Image

الأمين العام للمجلس الوطني للأقليات في اليمن لـ"المنتصف نت": عصابة الحوثي صعدت انتهاكاتها لقمع البهائيين اليمنيين

 
المجتمع اليمني متعايش واعتاد على التنوع.. وممارسات عصابة الحوثي لم يسبق لها مثيل
 
تعرضت الطائفية البهائية في اليمن كغيرها من الأقليات الدينية في اليمن لاضطهاد وانتهاكات جسيمة من قبل عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران منذ انقلابها على الدولة وسيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.دفي عام ٢٠١٤. 
عن قضية اضطهاد عصابة الحوثي لحقوق البهائيين في اليمن واعتقال العشرات منهم والتنكيل بهم تحدث لـ"المنتصف نت" الأمين العام للمجلس الوطني للأقليات في اليمن وليد صالح عياش، وفيما يلي حصيلة هذا اللقاء:
 
-في البداية، لو تعطينا فكرة عن قضية اضطهاد عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران للأقليات في اليمن ومنها الطائفة البهائية..؟ 
 
مشكلة الجماعات الدينية، ومنها عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، أنها لا تتقبل الاختلاف معها في الدين والمعتقد.
 
عانت الأقليات في اليمن ومنهم 
البهائيون سنوات من الاضطهاد من قبل عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، منذ انقلابها على الدولة. 
 
 وتمثل ذلك في ممارسة الاعتقال ضدهم والسجن والاستجواب والتعذيب والتحريض العلني على العنف ضدهم.
 
كما استولت عصابة الحوثي على ممتلكات البهائيين. وتم التهجير القسري ونفي العديد من البهائيين اليمنيين من البلاد. 
 
لم يغلق الحوثيين بعد قضية 2018 ضد 24 بهائيًا. وهناك عشرات وربما مئات من البهائيين الذين يعانون بصورة شبه يومية من مستويات مختلفة من الاضطهاد، منها: مصادرة ونهب أموال وممتلكات العشرات دون وجه حق وبصورة مخالفة للقانون ودون أي تسجيل أو قيد قانوني، وقطع أرزاق العديد من العوائل والتسبب في تسريح البعض من وظائفهم ، وإغلاق مؤسسات مرخصة وسرقة ممتلكاتها.
والمضايقات المالية وتجميد المعاملات المصرفية للبهائيين ومن يتعاملون معهم من خلال المؤسسات المالية ومراكز الصرافة وغيرها. 
 
-ومتى بدأ اضطهاد عصابة الحوثي لكم؟ 
 
الاضطهاد الحقيقي والمنهجي بدأ في 2014 في صنعاء وهو في تزايد منذ ذلك الحين، وكل من يتابع الأحداث يعرف بأن هناك موقفا طائفيا واضحا وصريحا ضد البهائيين، وهم يعلنون عن ذلك صراحة في خطبهم وتصريحاتهم. 
 
-ولماذا تضطهد عصابة الحوثي كل من يختلف معها؟
 
من المهم الإشارة إلى أن هذا المستوى من الاضطهاد المنهجي ضد البهائيين لا وجود له اليوم في العالم سوى في منطقتين فقط: هما إيران والمناطق الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي الإرهابية  في اليمن، وهذا بحد ذاته مؤشر مهم، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار العلاقة الثقافية والسياسية بينهما.
 
هناك ملامح تشابه عديدة بين ما يتعرض له البهائيون في إيران وبين ما يحدث للبهائيين في صنعاء.
يرجع اضطهاد عصابة الحوثي  للأقليات في اليمن، ومنها الطائفة البهائية على وجه الخصوص، إلى التأثر بموقف نظام الملالي في إيران الذي يعمل بشكل منهجي على اضطهاد أتباع الديانة البهائية في إيران ويمارس أسلوبا منهجيا لعملية الاضطهاد هذه، والذي يصل إلى عملية تطهير ديني وإبادة صامتة.
 
وعصابة الحوثي تسير على نفس سياسة النظام الإيراني في التعامل الأقليات خصوصا التي تختلف معها سياسيا ومذهبيا.
 
وقد أشار مقرر الأمم المتحدة الخاص السابق المعني بحرية الدين والمعتقد السيد أحمد شهيد إلى هذا التشابه الكبير جدا بين أساليب الاضطهاد التي تمارس ضد البهائيين في كل من إيران وصنعاء. 
ويمكن ملاحظة هذا التشابه الكبير في الأساليب والمنهجية المستخدمة، واللغة التي يستخدمها المسؤولون، وكذلك الاشاعات والاكاذيب التي تروج ضد البهائيين، وغيرها.
 
 
- هناك تيارات سياسية ودينية ناصرت أو تعاطف مع عصابة الحوثي قبل انقلابها  إلى السلطة وبعدها  غير أنه انقلب عليها فيما بعد وعمل على اقصاءها ما سبب ذلك؟
 
ما تمارسه عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ضد الأقليات في اليمن ومنها الطائفة البهائية، حاليا يناقض تماما طبيعة المجتمع اليمني والقبائل اليمنية ويعتبر أسلوبا دخيلا على ثقافة اليمن.
 
المجتمع اليمني بطبعه مجتمع متعايش ومعتاد على التنوع الفكري والثقافي والديني.
 
القيام بأي عمل من شأنه إيجاد الصراعات أو الإخلال بالانتماء للوطن أو يتسبب في العنف أو التحزب أو التفرقة هو عمل سلبي وله نتائج كارثية على مجتمعنا اليمني وتكون النتيجة أن يحدث التمزق في نسيج المجتمع اليمني وله آثار سلبية على المدى الطويل. 
 
وكما يعرف الجميع من النصوص البهائية أنها تؤكد على ذلك بوضوح، كما أن ذلك مشهود من خلال سلوك البهائيين في اليمن وايضاً في كافة دول العالم طوال تاريخ الدين البهائي.
 
- كيف تقيمون الحريات السياسية والدينية في عهد عصابة الحوثي؟
 
 مبدأ التعايش والقبول بالآخر المختلف هي من الصفات الحميدة والتي كانت تتواجد في مجتمعنا اليمني ولكن منذ أواخر سنة 2014، ومنذ سيطرة عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على مدينة صنعاء، تغير كل شيء وصارت الحريات منتهكة.
ويعتبر الهجوم الأخير لعصابة الحوثي على اجتماع خاص بالبهائيين  واعتقال 17 بهائيا انتهاكا صارخا لحرية الدين أو المعتقد وحقوق الإنسان، بموجب المواثيق الدولية، الحق في التجمع وإدارة شؤونهم الدينية والمجتمعية. 
 
 
-أوضح للقارئ ما حصل للبهائيين في هذا الاجتماع  من قبل مسلحي عصابة الحوثي؟
 
شنت مجموعة كبيرة من مسلحي عصابة الحوثي المقنعين مداهمة عنيفة على تجمع سلمي للبهائيين في صنعاء - اليمن، في 25 مايو/ أيار الماضي واعتقلت وأخفت قسراً 17 شخصاً. 
شكلت هذه التطورات تصعيدا حادًا للنمط المنهجي للممارسات التي تقوم بها عصابة الحوثي لقمع البهائيين اليمنيين، وهو نمط شمل الاعتقال الجماعي في أغسطس/آب 2016 لأكثر من 60 من النساء والرجال والأطفال المشاركين في تجمع تربوي وتعليمي نظمه البهائيون  في أبريل/نيسان 2017 بحق أكثر من عشرين بهائي وما تلاه من اعتقالات للعديد من البهائيين، بمن فيهم أعضاء في المؤسسات البهائية؛ وإعلان المحكمة في يناير 2018 بشأن إعدام السيد حامد بن حيدرة (علناً/ تعزيراً).
 
-وما هو موقف المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من قضية الاضطهاد التي يتعرض لها البهائيون وغيرهم من الأقليات في اليمن؟
 
 بالنسبة لموقف المنظمات الحقوقية المحلية والدولية في قضية الاضطهاد التي يتعرض لها البهائيون وغيرهم من الأقليات في اليمن، فإن تقييمها يمكن أن يتفاوت من منظمة إلى أخرى.
 عموما، تسعى المنظمات الحقوقية إلى التعبير عن قلقها إزاء أي تعدي على حقوق الأقليات والتمييز ضدهم، وقد لاحظنا البيانات الصادرة من منظمتي هيومن رايتس وتش والعفو الدولية وايضاً من المفوضية العليا لحقوق الإنسان في حالة المداهمة والإخفاء القسري لـ17 بهائيا في صنعاء من طرف عصابة الحوثي.
 
وتتبنى المنظمات الحقوقية مبدأ حقوق الإنسان والتعددية الثقافية والدينية، وتعمل على توثيق وتوعية الرأي العام بالانتهاكات التي يتعرض لها البهائيون وغيرهم من الأقليات في اليمن.
 
كما تقوم هذه المنظمات بإصدار بيانات وتقارير تكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان، وتوجه الضغوط اللازمة لدى الجهات المعنية لضمان الحماية الكاملة للأقليات.
 
 من المهم أن يستمر الدعم والتعاون بين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والمجتمع الدولي بشكل عام لمساندة الأقليات في اليمن والعمل على تعزيز حقوقهم وتحقيق المساواة والعدالة.