الانحراف في وسائل التواصل الاجتماعي

01:26 2023/06/25

بالرغم من عدم استخدامنا لغالبية برامج التواصل الاجتماعي وعدم احترافنا للبعض الآخر واعتمادنا على بعض البرامج المعتاد استخدامها عند غاليية الناس، إلا أننا وبشكل عام نلمس ونلاحظ مقدار وحجم المنافع والفوائد من هذه الوسائل والتي لا تعد ولا تحصى، وفي مقدمتها تحويل العالم إلى قرية صغيرة ومساعدة الإنسان في الاتصال والتواصل مع الآخرين رغم بعد المسافات. وفي نفس الوقت نشاهد أضرارها وكوارثها التي تفوق منافعها عشرات الأضعاف. وأعتقد أن الجميع يعلم بتلك الفوائد العائدة من حسن الاستخدام ويعلم بتلك الأضرار الناتجة عن سوء الاستخدام.
 
ومن أخطر الأضرار السلبية الفعالة والمؤثرة على الأفراد المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي الانحراف، حيث توفر هذه الوسائل للمستخدم الأساليب والطرق والوسائل التي تدعم سلوكياته المنحرفة بكل سهولة ويسر وسرية، ومنها على سبيل المثال نشر مضامين العنف والعداء والجريمة والفساد والفسق والرذيلة وتداولها في العديد من المواقع والشبكات والحسابات يؤدي إلى الانحلال الأخلاقي وتوليد سلوك العنف وسوء التصرف والادمان والعزلة وإهدار أكبر قدر من الوقت.
 
ويساهم في تعزيز تلك السلوكيات عند المتابعين، ونشر مضامين مخالفة للدين والعقيدة والعادات والتقاليد المجتمعية يساهم في دعم الفجور والإلحاد والانحطاط والتخلي عن القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية ونزع الوازع الديني والأخلاقي وكسر حاجز الخوف من الله والحياء من الناس. 
 
ونشر مفاهيم مغلوطة ومضامين تحتوي على الكذب والزور والتدليس والتضليل في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية يساهم في إخفاء الحقائق وتعميق الخلافات وزرع الشقاق وتعظيم التفاهات وتشتيت الشعوب وتدمير الأوطان وزيادة المعاناة.
 
والخلاصة أن هذه الوسائل تعد أكبر مضيعة للوقت وأكبر وسيلة للانحراف والهدم إن لم يتم استخدامها بطرق سليمة ومفيدة وبحدود المسموح والمعقول.