لا أثر لوجود الدولة وأجهزتها في مدينة تعز

11:31 2023/06/21

منذ بداية الحرب الكارثية التى أدت إلى ضعف أجهزة الشرعية، ومدينة تعز لا تحتكم لأنظمة وقوانين الدولة ولا تلتزم بتنفيذ أوامر وتوجيهات قيادة الشرعية،وإنما تحتكم لقوانين التوحش والقوة والغطرسة. 
 
وكل من يمتلك فيها القوة والقدرة على ظلم الآخرين وبمقدوره اقتراف كل ما يحرمه الشرع ويمنعه النظام والقانون، يعد حاكم نفسه وسيدا على كل من يكون أضعف منه. ولذلك ينفذ كل ما يوافق هواه وينسجم مع توجهاته وسلوكه وانحرافه.
 
فهنا في مدينة تعز التى كانت السباقة في إنشاء المقاومة الشعبية التى تحولت إلى قوات حكومية بمعسكرات أشبه أن تكون شعبية وغير نظامية  تغيرت الأمور واختلف مسار هذه القوة العسكرية وتحول أغلبها إلى آفة كارثية وخطر يفتك بكل من يصل الدور عليه بدون رحمة ولا إنسانية وأصبحت داء يصعب دواؤه مهما كانت قوة وفاعلية العقاقير الطبية.
 
ولذلك، فإن قوة النظام والقانون وأوامر قيادة الدولة ممثلة بوزارتي الدفاع والداخلية ومجلس الوزراء ومجلس القيادة الرئاسي لا تستطيع حماية أصحاب المحلات والاسواق التجارية ولا الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية ولا المنازل والفلل والعمائر السكنية من بطش وفتك المجاميع المسلحة التي تستخدم الذخيرة الحية مع كل من يرفض أوامرها أو يتهرب من تسليم ما يطلب منه من سلع عينية أو أموال نقدية، ولا تستطيع إخراج جزء من المسلحين من منازل المواطنين المحتلة والمغتصبة أو من منازل القيادات والشخصيات السياسية والاعتبارية أو حتى من المدارس والمكاتب والمنشأت الحكومية، ولا تستطيع حماية أي مواطن يتجرأ ويطالب بإعادة منزله أو أي مواطن أو تاجر يرفض تسديد الإتاوات المفروضة علي الأرضي والعقارات التابعة له.
 
وهنا في مدينة تعز تفشل السلطة المحلية وأجهزة الدولة العسكرية والأمنية والاستخبارتية من إنصاف ولي دم مظلوم أو صاحب حق مسروق ومنهوب أو معتدى علية عاجز ومقهور. 
وهنا في مدينة تعز يصول ويجول اللصوص والقتلة والمجرمون والمنحرفون والمحببون والمطلوبون أمنياً داخل المدينة وفي شوارعها بكل أمن وأمان وثقة وحرية.
وهنا في مدينة تعز لا أثر لوجود الدولة أو تأثير لأوامر وقرارات قيادات سلطاتها العليا.