالطالب الذي حصل على فرصة للدراسة خارج حدود الوطن المستباح وجد نفسه عالقٌ بلا مستحقات ولا حقوق ولا احترام ولا املٍ وربما انه قد فقد الطموح ايضاً ..
 
فهم هناك مبعدون يحاولون بناء الاساس لحياةٍ قادمة عنوانها تنمية الفرد والاوطان ولكنهم رغم ذلك لا يجدون احداً لمساندتهم .. وهذا ما اضطر كثيراً منهم الى تحمل تكاليف الدراسة الخيالية .. او العودة مجدداً مكسورين يبحثون عن حلول بديلة للحفاظ على ما تبقى من المستقبل كي لا تتبعثر أحلامهم تماماً ..
 
كل هذا يهون امام معاناةٍ هي الاعظم والاشد والأنكى وهي معاناة المريض الذي اضطرته علله ومشاكله الصحية الى اللجوء للسفر الى الخارج للتداوي والعلاج .. ولكن رغم كل هذا تستوقفه عدة عراقيل .. تبدأ منذ اضطراره للسفر ساعات براً للوصول الى المطار ثم الجهد الذي يبذله لعمل الاجراءات اللازمة للخروج من البلاد وبعد ذلك يقف أمام غول البلد الآخر الذي يصعب من امكانية الدخول اليه بفرض قوانين صعبة لتزيد بذلك مدة انتظاره حتى وان كان في اشد اوضاعه الصحية..
 
وهنا نصل الى نقطة اجراءات السفر من اليمن والى الدول القليلة المتاحة له .. فربما قد يحالفه الحظ بالدخول الى احدها او قد يفشل بسبب القوانين الصارمة لبعض تلك الدول .. التي وكأنها تخبره بأنها لا تريده داخل اراضيها .. وهنا ندرك بأن المواطن اليمني اصبح مأسوراً داخل وخارج بلده ولكن العودة الى الوطن هي الاصعب..
 
ان حلم اليمني بالعودة بات شيئاً مرعباً .. فكيف يعود الى وطنٍ مجهول المصير .. وكيف يضمن لنفسه حياةً مستقرةً بعد كل هذا العبث الذي اصاب البلاد ..
 
متى سيعود اليمني الى وطنٍ معززٍ مكرم وكيف سيواجه اولئك الذين عادوا الآن كل هذه الأهوال ..
وشعار المغتربين الدائم هو .. ليتنا نعود وليتنا لا نعود .. معضلةٌ صعبة الحل ومرعبة النهاية .. يشوبها الكثير من الغموض والرعب والتوجس والقلق ..
 
والسؤال هنا .. ماهي نهاية هذا الصراع الداخلي للانسان اليمني في المهجر ومتى سيعود الوطن ليعود اليه ابنائه؟
 
سؤالٌ قد نعجز عن اجابته جميعاً ولكن لا بد له من جواب .. حتماً لا بد له من جواب.