ماذا يحدث في موسكو ....!!

08:13 2023/06/24

مقالي يوم أمس بعنوان المشروع السياسي الغربي وتغيير قواعد اللعبة السياسية في منطقة الشرق الأوسط .. تعرض للحرب الروسية الاوكرانية واستنزاف امريكا والغرب للروس بسبب محاولات الرئيس الروسي تغيير قواعد اللعب التي يفرضها الغرب في عدد من المناطق حول العالم ، ويبدو أن تلك الحرب قد أتت أكلها فها هي قوات فاغنر تنقلب على بوتين وتعود نحو الأراضي الروسية وتسيطر على عدة مدن روسيه وتتجه نحو العاصمة موسكو ، وفشل مغامرة بوتين في أوكرانيا كنت قد توقعتها منذ بدايات هذه الحرب ، فروسيا رغم قوتها العسكرية إلا أنها ليست نداً للمشروع السياسي الغربي ، الذي يمتلك قوات عسكرية واقتصادية كبيرة جدا ، ومن يمتلك القوة العسكرية والاقتصادية هو من ينتصر دائما ..!! 
 
وما يحدث اليوم في روسيا يعطي مؤشرات قوية على خسارة بوتين للحرب بصورة أو بأخرى ، حتى لو لم ينجح انقلاب قوات فاغنر ، ويعطي مؤشرات على انتصار المشروع السياسي الغربي . ولن يتوقف تأثير هذه الحرب على روسيا فقط . بل ستتبعها متغيرات كثيرة على المشهد السياسي والعسكري الدولي ، فكل من دعم الرئيس بوتين خلال هذه الحرب بطريقة أو بأخرى ، وكل الدول المتحالفة معه سوف تتأثر بشكل كبير بنتيجة هذه الحرب ، وسوف تدفع فاتورة مواقفها وتحالفاتها تلك ، كما أن نتيجة هذه الحرب سوف تؤكد فشل تلك القراءات العاطفية والانفعالية التي كانت تذهب إلى أن موازين القوى سوف تتغير ، وأن العالم قادم على مرحلة ثنائية القطبية ، وأن المشروع السياسي الغربي في طريقه لفقدان الاستفراد بقيادة العالم ..!! 
 
ونحن منذ أول يوم لهذه الحرب نقول بأن روسيا قد تكون دولة عظمى وتمتلك قوات عسكرية كبيرة ، لكنها لا تمتلك القاعدة الاقتصادية الصلبة التي تمكنها من الاستمرار في مواجهة امريكا والغرب سواء في اوكرانيا أو في غيرها ، ففي عالم السياسة من يمتلك القوة العسكرية والاقتصادية هو من يكسب الحرب ولو بعد حين ، ومن يقرأ الأحداث بصورة عقلانية ومنطقية قد أدرك مبكراً بأن بوتين قد ذهب بنفسه وشعبه نحو مغامرة خاسرة غير محسوبة العواقب ، وها هو اليوم يدفع ثمنها باهضاً ، وها هو الجيش الروسي يترنح وينقسم على نفسه ، ويحارب نفسه وها هي قوات فاغنر تتجه نحو العاصمة موسكو للسيطرة عليها وتتوعد بمحاكمة القيادة الروسية ، في كارثة عسكرية غير مسبوقة ، وهذا هو النتيجة الطبيعية للتهور والمغامرات السياسية والعسكرية ، وحتى لو تمكن الرئيس بوتين ومن لا زال يقف معه من القيادات والقوات من إفشال هذا الإنقلاب والتمرد العسكري الكبير ، فإن الضربة التي تعرض لها موجعة وستكلفه الكثير على كل المستويات ، وما أريد أن أؤكد عليه هنا بأن نتائج هذه الحرب لن يتوقف تأثيرها السلبي على روسيا وحدها ، فهناك دول وأنظمة دعمت الرئيس بوتين في هذه الحرب سوف تتأثر سلباً وسوف تدفع ثمن مواقفها تلك وسوف يطالها التغيير نقطة آخر السطر ..!!