أما آن لهذه الحرب أن تتوقف؟

08:03 2023/06/24

سنواتٌ احترقت من أعمارنا ومن عمر هذا الوطن المظلوم، في حرب عبثيةٍ لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
وجعٌ يتلوه وجع، وأسى يعانق أسى، أيامٌ ضاعت من العمر ومآسٍ شتى لا نعلم لم بدأت ولا نعلم متى ستنتهي.
 
آلاف الأسر تحت خط الفقر وأكثر منها في ويلات النزوح، وغيرها الكثير تعاني من أمراضٍ وأزماتٍ لا حصر لها.
 
يأتي قبل كل هذا شرخٌ كبيرٌ من يعلم كيف ومتى سيلتئم. خاصةً مع استمرار هذه الحرب التي بلا معنى.
 
اليمن عُزلت عن العالم، فلا موانئ ولا مطارات ولا تمثيل رسمي يعيد للمواطن الهارب من ويلات الحرب عزته وكرامته خارج الوطن.
 
ودمارٌ متشعبٌ لكل مكتسبات البلاد على مدى التاريخ والسنوات، وهشاشةٌ في الحكم وضعفٌ في المؤسسات، وتجزؤ للأرض والإنسان، ودويلات متناحرة فيما بينها داخل وطنٍ واحد. كل هذا أنتجه صراع التسع سنوات العجاف. فإذا ما استمر الصراع أكثر من هكذا، يا ترى ما النتائج الجديدة التي ستظهر؟
 
إننا نقف أمام وضعٍ كارثي خلقته الحرب. الحرب شبه المنسية التي لم يأنِ لها أن تنتهي. بل إنه لم يأذن لها أربابها داخلياً وخارجياً بالانتهاء.
 
وطننا اليوم يعيش أسوأ وأصعب أيامه. ولا مستجيب لوجعه ولا مستجيب لأناته، ولا من يسمع أناته ولا من يستعجل إنقاذه. الجميع يقدمون الحلول .. ولكن لا أحد يشعر بنا. لذا فكل حلولهم باهتة تخلو من الجدية في أغلب الأحيان.
 
أعتقد أنه قد بات جلياً اليوم أننا ضحايا تضارب مصالح، مصالح لا نملك منها نحن اليمنيين حتى مثقال ذرة أبداً.
 
وما فائدتنا الوحيدة منها إلا انتهاؤها على الفور. انتهاء الحرب لنعيش كباقي شعوب الأرض في وطنٍ موحدٍ وآمنٍ ومستقرٍ نجد فيه راحتنا ونحقق فيه أحلامنا ونضمن مستقبلنا بعيداً عن أحلام الرحيل والهجرة، بعيداً عن مخاوف الموت قتلاً بقذائف ومدفعياتٍ وقنابل.
 
وطنٍ ككل الأوطان خالٍ على الأقل من خطر الحرب ووجع الصراع، وطنٍ منعمٍ بالسلام. 
 
إن الأوطان تحتاج إلى السلام كحاجة الإنسان إلى الماء والهواء، وإلا فإنها تذبل وتذوي إلى أن تصل إلى مرحلة الأفول.
 
والشعوب تشتاق للسلام كشوقها للحرية والكرامة ورغد العيش.
 
فليس علينا أن نستهين بالسلام وبأهميته لنا كبشرٍ نعيش في وطنٍ كبير. بل علينا أن نسعى سعياً حثيثاً لنيل السلام والعيش تحت مظلته. 
 
وإنه من الطبيعي أن نشتاق إليه لأن لا حياة بدونه ولا كرامة بدونه ولا سعادة بدونه.
لذا فشعارنا الأول في الحياة يجب أن يكون حي على السلام، وحي على وطنٍ يحيا في سلام، وحي على حياةٍ أساسها السلام